الاثنين 18 مارس 2024 09:22 مساءً
محليات
92
الدوحة - قنا
شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم.. إنه شهر الفضيلة والعبادة، حيث يمتزج الجود والكرم بروح الأخوة والترابط الاجتماعي، ويحظى بالاهتمام والتقدير باعتباره ليس فقط مناسبة دينية، بل أيضا اجتماعية عزيزة على الأمة الإسلامية، ويعد فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتقوية روابط المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع.
ومن بين الظواهر الاجتماعية الجميلة التي تتجلى في شهر رمضان مجالس أهل قطر، حيث تصبح مركزا للتجمع والتواصل بين العائلات والأصدقاء، تتجلى فيها قيم الكرم والضيافة التي تعد جزءا أساسيا من الهوية الثقافية والاجتماعية.
ومن أبرز العادات التي تتبعها مجالس أهل قطر خلال شهر رمضان هي فتح أبواب المنازل بعد صلاة التراويح لاستقبال الضيوف والمقربين، حيث يستمر التواصل والتفاعل بين الأهل والأصدقاء حتى قبل موعد السحور، وتمثل هذه المجالس جسرا لتعزيز التواصل وتقوية الروابط الاجتماعية، وتعكس روح التعاون والتضامن التي تميز المجتمع القطري في هذا الشهر الفضيل.
وفي هذا الصدد، أكد السيد ناصر أحمد، الذي يحرص كل رمضان على فتح مجلسه لإخوانه وأقاربه ومعارفه، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على أهمية المجالس، باعتبارها ملتقى للأقارب والأصدقاء والجيران، وأوضح أن المجالس تشهد ارتفاعا في عدد الزوار خلال رمضان، حيث يتاح للكثيرين الفرصة لزيارة الأقارب والأصدقاء الذين يعيشون في مناطق بعيدة، وذلك نتيجة لمشاغل الحياة والمسافات البعيدة التي تعيق زيارتهم.
وذكر أن المجالس لم تكن مجرد أماكن للتجمع والترفيه، بل كانت منذ ظهورها فضاء مهما لالتقاء الأهل والأصدقاء والمعارف، حيث يناقشون المواضيع الاجتماعية وقضايا الشأن العام، ومع مرور الزمن، تحولت المجالس إلى منابر للنقاش والحوار وتبادل الآراء، حيث يتم تلاقح الأفكار وتبادل وجهات النظر، كما أصبحت بيئة خصبة لتعليم الأجيال الجديدة آداب النقاش والحوار، بالإضافة إلى آداب الضيافة التي تعد جزءا أساسيا من التراث الثقافي والاجتماعي.
ولفت ناصر أحمد إلى أن التوافد على المجالس يشهد زيادة خلال شهر رمضان نظرا لطبيعته الفريدة وخصائصه الدينية والاجتماعية التي تعزز التقارب والتآلف بين الناس، وأكد على الدور الكبير الذي تلعبه هذه المجالس عبر التاريخ في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتوفير فرصة للأفراد للتجمع والتفاعل، خاصة خلال الوجبة التي تسبق وقت السحور المعروفة بـ/الغبقة/.
وأوضح أن قيمة المجالس لم تتأثر بظهور وسائل التواصل الحديثة، حيث استمرت في أداء دورها كمنبر للتعلم ومصدر للأخبار والنقاشات، كما أشار إلى الدور الديني المهم الذي تلعبه المجالس خلال شهر رمضان من خلال تلاوة القرآن الكريم وختمه، وأكد أن التوافد إليها يتزايد عادة بعد صلاة التراويح وحتى ساعات متأخرة من الليل قبل السحور، مشيرا إلى أن المجالس مفتوحة لجميع الأعمار ولا يقتصر حضورها على كبار السن، بل تشمل الشباب الذين يستفيدون من تجارب الأجيال السابقة.
من جهته، أشار السيد فهد حمد، في تصريح مماثل لـ /قنا/، إلى حرص أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم للمجالس للتعلم من كبار السن الآداب والحديث والمشاركة في النقاشات العامة، وللحفاظ على التراث والتقاليد القطرية، بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الأطفال في هذه المناسبات طرق "صب القهوة" وفقا للتقاليد، كما يستمدون الدعاء الصالح لهم من الكبار الذين يشاركونهم في هذه اللحظات.
وذكر أن /الغبقة/ تعد جزءا من العادات التي تتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء والجيران حول مائدة متنوعة تضم أصنافا من المأكولات الشعبية والأطباق الشهية، وتقام هذه /الغبقة/ عادة بعد صلاة التراويح وقبل وقت السحور، مما يخلق جوا من التواصل الاجتماعي والتآلف بين الأفراد في الجوانب الثقافية والاجتماعية المميزة للتقاليد القطرية.
ووصف فهد حمد المجالس بأنها مثل "المدارس" التي يتعلم فيها الأبناء على أيدي الآباء والأجداد عاداتهم الحميدة وتقاليدهم التي يفتخرون بالتمسك بها، وأشار إلى أنهم يجتمعون في شهر رمضان بعد صلاة التراويح لتبادل الحديث النافع والابتعاد عن اللغو، وأوضح أن في هذه المجالس، يتولى البعض مهمة "صب القهوة"، بينما يرحب الآخرون بالضيوف ويقومون باستقبالهم وتوجيههم إلى المجلس.
وأكد على أن مجالس أهل قطر لا تزال تحتفظ بالعادات والتقاليد القديمة، وهناك من يحرص على اصطحاب أبنائه معه إليها ليتعلموا منها، ففي هذه الجلسات يتلقى الأطفال تعليمات حول آداب المجلس واستقبال الضيوف والاستماع لمن هم أكبر منهم في العمر خلال الحديث، واعتبر المجالس ملتقى يجتمع فيه الكبير والصغير من مختلف طبقات المجتمع، حيث يجتمعون لتبادل الأحاديث ومناقشة المواضيع المختلفة، بما في ذلك المثقفون والأدباء والشعراء وغيرهم.
من ناحيته، أشار السيد محمد علي، في تصريح مماثل لـ /قنا/، إلى أن ما يميز مجالس رمضان هو ابتعادها عن الثرثرة واللغو في الكلام، حيث غالبا ما تتميز بحضور الدعاة وأئمة المساجد الذين يقومون بسرد القصص وتقديم الدروس الدينية، مما يساهم في تثقيف الحضور بدينهم، خاصة الأطفال.
وأكد على أهمية اصطحاب الأطفال للمجالس لإكسابهم العادات الحسنة وتعليمهم فنون إكرام الضيوف، والاستماع لنقاشات الكبار التي من شأنها تعزيز القيم والأخلاق الحميدة لديهم، وذلك هي فرصة لهم للابتعاد عن أجهزة الاتصال الحديثة.
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : مجالس أهل قطر.. ملتقيات للجود والكرم ومنابر للحوار والمعرفة
أخبار متعلقة :