الأحد 17 مارس 2024 07:22 صباحاً
محليات
28
❖ الدوحة - الشرق
دشنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الخميس الماضي، كتاب (حاشية مسند الإمام أحمد بن حنبل) لأبي الحسن السندي، والذي قامت إدارة الشؤون الإسلامية بإعادة طبعه بعد مجموعة من الإضافات الجوهرية والتكميلية، منها خلافًا لما سبق: إدخال إضافات مهمة في المقدمة العلمية للتحقيق، وإعادة صياغة المقدمة والدراسة للكتاب مما زاد من فوائدها تنوعًا وإثراءً، مع إفادات كثيرة أضافتها المراجع والمقالات المحكمة التي طبعت خلال المدة الماضية، وذلك بتمويل من المصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية بالإدارة العامة للأوقاف، والكتاب يقع في طبعته الجديدة المحققة في 12 مجلداً.
وأوضح السيد حسن محمد الأصفر رئيس قسم المطبوعات أن هذا الكتاب يشتمل على كتابين، الأول والأساسي هو كتاب الإمام أحمد بن حنبل إمام الحديث وهو صاحب المسند، وهو عمل كامل متكامل مطبوع ومتداول، وجاء الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الهادي السندي المتوفى عام 1139هـ ليقدم ما يعرف اصطلاحا بشرح مسند الإمام أحمد بن حنبل عبر حاشية سميت «حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل»، ولذا فهذا الكتاب المتميز يجمع بين عملي الإمام أحمد والإمام السندي، وقامت الوزارة بالعمل على إصدار طبعة جديدة لهذا الكتاب القيم على خمس نسخ خطية، وتم تدقيق الكتاب ومراجعته مراجعة علمية شاملة لدى فريق علمي بقسم المطبوعات بالوزارة، عمل على مراجعته علمياً ولغوياً وضبطه للأحاديث والرواة خلال مدة ثلاثة أشهر تقريباً، وأضيفت له فهارس في ثلاثة مجلدات.
وأشاد رئيس قسم المطبوعات بدعم سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وطلبه إصدار طبعة بحلة جديدة للكتاب، وكما أشاد باهتمام سعادته ومتابعته لطباعة كتب التراث لما لها من قيمة علمية عالية تتمثل بربط الأمة بإرثها العلمي والحضاري والتاريخي وكذلك لباقي الكتب التي تعزز من نشر القيم والمبادئ وتساهم في نشر الوعي لدى أفراد المجتمع وتعزز من قيم الترابط لديه لتكون دافعاً لتعزيز الثقة لدى الأسرة والمجتمع بمنظومته العلمية والثقافية وتساهم في تحصين المنظومة المجتمعية.
وأضاف السيد الأصفر أن طباعة هذه الكتب العلمية تأتي في إطار جهود الوزارة في إحياء كتب التراث الإسلامي وإثراء المكتبة الإسلامية بنفائس الكتب والمخطوطات وإخراج كنوز هذا التراث والاستفادة منه، حيث تحرص الوزارة على طباعة أمهات الكتب وإحياء التراث الإسلامي جمعًا وتحقيقًا وطباعةً وتوزيعًا خدمةً للإسلام والمسلمين، كما أن اهتمام الوزارة بإحياء التراث الإسلامي وطباعته وتوزيعه على الجمهور والشخصيات الإسلامية وحملة الشهادات العليا ، يأتي استكمالا لدور أهل قطر وعلمائها في طباعة كتب الأسانيد والعلوم الإسلامية وتوزيعها على طلاب العلم في كل مكان، وهذا جعل من الوزارة منارة علمية مميزة تساعد الطامحين من أهل العلم والعلماء لنشر كتبهم بما يشكل لهذه الكتب قيمة مضافة عبر المراجعة العلمية التي تقدمها الوزارة وجعلها بفضل الله نموذجاً يقتدى.
وأكد أن المصارف الوقفية بالإدارة العامة للأوقاف تعد داعمًا وشريكاً رئيسيًّا في تمويل طباعة إصدارات الوزارة من الكتب الإسلامية، بهدف نشر الثقافة الإسلامية وعلوم القرآن والسنة.
وقدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم سعيد الصبيحي المتخصص في الحديث وعلومه وله العديد من المؤلفات الحديثية، من أهمها (موسوعة المعلمي اليماني وأثره في علم الحديث)، وعدد من التحقيقات العلمية لكتب التراث.
وأوضح الشيخ د. الصبيحي أن الجديد في هذه الطبعة عن الطبعة السابقة للوزارة والتي كانت في 1428هـ-2008م – أي منذ 16 عامًا- وكانت في 17 مجلدًا تتمثل في: إضافة أربع نسخ خطية أخرى للنسخة الأصل – والتي هي (نسخة عارف حكمت بالمدينة المنورة)، وهي النسخة الأقدم مؤرخة سنة (1144هـ) أي بعد وفاة المؤلف بخمس سنين، وهي النسخة الكاملة والأجود (عليها تصحيحات وإلحاقات) لكنها لا تخلو من بعض التحريفات والتصحيفات والسقط لتصير عدد النسخ التي أُعيدت طباعة الكتاب عليها: 5 نسخ، وقد قُدِّرَتْ الفروق بين هذه النسخ بأكثر من عشرة آلاف فرْق أُثبتت في حواشي الطبعة الحالية، كما تم استدراك أكثر من عشرين حديثًا مع شرحها، كانت قد سقطت في الطبعة السابقة لعدم وجودها في المخطوط الوحيد في حينها، كما صُوِّبت الأخطاء واستُكمل النقص والسَّقط الواقعيْن فيها أيضًا.
وحوت المقدمة العلمية للكتاب إضافات مهمة للتحقيق، تشمل وصف النسخ الخطية، مع زيادات كثيرة حول دراسة الكتاب، وبخاصة فيما يتعلق بترجمة المصنف ومنهجيته في كتبه.
وتناول الدكتور الصبيحي التعريف بحاشية السندي على مسند أحمد بشكل هرمي من قاعدته، موضحًا أن الإمام أحمد هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي ثم البغدادي، الإمام البارع المـُجمع على إمامته وجلالته وورعه وزهده، كان من أحفظ الناس للحديث وأفقههم فيه، ومن أعلم الناس بأحوال رجال الأسانيد، وكان خبيرًا بنقد الروايات ومعرفة الصحيح من الضعيف، ولد سنة أربع وستين ومائة (164هـ) وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائتين (241هـ).
وأضاف أن مسند الإمام أحمد هو أكبر موسوعة حديثية مسندة على مر التاريخ الإسلامي، إلا ما قيل إن مسند بقي بن مخلد أكبر منه إلا أنه مفقود بعد تأليفه فلم يُهتد إليه، رَوى المسندَ عن الإمام أحمد: ابنُه عبدُ الله، انتقاه الإمام أحمد من أكثر من سبع مائة ألف رواية، صنَّفه ليكون إمامًا للناس، يرجعون إليه إذا اختلفوا، ورتَّبه على أسماء الصحابة، وهي طريقة التصنيف على المسانيد، اعتنى العلماء به حفظًا وتداولًا، وصُنِّفت عليه بعض التصانيف كخصائص المسند وشرح الغريب ورجال الأسانيد، وعمل أطراف للأحاديث، وترتيب على الأبواب.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : «الأوقاف» تدشن الطبعة الجديدة لكتاب حاشية مسند الإمام أحمد
أخبار متعلقة :