أخبار قطر : مدير إدارة تقييم المدارس: الاستطلاع التربوي الشامل أداة مهمة لتحسين وإثراء السياسات التعليمية

محليات

30

شعار وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي

الدوحة - قنا

دعت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أولياء أمور الطلبة إلى المشاركة الإيجابية في الاستطلاع التربوي الشامل للعام الأكاديمي 2023 / 2024 ، لما لذلك من أهمية بالغة تنعكس على تطوير المنظومة التعليمية، وتحسين جودة التعليم، وإثراء السياسات التعليمية، وتزويد الجهات المسئولة بالوزارة بأبرز المؤشرات والتحديات بناء على نتائج وتحليل الاستطلاع للارتقاء بمستوى الخدمات التربوية في جميع المدارس ورياض الأطفال.

ونوهت الوزارة بأن مشاركة ولي الأمر في الاستطلاع التربوي الشامل تمثل فرصة لإبداء رأيه ومساهمته بشكل كبير في تطوير العملية التعليمية بالدولة ومخرجاتها باعتباره شريكا أساسيا فيها، ما ينعكس إيجابا على مستوى الأبناء الطلبة.

وأشارت إلى أن نتائج الاستطلاع يستفاد منها في الكثير من الأمور التعليمية والتربوية، منها استخلاص العديد من مؤشرات الأداء وإصدارها في ثلاثة تقارير، هي بطاقة تقرير الأداء لكل مدرسة وبطاقة تقرير الأداء لكل روضة، فضلا عن التقرير السنوي الشامل للتعليم في مدارس دولة قطر، ما يؤدي في النهاية إلى تزويد الجهات المختلفة في الوزارة بالبيانات والمؤشرات المطلوبة التي تخدم عملها.

جاء ذلك في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ مع السيد ناصر زيد اليافعي مدير إدارة تقييم المدارس بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، تناول فيه مراحل الاستطلاع التربوي الشامل والفئات المستهدفة منه وآليات تنفيذه وكيفية المشاركة فيه، وتحليل نتائجه والأغراض التي يستفاد فيها منه.

وأوضح اليافعي أن الاستطلاع التربوي الشامل هو مجموعة من الاستبيانات التي تقوم بها سنويا إدارة تقييم المدارس ممثلة في قطاع شؤون التقييم بالوزارة لجميع أطراف العملية التعليمية في مدارس دولة قطر، من طلبة ومعلمين ومديري مدارس وأولياء أمور وكذلك رياض الأطفال.

وقال إنه يشتمل على مجموعة أسئلة يتم من خلالها احتساب عدة مؤشرات لقياس مدى رضا تلك الأطراف من أولياء الأمور والطلاب والمعلمين عن جودة العملية التعليمية المطبقة في مدارس دولة قطر الحكومية أو الخاصة، وكذا مستوى الخدمات التعليمية والتربوية بالمدارس.

وبين اليافعي أنه بالنسبة للمدارس المستهدفة فهي نوعان أولهما المدارس الحكومية ورياض الأطفال التابعة لها، حيث يقيس الاستطلاع المرسل لها مدى الرضا عن جودة العملية التعليمية ومؤشرات أخرى مثل توفر الموارد والعلاقة بأولياء الأمور، بالإضافة للجانبين السلوكي والأكاديمي، أما النوع الثاني فهو المدارس الخاصة الدولية التي تتبع المعايير الدولية والمدارس الوطنية التي تتبع ذات المعايير، وكذلك رياض الأطفال المنفصلة التي لا تتبع أي مدرسة.

ونوه مدير إدارة تقييم المدارس بأن من المستجدات المهمة التي طرأت على الاستطلاع التربوي الشامل هذه السنة هو نشره عن طريق بوابة خدمات الجمهور بالموقع الإلكتروني لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وأيضا عن طريق تطبيق "معارف" الخاص بالوزارة، فضلا عن آلية أخرى للنشر تتمثل في الرسائل التي تبعث لجميع أولياء الأمور المسجلين على قاعدة بيانات الوزارة.

ورأى أن التسهيلات التي أدخلتها الإدارة هذه السنة بعد المراجعة على عملية المشاركة في الاستطلاع التربوي الشامل، قللت من وقت وجهد ولي الأمر، وهو ما كشف عن مؤشرات طيبة من حيث استجابتهم للمشاركة.

وأوضح أن المرحلة الأولى من الاستطلاع بدأت في شهر ديسمبر الماضي وانتهت في يناير 2024، وشملت جميع المدارس ومديريها ورياض الأطفال، مؤكدا أن نسبة الاستجابة للمشاركة كانت عالية جدا وفاقت التوقعات.

أما المرحلة الثانية، التي بدأت خلال شهر مارس الجاري وتستمر حتى أبريل المقبل، فقال إن مؤشراتها حتى الآن جيدة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى استطلاع آراء أولياء الأمور والطلبة والمعلمين في العديد من الجوانب التعليمية في مدرسة الطالب والتعليم بصفة عامة.

ونوه بأن استطلاع رأي ولي الأمر يشمل على سبيل المثال قياس رضاه بشكل عام عن المدرسة ومدى تواصلها معه وكفاءة المعلمين، وجودة المناهج والتعليم بالمدرسة، وتعزيز الهوية الوطنية والقيم الإسلامية والثقافة القطرية، موضحا في سياق ذي صلة أن عدد أولياء الأمور ممن ستستطلع آراؤهم بالمدارس يبلغ 164804 أولياء أمور، بينما يبلغ عددهم في رياض الأطفال 19182 ولي أمر.

واستعرض اليافعي المؤشرات التي يشملها استطلاع آراء الطلبة من الصف السادس وحتى الثاني عشر وعددهم 159243 طالبا في جميع المدارس الحكومية والخاصة، وآليات التنفيذ، وكذا بالنسبة للمعلمين في المدارس الخاصة والحكومية وعددهم 36854 معلما، في حين يبلغ عدد المستهدف منهم لاستطلاع رأيه في رياض الأطفال 1502 معلم.

وأكد السيد ناصر زيد اليافعي، مدير إدارة تقييم المدارس بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الاستطلاع التربوي الشامل يعد إحدى الوسائل المهمة التي تتيح لولي الأمر إبداء رأيه حول جودة العملية التعليمية في مدارس دولة قطر بكل شفافية وحيادية، وأنه إحدى أدوات قياس جودة التعليم في قطر، مبينا أنه بعد تحليل الاستطلاع يتم استخلاص العديد من مؤشرات الأداء وإصدارها على هيئة تقارير، أولها هو بطاقة تقرير الأداء المدرسي، ما يتيح لكل مدرسة في إحدى المراحل "ابتدائي.. إعدادي .. ثانوي" مقارنة نتائجها مع نظيراتها في المرحلة نفسها، وقياس مدى رضاها أيضا.

أما التقريران الآخران فهما بطاقة تقرير الأداء للروضة بالطريقة ذاتها بالنسبة للمدرسة، ثم التقرير الثالث وهو سنوي شامل لنتائج الاستطلاع التربوي الشامل.

وبين أنه حسب الخطة فمن المنتظر أن تعلن النتائج الأولية للاستطلاع التربوي الشامل في شهر يونيو 2024، أما التقرير النهائي فسيتم إصداره مع بداية العام الأكاديمي المقبل.

وذكر أن من أوجه الاستفادة من الاستطلاع التربوي الشامل بجانب تزويد الجهات المختلفة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ببيانات ومؤشرات مطلوبة وتخدم العملية التعليمية، إمكانية إجراء البحوث لتحديد جوانب القوة والجوانب الأخرى ذات الصلة للتعليم بمدارس دولة قطر، أو للمقارنة بين المدارس حسب نوع ومرحلة كل منها حكومية كانت أو خاصة.

ودعا اليافعي مجددا أولياء الأمور المستهدفين الى المشاركة الفاعلة في الاستطلاع التربوي الشامل باعتبارهم شركاء أساسيين في العملية التعليمية، وليكون لهم دور أيضا في وضع الخطط الخاصة بذلك من خلال إبداء آرائهم، لا سيما أن الاستطلاع يعد إحدى أدوات التقييم، وبالتالي المساهمة في تحسين وتطوير العملية التعليمية.

وقال إن ذلك في حد ذاته واجبا وطنيا لأهميته بالنسبة للعملية التعليمية في دولة قطر.

وكشف مدير إدارة تقييم المدارس عن أن من التحديات التي تم التغلب عليها في آلية المشاركة هو إدخال الجانب الإلكتروني، ما وفر الكثير من الجهد والوقت، فضلا عن وجود خط ساخن لجميع أولياء الأمور والطلبة والمعلمين والمدارس لتجاوز أي عائق وتلافي القصور -إن وجد- وحله بشكل مباشر وسريع عن طريق خبراء مختصين بإدارة تقييم المدارس، والأهم أيضا عقد ورش عملية للمدارس لتوضيح أهمية الاستطلاع، منوها بأن المؤشرات الأولية أظهرت ارتفاعا في أعداد المشاركين.

وحول شمول الاستطلاع التربوي الشامل للمدارس الخاصة، قال إنها تعد والمدارس الحكومية معا في النهاية من مخرجات العملية التعليمية بالدولة، ومن المهم الوقوف على جودة التعليم الخاص.

وحول من يحق له المشاركة في الاستطلاع التربوي الشامل بالنسبة لولي الأمر، ما إذا كان الأب أو الأم، نوه اليافعي إلى أن من يشارك هو ولي الأمر المسجل في قاعدة بيانات وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أبا كان أو أما، لافتا إلى أنه يمكن لولي الأمر المشاركة في الاستطلاع مرة واحدة فقط عن كل أبنائه إذا كانوا في المدرسة نفسها، أما إذا كان أبناؤه في مدارس مختلفة فيمكنه المشاركة في الاستطلاع مرة واحدة عن كل مدرسة من مدارس أبنائه لأن السؤال الموجه إليه هو عن جودة العملية التعليمية بالمدارس.

جدير بالذكر أن الاستطلاع التربوي الشامل يعد بمثابة مرآة توضح مدى جودة التعليم المقدم في جميع المدارس بدولة قطر، وإحدى أدوات التعرف كذلك على أبرز المؤشرات في التعليم الحكومي والخاص، كما تعتبر نتائج تحليل استبياناته أداة مهمة لمساعدة المختصين في الوزارة للتعرف على المشكلات التي تعترض المدارس، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بالإضافة الى التعرف على جودة الخدمات المتوافرة في كل مدرسة، ما يسهم بإيجابية وفعالية في رفع مستوى أداء النظام التعليمي بالدولة، ليتماشى مع أفضل نظم التعليم في العالم.