نافذة على العالم

أخبار قطر : مسرحيون: مسرح الطفل في قطر يعزز القيم الوطنية ويرسخ الإبداع في جيل المستقبل

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:51 صباحاً

نافذة على العالم - ثقافة وفنون

26

30 أكتوبر 2024 , 10:49ص

مسرحية رحلة المونديال

الدوحة - قنا

أكد عدد من المسرحيين المختصين في الكتابة والإخراج والتمثيل أن مسرح الطفل في قطر منذ بدايته مطلع الثمانينات حرص على تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، وتأكيد الهوية الوطنية لدى الأطفال.

وأوضح المسرحيون في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن مسرح الطفل في قطر يعمل على تعزيز الانتماء الوطني لدى الأطفال، والقيم الأخلاقية والاجتماعية الحسنة والتي تنتقل من جيل إلى جيل، مشددين على أن مسرح الطفل يحظى بمستقبل واعد في ظل اهتمام وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية بتطويره.

وفي هذا الصدد، قال السيد عبد الرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح، في تصريحه لـ/قنا/ : " أن الاهتمام بمسرح الطفل في قطر بدأ مع المسرح المدرسي الذي كان فعالا على مدار عقود " .. مبرزا أن العديد من الفنانين في قطر كرسوا إبداعاتهم للجيل الصاعد، من خلال أعمال احترافية في مسرحيات تستلهم التراث العربي والشعبي.

وأشار الصديقي إلى أنه يمكن أن نعتبر أن أول مسرحية للأطفال في قطر هي "منصور قاهر العملاقين" التي قدمها الفنان الراحل عبد العزيز الجاسم. وتوالى بعدها تقديم مسرحيات كثيرة ساهم في كتابتها وإخراجها فنانون كبار من بينهم عبدالرحمن المناعي، وصالح المناعي، وناصر عبد الرضا، ومحمد البلم، وفالح فايز، وجاسم الأنصاري، وغيرهم.

وأضاف أن المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ أقامت في عامي 2019، و2021 مهرجان مسرح الطفل بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل في الـ 20 من نوفمبر، حيث شاركت فيه مؤسسات الإنتاج الفني والفرق المسرحية ما يظهر الاهتمام بمسرح الطفل.

وقال مدير مركز شؤون المسرح: "إن مسرح الطفل يحرص على تعزيز الاهتمام بالحفاظ على الهوية والتمسك بها وتعزيز الانتماء الوطني لدى الأطفال، والإبقاء على القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تعكسها الأعراف السائدة والتي تنتقل من جيل لجيل، بالإضافة إلى غرس قيم إيجابية مثل احترام الزملاء على اختلاف انتماءاتهم، ومساعدة ذوي الإعاقة وحمايتهم من التنمر وغير ذلك".

وشدد على اهتمام وزارة الثقافة من خلال مركز شؤون المسرح بمسرح الطفل نظرا لكون الأطفال هم جيل المستقبل من رواد المسرح والعاملين فيه، إذ يتم تشجيع الفنانين على الكتابة للأطفال والتمكن من المعالجة الخاصة التي يتطلبها هذا النوع المسرحي في مسرحيات تتوجه للجمهور من الصغار واليافعين.

ولفت إلى أن ذلك يتحقق عبر الورش التدريبية التي دأب المركز على إقامتها ومنها ما يستهدف الكتابة للأطفال، وإنتاجه لعدد من المسرحيات المتميزة للأطفال مثل "أحب أطير"، كما تحتوي المنصة التي أطلقها المركز على اليوتيوب على ما يقارب 350 مسرحية تشكل إطلالة على المسرح القطري منذ فترة السبعينات، وتشتمل على أرشيف متنوع من بينه مسرحيات للكبار والأطفال.

وأضاف السيد عبد الرحيم الصديقي أن مركز شؤون المسرح دأب على تقديم عروض الدمى التي تجذب جمهورا واسعا في المدارس وفي الاحتفالات الوطنية، وخاصة في فعاليات /درب الساعي/، حيث قدم المركز خلالها على مدار سنوات مسرحيات متنوعة من بينها "مسرحية عالم 2030" للأطفال، والعرض التراثي الطفولي "طق يا مطر"، ومسرحيات للدمى منها "سحابتي"، و"بشرى والبحر"، و"عربة الزمن"، و"حقق حلمك"، و"موقف صادق"، و"باب وكتاب"، و"فندق العجب" وغيرهم.

وشدد مدير مركز شؤون المسرح على أن مسرح الطفل في قطر يشهد تطورا كبيرا يتأسس على البنية المتينة التي عرفها من قبل، وذلك انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي اعتبرت أن التنمية حق لكل الأجيال المتعاقبة وليست مجرد تلبية لاحتياجات آنية، وأن الأخذ بمنظور حقوق الطفل يمثل قيمة مضافة وضمانة حقيقية لتنفيذ الالتزامات الواردة بالمواثيق الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان.

واستعرض الصديقي تجربته التي شملت كتابة العديد من الأغاني المسرحية للأطفال والتي جاءت بمشاركة الكاتب تيسير عبدالله حيث تجاوزت 15 مسرحية منها: "بائعة الكعك"، و"عسل يا وطن"، و"ليلى والذيب"، و"دانة ودراكولا"، وغيرها.

 

ومن جانبه، قال الفنان والمخرج فالح فايز في تصريح مماثل لـ/ قنا/: "إن مسرح الطفل في قطر شهد تطورا كبيرا، بداية من أوائل الثمانينات، عندما قدمنا أول مسرحية للأطفال في قطر /منصور قاهر العملاقين/ ، من تأليف الفنان المنصف السويسي وإخراج سالم ماجد، حيث كان الهدف من البداية هو تقديم محتوى يساهم في تثقيف الأطفال ويطور خيالهم".

وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة الاهتمام بمسرح الطفل بشكل ملحوظ حيث تدعم الجهات المعنية الأنشطة المسرحية من خلال توفير التمويل والدعم اللوجستي والمشاركة في الفعاليات المسرحية. كما بدأت العديد من الفرق المسرحية في التركيز على إنتاج عروض خاصة بالأطفال، مما ساهم في زيادة عدد العروض وتحسين جودتها.

واستعرض فايز تجربته مع مسرح الطفل منذ مشاركته ممثلا في "منصور قاهر العملاقين"، منوها بأنه قدم العديد من الأعمال المسرحية التي تستهدف الأطفال، سواء كممثل أو مخرج، لتتوالى الأعمال بعدها مثل "الحذاء الذهبي" لفرقة السد من تأليف وإخراج عبد الرحمن المناعي عام 1980، ثم "مدينة اللؤلؤ" عام 1981، و"حلم علي بابا"، وصولا إلى مسرحية "شجرة اللؤلؤ" عام 2019 من تأليف شيخة الزيارة، وإخراج فالح فايز.

وأكد الفنان والمخرج فالح فايز حرص المسرحيين في قطر على إثراء القيم الأساسية وتعزيزها في مسرح الطفل، مع الاهتمام بتقديم محتوى يجمع بين المتعة والإبداع والفائدة التعليمية، منوها بأن مسرح الطفل في قطر يرتكز على القيم الأخلاقية والاجتماعية وترسيخ القيم الإيجابية، ومشددا في الوقت ذاته على تعزيز الهوية الثقافية للطفل القطري والعربي من خلال تقديم قصص ومسرحيات مستوحاة من التراث والثقافة المحلية.

أما الفنان والمخرج ناصر عبدالرضا، فأكد في تصريح مماثل لـ /قنا/ أن مسرح الطفل في قطر يعد من أهم الوسائل التربوية والفنية التي تساهم في تنمية القيم الوجدانية والإنسانية لدى الأطفال، مؤكدا أنه منذ بدايات المسرح ركز على تقديم أعمال تهدف إلى تعليم الأطفال القيم الأساسية مثل التعاون الاحترام والإبداع بالإضافة إلى تحفيز الخيال وتنمية الحس الجمالي لديهم فهو لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يقدم رسالة توجيهية وتربوية تساعد في تكوين شخصية الطفل وتعزيز قدراته الاجتماعية.

وأضاف قائلا "من خلال تجربتي الشخصية كمخرج وممثل وجدت أن مسرح الطفل قادر على تقديم محتوى يجمع بين المتعة والفائدة حيث نعمل على خلق عوالم مسرحية تتماشى مع خيال الطفل واهتماماته، ولكن في نفس الوقت نضع في اعتبارنا مسؤولية توجيه رسائل إيجابية تساهم في بناء شخصيته، على سبيل المثال أثناء عملي على بعض العروض المسرحية للأطفال كنت أحرص دائما على تضمين عناصر تعليمية وتوجيهية بطريقة مبسطة تلامس احتياجاتهم وتطور من قيمهم.

وحول ما يحتاجه مسرح الطفل الآن للتطوير قال المخرج ناصر عبدالرضا إن هناك تحديات تفرضها التطورات التكنولوجية المتسارعة، فالأطفال اليوم أكثر ارتباطا بالتكنولوجيا وأصبح من الضروري دمج التقنيات الحديثة في العروض المسرحية لتجذب اهتمامهم، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام تقنيات حديثة كالوسائط المتعددة لتقديم قصص مسرحية تفاعلية تزيد من تفاعل الطفل مع المحتوى المقدم.

وشدد في الوقت ذاته أن جوهر مسرح الطفل هو التواصل المباشر والحيوي بين الممثلين والأطفال، وأن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة مساعدة، ولكنها لا ينبغي أن تحل محل هذا الاتصال الإنساني الذي يعتبر أساسيا في تعزيز القيم الوجدانية لدى الأطفال، مؤكدا على أن مستقبل مسرح الطفل في قطر واعد شرط أن نواصل العمل على تطويره بما يتناسب مع احتياجات العصر مع الحفاظ على رسالته الجوهرية في تنمية الأطفال على المستوى النفسي والاجتماعي.

ومن جهته قال المخرج فهد الباكر في تصريح مماثل لـ/قنا/ إن مسرح الطفل في قطر له رسالة تربوية وأخلاقية وتنويرية وهو يوصل الرسالة للطفل أسرع من غيره، وهو مهم جدا ليس في قطر فقط، بل في العالم كله وبالتالي هناك ضرورة للاهتمام بخشبة المسرح والأعمال المقدمة، ولكن ما نراه حاليا في تقديم موسمي أو مناسبات فقط أو عرض مسرحيات خارجية، مطالبا شركات الإنتاج القطرية بتقديم عروض مسرحية للأطفال وطرح أفكار تناسب عقلية الطفل القطري وعاداتنا وتقاليدينا وماهي الجوانب التي هم في حاجة حقيقية إليها.

وأضاف أن هناك أسبابا يمكن أن تساهم في تطوير مسرح الطفل مثل وجود دور عرض تابعة لمؤسسات الدولة حتى يمكن عرض المسرحيات لفترات مناسبة لتصل إلى الجمهور المستهدف وليس فقط العرض على مسارح تجارية، منوها بأهمية الانقال إلى المدارس وتقديم مثل هذه العروض إليها بكل أنواع مسرع الطفل بما فيها مسرح الدمى والعرائس، فضلا عن أهمية مسرحية المناهج للرفع من ذائقة الطفل الفكرية.

وتابع الباكر، أن طريقة العروض المسرحية للطفل تحتاج إلى تطوير حاليا بحيث يمكن استخدام التكنولوجيا وأن نقدم له كل عناصر العرض المسرحي بما يتناسب مع ما يراه من تطور حوله، فالمسرح يتطور بتطور الحياة ، ولدينا حلول داخل الفضاء المسرحي يقبلها طفل اليوم ولا تكون المسرحية عبارة عن حوارات ورسائل مباشرة فقط بل هناك ضرورة لاستخدام الإضاءة والسينوغرافيا والأغاني والخدع وكافة الأساليب المشوقة، لتكون جميعها عناصر جذب للمشاهدة والمتعة وبلوغ الرسالة، مؤكدا أن مسرح الطفل يعد من أصعب أنواع المسرحيات لارتفاع تكلفة إنتاجه ولكن من الإدارة والإخراج الصحيح نصل إلى الهدف.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : مسرحيون: مسرح الطفل في قطر يعزز القيم الوطنية ويرسخ الإبداع في جيل المستقبل

أخبار متعلقة :