أخبار قطر : مدينة حمد درة خان يونس تحولت إلى أشباح

محليات

52

غزة - محمـد الرنتيسي

ظلت مدينة حمد السكنية منذ تشييدها العام 2012 واجهة حضارية لمحافظة خان يونس شمال قطاع غزة، لكن في ذروة حرب الاقتلاع والتهجير والتطهير المستمرة على القطاع للشهر السادس، تبدلت الأحوال في المدينة وتغيرت المعالم الجميلة، فغدت المدينة مدمرة، أبراجها متداعية، وشوارعها غير صالحة حتى لسير المارة.

عشرات الأبراج والبنايات سويت بالأرض، فيما الحدائق الخضراء والمتنزهات الوارفة جرفتها الآليات العسكرية المجنزرة، والشوارع الواسعة أضحت أكواماً من الركام، وبات كل ركن في المدينة يؤشر بوضوح على بصمات الغزاة «الذين مروا من هنا».

ويعيش سكان مدينة حمد فصول نكبات متتالية، فغالبية العائلات التي تسكنها إن لم يكن جميعها، كانت عانت التشريد في عدوان الاحتلال على قطاع غزة عامي 2008 و2012، وفيهما فقدت أبناء وأقارب، بعد أن دمرت منازلها على رؤوس من فيها، وبعد أن وجدت ضالتها في هذه المدينة، التي شيدت بدعم قطري للعائلات الفلسطينية التي تقطعت بها السبل، ها هي تعيش التشريد والنزوح من جديد، بعد أن تعرضت المدينة لعدوان وحشي، أذهل كل ساكنيها.

ويروي المواطن ناظم الشاعر (45) عاماً، أنه كان قد نزح قبل أيام من مدينة حمد بعد أن شددت قوات الاحتلال من حصارها عليها، وبصعوبة بالغة استطاع التعرف على مكان شقته، التي أصبحت أثراً بعد عين، بفعل القصف الهمجي الذي طالها.

ويضيف لـ «الشرق»: «أصبحت مدينة حمد الجميلة، والتي كان السكن فيها أمنية تراود آلاف الأسر الغزية، كأنها خرابة، الدمار يملاً الأرجاء، والمشهد الجمالي للمدينة تبدد، والأبراج الشاهقة سويت بالأرض». وبين ماهر يونس أحد سكان المدينة، أن أي منطقة بقطاع غزة يمر منها جنود الاحتلال يحولونها إلى كومة من الدمار والخراب، متسائلاً: «لماذا كل هذا الاستهداف لمدينة حمد التي يعاد قصفها بين الحين والآخر؟.. وما هو مبرر قوات الاحتلال للهجوم عليها محدثة كل هذا الدمار الكبير»؟.

ولفت يونس في حديث لـ «الشرق» إلى أنه فقد بيته واستشهد ثلاثة من أفراد عائلته إثر قصف المدينة، مشدداً على أن المدينة ستعود أفضل، مستلهماً تجارب التاريخ بقوله: «على مر العصور انهزم الغزاة، وانتصرت الشعوب، وأهل غزة صامدين في أرضهم، لن نرحل مهما كلف الثمن، وسنعيد إعمار ما دمره الاحتلال».

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال مدينة حمد في خضم الحرب العدوانية على قطاع غزة، وحسب شهادات المواطنين الذين التقهم «الشرق» فالاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى تهجير المواطنين، وتفريغ شمال قطاع غزة من السكان بكل السبل الممكنة، مشيرين إلى أن العديد من البلاغات والتحذيرات العسكرية ألقيت من طائرات الاحتلال على المدينة، مطالبة سكانها بالرحيل.