نافذة على العالم

محليات قطر : علماء يناقشون مسؤولية الاستخلاف وأمانة العمران في الأرض

الخميس 21 مارس 2024 06:48 صباحاً

محليات

18

21 مارس 2024 , 07:00ص

❖ محمد دفع الله

واصلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تنظيم جلسات برنامج «وآمنهم من خوف» بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، فتناولت الجلسة الثالثة، التي نُظمت أول أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، (عمارة الأرض من منظور مقاصد الشريعة). وحاضر في الجلسة كل من الدكتور بلال بارودي شيخ قراء طرابلس، والدكتور عصام البشير المراكشي الأكاديمي والداعية، والشيخ سالم مفتاح الجابر الداعية الإسلامي الليبي.

وقال الدكتور بلال بارودي: عندما سمى الله سبحانه آدم عليه السلام خليفة، فإن المعنى الأوضح في الاستخلاف أنه يخلف بعضهم بعضاً في خلافة واستعمار الأرض واستعمال ما فيها.

وأضاف: عندما خلف الجيل بعد الجيل بعد الجيل، ظهر الفساد، لأن الخلافة تستدعي الصراع، والخلافة إن لم تكن واضحة الأهداف متحققة المعاني مبنية على القيم فإن الصراع حتماً سيكون، لذلك قالت الملائكة: «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك».. أي إذا جعلته خليفة ولم تجعله مثلنا مسبحاً، فإن عملية استخلافه تستدعي الصراع، والصراع يستدعي الإفساد، والإفساد يستدعي سفك الدماء.

وأردف د. بارودي: الله جل جلاله أخبرهم أنه سبحانه يعلم ما لا يعلمون، لأن هذا الاستخلاف موجود بالتعليم، وعلم آدم الأسماء كلها، فلو كان استخلاف الإنسان في الأرض خالياً عن تعليم الله له، لصحت رؤية الملائكة أن هذا العنصر الأول سيفسد فيها ويسفك الدماء، كما كان من قبله في الأرض.

وأشار إلى أن آدم الأول مُعلم من قبل الله سبحانه وتعالى، لذا فلم يتحرك في الأرض استعماراً إلا لتحقيق الأهداف السامية التي تعرف الناس بالله، وتربط الناس بالله وتعبدهم لله سبحانه وتعالى.

    العمران في الإسلام

وقال الأكاديمي والداعية الدكتور عصام البشير المراكشي، إن نظرية العمران في الإسلام هي نظرية متكاملة ليست كما قد يظن البعض مجرد إعمار للأرض بانفكاك وانقطاع عن هذا الذي يعمر الأرض وهو الإنسان، لأننا حينما نتكلم عن إعمار الأرض فنحن نتكلم عن الإنسان من جهة وعن الأرض من جهة أخرى.

وأشار د. المراكشي إلى أن أكثر الغربيين حينما يتحدثون عن المفاسد والتغيرات المناخية والاحتباس الحراري واستنزاف خيرات الأرض ونحو ذلك، لا يتفطنون إلى أن المشكلة هي في الإنسان نفسه، أو بالأحرى في بناء هذا الإنسان، فإذا ربطنا علاقة حسنة وطيدة بين الإنسان والأرض تحقق معنى العمران الذي به يتحقق التصور الإسلامي في هذا الباب، وبعبارة أخرى لا يمكن للإنسان أن يكون فاسدا في نفسه ويحقق الصلاح في الأرض، كما لا يمكن أن يكون صالحا لكنه غير قادر على الإصلاح ويحقق الصلاح في الأرض، لا بد من تحقق الشرطين أن يكون صالحا مصلحا لتكون علاقته بالأرض علاقة إعمار لا علاقة تخريب ودمار.  

ولفت د. المراكشي إلى أن شرط نظرية العمران في الإسلام تحتاج إلى مجالس طويلة، لكن على جهة الاختصار الشديد في محور الإنسان، كما يقول طاهر بن عاشور «رحمه الله»، حينما يذكر المقصد الأعظم للشريعة: «المقصد الأعظم هو إقامة نظام الأمة بصلاح المهيمن عليه وهو نوع الإنسان»، إذن المقصد الأكبر الذي تدور جميع شرائع الإسلام حوله إصلاح الإنسان، وحينما نتحدث عن إصلاح الإنسان، كيف يمكننا أن نقارن هذا بما يحدث في الحضارة الغربية الحديثة، وحينما نقول غربية هي غربية من حيث المنشأ وإلا فهي حضارة استطاعت أن تنشر ظلالها على العالم كله، عملا بنظرية الغالب والمغلوب التي بسطها ابن خلدون وغيره.

    استعمار الأرض

أكد فضيلة الشيخ سالم مفتاح الجابر الداعية الإسلامي الليبي، أن استعمار الأرض في الإسلام ينقلنا إلى خطاب سيدنا صالح عليه السلام لقومه ثمود حين قال لهم: «يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ».

وتساءل: ما معنى استعمركم في الأرض؟ ليجيب: نحن حقيقة لم نخلق لاستعمار الأرض لأن الأساس في الخلق هو ما جاء في قوله تعالى : «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)». مستدركا: ولكن على الرغم من ذلك أصبح استعمار الأرض واستثمارها واجبا شرعيا.

وقال: إذا وقفنا عند لفظ استعمركم وتساءلنا: هل طلب منكم عمرانها؟ فإن الإجابة ستكون «نعم» حيث يسر لنا الفعل وجعل هناك ارتباطا وثيقا بين البشرية وبين الأرض التي أنشأ الله البشر منها حتى وجدنا أن العناصر التي في جسم الإنسان وعددها 16 عنصرا هي نفس العناصر الموجودة في الأرض.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

المصدر : محليات قطر : علماء يناقشون مسؤولية الاستخلاف وأمانة العمران في الأرض

أخبار متعلقة :