الأربعاء 7 أغسطس 2024 06:52 صباحاً
نافذة على العالم - ثقافة وفنون
4
❖ الدوحة - الشرق
غدت مكتبة قطر الوطنية في سنوات قليلة الوجهة المعرفية والاجتماعية المفضلة لعدد كبير من العائلات والأفراد والطلاب والباحثين في قطر، ومنذ أن فتحت المكتبة أبوابها للجمهور في عام 2017، استعار أعضاء المكتبة حوالي 3.1 مليون كتاب مطبوع، منها حوالي 608 آلاف كتاب مطبوع في عام 2023. وتم تنزيل أكثر من 29 مليون مادة رقمية واستقبال ما يزيد على 4.3 مليون زيارة.
جاءت هذه الإحصائيات في حوار السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي للمكتبة، لـ "الشرق"والذي استعرضت فيه مسيرة المكتبة الحافلة بالإنجازات وتطلعاتها المستقبلية. وأشارت إلى أن هذه الأرقام تعكس استقطاب المكتبة لجميع شرائح المجتمع في قطر من الأطفال إلى كبار السن، وذلك من خلال ما تقدمه من مرافق متميزة وفعاليات جذابة ومجموعات زاخرة بالمعرفة في شتى مناحي الحياة.
وبحسب السيدة هوسم تان، رسّخت مكتبة قطر الوطنية على مدى سبع سنوات تقريبًا مكانتها الرائدة محليًا وإقليميًا كواحدة من أبرز المؤسسات الثقافية التي تُكرس جهودها للحفاظ على التراث الثقافي في قطر والخليج وتعزيز حب القراءة والمعرفة بين مختلف أفراد المجتمع.
وحول التطور الكبير الذي تشهده خدمات المكتبة لتلبية احتياجات المجتمع المتغيرة، علقت تان بقولها: "غدت المكتبة مركزًا رائدًا للتعليم والبحوث والتفاعل المجتمعي، فبجانب المصادر المطبوعة، توفر المكتبة مئات الآلاف من المصادر الإلكترونية تشمل الكتب الإلكترونية والصوتية والمجلات الرقمية وغيرها، بالإضافة إلى تنظيم مئات الفعاليات وإبرام الشراكات المبتكرة والاستراتيجية لتحقيق أهدافها".
وأضافت: "بالتأكيد إعارة الكتب هي الخدمة الأكثر إقبالًا من الجمهور، لكن المكتبة تقدم أيضًا خدمات أخرى متخصصة مثل مكتبة الأطفال والمكتبة التراثية، فضلاً عن قاعات الدراسة الهادئة ومحطات الإبداع".
وحول الفعاليات التي تنظمها المكتبة، قالت تان: "صمّمنا فعاليات المكتبة لتمكين أفراد المجتمع من خلال الاستكشاف والتعلم، وقد أقمنا أكثر من 3 آلاف فعالية استقطبت ما يقرب من 350 ألف مشارك منذ افتتاح المكتبة".
تركت هذه الفعاليات، حسبما تقول تان، تأثيرًا ملموسًا على المشاركين، واستعرضت تان نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها المكتبة حول الفعاليات؛ إذ قال 96% من المشاركين فيها أنها نجحت في إكسابهم معلومات ومعارف جديدة، وقال 91% منهم إنهم يعتزمون تطبيق ما تعلموه، بينما عبّر 87% عن زيادة ثقتهم في قدرتهم على تطبيق المعرفة التي اكتسبوها من فعاليات وورش المكتبة.
نشر المعرفة
وحول دور شراكات المكتبة مع المؤسسات المحلية والدولية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمكتبة قالت تان: "اتفاقيات الشراكة ومذكرات التعاون والتفاهم مع المؤسسات الثقافية والأرشيفية والمكتبات في العالم العربي والدول الصديقة تُمكّن المكتبة من توسيع نطاقنا الثقافي وتعزيز فرص التعلم، إذ تتكاتف أيدينا وننهض معًا بمهمة نشر المعرفة وتبادل الثقافات على المستوى العالمي".
في عام 2023، تعاونت المكتبة مع المدارس في قطر لتعريف أكثر من 8 آلاف طالب ومعلم بمصادرها الإلكترونية الثرية، وأطلقت برنامج "قلمي" السنوي الذي يهدف إلى تشجيع الأطفال على الكتابة باللغة العربية والإبداع بالرسم بالتعاون مع كُتّاب ورسّامين قطريين.
الابتكار والتطور
وحول الابتكار في الخدمات قالت السيدة تان:تواصل مكتبة قطر الوطنية سعيها نحو الابتكار والتطور عبر توسيع مجموعاتها الرقمية واستكشاف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة رواد المكتبة والمستخدمين. وتهدف هذه الجهود إلى صون التراث القطري وتلبية احتياجات المجتمع المتنوعة.
وفي شهادة دولية على الدور الريادي للمكتبة، تم تعيينها العام الماضي مكتبًا إقليميًا للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو إنجاز تاريخي سواءً لدولة قطر أو للعالم العربي.
تمضي مكتبة قطر الوطنية بخطًى راسخة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث تعمل على إثراء حياة روادها من خلال المعرفة وتوفير بيئة محفزة للإبداع. وبفضل التزامها الراسخ بإتاحة الوصول للمعلومات والابتكار والمشاركة المجتمعية، تلعب المكتبة دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل المشهد الثقافي في قطر والمنطقة.
التطبيق الذكي
أكدت هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، في حوارها لـ "الشرق" أن تطبيق المكتبة للأجهزة الذكية، الذي تم إطلاقه في فبراير 2023، قد عزز بشكل كبير استخدام الرواد لمجموعات وخدمات المكتبة، فقد وضع في أيدي جمهور المكتبة حرفيًا مئات الآلاف من الكتب الإلكترونية والصوتية والمجلات الرقمية وغيرها من المحتوى الرقمي. وذكرت هوسم أنه تم تنزيل التطبيق منذ إطلاقه أكثر من 56 ألف مرة، وأضافت أن التطبيق صُمِّم لتوفير وسيلة بديلة للوصول إلى المصادر الرقمية التي توفرها المكتبة، ويؤكد التزام مكتبة قطر الوطنية بالابتكار والتركيز على الاحتياجات المتنامية والمتغيرة لروادها.
تقول هوسم أيضًا إن التطبيق يتيح للمستخدمين استعارة أي كتاب مطبوع في أي مكان داخل المكتبة باستخدام أجهزتهم الذكية دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكتب خدمات المستفيدين أو محطات الاستعارة الذاتية الموزعة في أرجاء المبنى، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى بيانات حسابهم ومعرفة الكتب التي استعاروها وتواريخ إعادتها وإمكانية تجديد استعارتها عبر التطبيق.
حول اتخاذ القرار بتصميم تطبيق للمكتبة، تقول هوسم: "جاءت فكرة إطلاق تطبيق المكتبة بعد دراسة مستفيضة حول احتياجات المستخدمين. وكان التطبيق خير تعبير عن التزام المكتبة بتبني أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا."
وأضافت: "كان للتطبيق قيمة واضحة لمستخدميه، حيث إن متوسط الوقت الذي يقضيه الأشخاص في استخدام التطبيق هو ساعة و12 دقيقة".
لغة الأرقام
شهدت مصادر المكتبة المطبوعة والإلكترونية وخدماتها وفعالياتها - بالحضور المباشر أو عبر الإنترنت- إقبالاً كبيراً تجسد في استعارة أكثر من 3.1 مليون كتاب مطبوع وتنزيل أكثر من 29 مليون مادة رقمية منذ نوفمبر 2017. وبينما استقبل مبنى المكتبة أكثر من 4.3 مليون زيارة منذ نوفمبر 2017، سُجّل رقم قياسي في العدد السنوي للزائرين في عام 2023، حيث استقبلت المكتبة أكثر من مليون زيارة، وهو ما يشير إلى أن التطبيق لم يؤثر مطلقًا على أعداد زائري المكتبة. أما المنصات الرقمية الأخرى للمكتبة فقد بلغ عدد زائريها أكثر من مليون و300 ألف زائر، بينما وصل عدد مستخدمي مكتبة قطر الرقمية حوالي 215 ألف مستخدم.
زخم لافت
اكتسبت المنصات الرقمية إبان تفشي جائحة (كوفيد-19) زخمًا كبيرًا، خاصة أن مكتبة قطر الوطنية نظمت حينها 655 فعالية منها 614 فعالية عبر الإنترنت في عام 2021 وحده حضرها أكثر من 28 ألف مشارك. وقد شهد ذلك العام ازدياد اعتماد الباحثين على مكتبة قطر الرقمية وما تحتويه من وثائق رقمية متاحة مجانًا لأي شخص ومن أي مكان في العالم على مدار الساعة. وتضم مكتبة قطر الرقمية أكبر مجموعة من المواد التاريخية، التي تشمل التقارير والرسائل والمخطوطات والخرائط والصور والتسجيلات الصوتية، عن الخليج وشبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة. أما المستودع الرقمي الذي يضم مواد مرقمنة من مجموعات المكتبة فقد استقطب نحو 198 ألف مستخدم حول العالم.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : المكتبة الوطنية: شراكات مبتكرة تعزز فرص التعلم
أخبار متعلقة :