نافذة على العالم

أخبار قطر : المشرف العام على مكتب موريتانيا تركي محمد السبيعي: خطط وإستراتيجيات تطويرية لمكتب قطر الخيرية في موريتانيا تركز على الفئات الأكثر حاجة

الأحد 10 مارس 2024 07:15 صباحاً

محليات

60

10 مارس 2024 , 07:00ص

تركي السبيعي

❖ الدوحة - الشرق

يسعى مكتب قطر الخيرية في موريتانيا، الذي تم افتتاح مقره الجديد العام الماضي بحضور سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة قطر الخيرية، إلى إحداث قفزة تطويرية في تنفيذ المشاريع التنموية والإنسانية بموريتانيا.

 وفي لقائنا مع السيد تركي محمد السبيعي المشرف العام على مكتب موريتانيا نتعرف على آفاق تطوير العمل في المكتب وإستراتيجية الصفر في التركيز على الفئات الأكثر حاجة.

- كيف بدأت مهمتكم بالعمل الخيري والإنساني؟

 نحن في دولة قطر العمل الخيري والإنساني جزء من ثقافتنا، وبالنسبة لي لديَّ شغف كبير بالعمل الخيري بحكم عملي في التربية والتعليم لفترة طويلة تولد لديَّ وترسخ حب العمل الاجتماعي وكنت عضوا في أول مجلس إدارة لهيئة الأعمال الخيرية في قطر سابقا.

    تجربة رائدة

- متى بدأ عملكم كمشرف عام على مكتب قطر الخيرية في موريتانيا؟

 قطر الخيرية لديها تجربة رائدة في مجال العمل الإنساني والخيري وتنفيذا لإستراتيجيتها فقد قررت الجمعية انتداب مشرفين عامين في بعض مكاتبها الميدانية وكنت من بين عدد من المشرفين المنتدبين واخترت موريتانيا بحكم أنني سبق أن زرتها ولديَّ معرفة بها وبأهلها وأتولى الإشراف على أعمال وأنشطة المكتب هناك منذ أن تم تعييني في العام الماضي.

-  في أي عام بدأت قطر الخيرية عملها في موريتانيا؟

 يعود تدخل قطر الخيرية في موريتانيا إلى عام 1996، وذلك عبر جمعيات غير حكومية في الكثير من مجالات العمل الإنساني الإغاثي والتنموي وتصدت قطر الخيرية لعدد من الكوارث كالسيول والجفاف وجائحة كورونا.

- ما أهم الإنجازات التي حققها مكتب قطر الخيرية في موريتانيا منذ التأسيس وحتى الآن؟

 بدأت قطر الخيرية تدخلاتها في موريتانيا خلال التسعينيات من القرن الماضي كما أسلفت. وحتى اليوم نفذت قطر الخيرية عددا من المشاريع التنموية والاجتماعية شملت مشاريع المياه والإصحاح والمشاريع الصحية والتعليمية والمشاريع المدرة للدخل وبناء وإعادة ترميم وتأهيل عدد مهم من المرافق، التربوية والصحية والاجتماعية، هذا بالإضافة للتدخلات في المجال الإغاثي من خلال تقديم المساعدات المباشرة لمخيمات اللاجئين الماليين التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شرق موريتانيا.

كما وفرت قطر الخيرية المياه الصالحة للشرب لفائدة سكان 20 قرية ريفية حلت بها كارثة عطش مفاجئة بسبب تعطل إمدادات الماء، كما قام المكتب بتنظيم قوافل لفائدة سكان 33 قرية في مثلث الفقر جنوب شرق موريتانيا وأيام صحية مفتوحة للتكفل بمرضى الحالات المستعجلة وصل عددهم إلى 110 مرضى من الفئات الهشة في المجتمع.

 وتكفل قطر الخيرية الآن ما يزيد على 6000 من الأيتام والمعاقين والأسر المعوزة ويتوقع أن يزيد عدد الكفالات ليصل إلى 8000 مكفول خلال السنة الجارية. ويقدر ما تم إنفاقه على المشاريع فقط بحوالي 55 مليون ريال، ويقدر ما تم إنفاقه على الكفالات بأكثر من 32 مليون ريال، وبلغ مجموع ما تم إجمالي إنفاقه حوالي 87 مليون ريال.

    واجب إنساني

- ما هي أبرز المشاريع النوعية التي أنجزتها قطر الخيرية في موريتانيا؟ وهل يمكن إعطاؤنا نبذة مختصرة عنها؟

 موريتانيا تقع بين بلدان الساحل التي تعاني من فترات جفاف متلاحقة من السبعينيات وحتى اليوم. وهذا الوضع البيئي أدى إلى تضرر بنية الاقتصاد الريفي مما سبب انخفاضا في الدخل وصل حدود الفقر الدنيا وما نتج عن ذلك من مشكلات صحية ناجمة عن سوء التغذية، فضلا عن تفاقم الآثار السلبية للهجرة الريفية إلى المراكز الحضرية، وعلى ضوء هذه المعطيات جاء تدخل قطر الخيرية في الوقت المناسب انطلاقا من مسؤوليتها ومن إحساسها بضرورة تضامنها مع هذا بحكم واجبها الأخوي والإنساني.

وانطلاقا من حاجة البلد وتحديد أولويات الاستجابة العاجلة تم التركيز على مشاريع المياه والإصحاح حيث تميزت الفترة من 2013 وحتى 2017 بإنجاز عدد كبير من الآبار الارتوازية بكامل تجهيزاتها من طاقة شمسية وخزانات مياه وتمديدات لفائدة المحتاجين وأحواض مياه الشرب.

كما أطلقت قطر الخيرية برعاية وجهود سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني مشروع السكن الاجتماعي، وهو مشروع ضخم وفريد من نوعه حيث تم من خلاله حتى الآن تنفيذ 235 وحدة سكنية أغلبها في المناطق الهشة في ضواحي العاصمة نواكشوط، وبعضها داخل البلد.

- ما هي خططكم المستقبلية لتطوير عمل المكتب والمشاريع التي تنفذ من خلاله؟

  لتحقيق أهدافها وأولوياتها في موريتانيا، سيعمل مكتب قطر الخيرية في موريتانيا من خلال خططه المستقبلية ووفق إستراتيجية قطاعية وجغرافية يتم إعطاء الأولوية فيها للمشاريع الخاصة بالمياه والإصحاح، والصحة، والتعليم، والتمكين الاقتصادي، وسنعمل كذلك وفق مقاربة سميناها إستراتيجية الصفر يتم من خلالها التركيز على البؤر والفئات الأكثر احتياجا وحساسية تجاه أزمات الفقر والمجاعة مستقبلا وخاصة في المناطق النائية التي يقل فيها تدخل المنظمات والجمعيات الإنسانية والخيرية، وتنقصها المرافق العمومية.

وقد تركت تدخلات قطر الخيرية آثارا إيجابية شهد لها الجميع وكان لها انعكاس ملموس على حياة فئات واسعة من المجتمع الموريتاني في مختلف حواضره وقراه وشكلت هذه التدخلات رافدا قويا من روافد العلاقات الأخوية بين قطر وموريتانيا واستطاعت قطر الخيرية أن تشق طريقها كإحدى أكبر الجمعيات الخيرية العاملة في موريتانيا وأكثرها حضورا ومصداقية وأن تفرض وجودها بفعل مجهودات جبارة تقف خلفها إرادة حازمة وتخطيط محكم وقلوب خيرة رحيمة.

    استجابة عملية

- برأيك ما هو دور المكاتب الميدانية في تعزيز جهود قطر الخيرية الإنسانية والتنموية؟

  أعتقد أن المكاتب الميدانية لقطر الخيرية هي استجابة عملية فريدة من نوعها وتفعيل للبنية الخارجية والميدانية اعتمدتها قطر الخيرية كخيار عملي ميداني بداية تسعينيات القرن الماضي وذلك استمرارا في نهجها بما يضمن الانسجام مع روح وفلسفة إستراتيجية العمل الجديد بما يضمن وصول مشاريع المساعدات الخارجية لمستحقيها في أحسن الظروف.

-  هل تذكر لنا بعض المواقف المؤثرة التي صادفتك في عملك الميداني؟

  في العمل الميداني كثير من المواقف المحزنة والسعيدة في آن واحد، فأنا أشعر بالسعادة عندما أساهم في إيصال المساعدات لمستحقيها الحقيقيين من الفقراء والمعوزين. وحرصا منا على ذلك أصر دائما وأوصي بدراسة الحالات واختيار من هم في شدة الفقر. لذلك في موريتانيا لدينا ما نطلق عليه (إستراتيجية الصفر وثقافة العمل الخيري وتشغيل العدد)، كما أنني أتأثر جدا وأحزن عند ما يصادفني أو ألتقي بأشخاص يعيشون أوضاع الحرمان والبؤس، أذكر آخر مرة حضرت تدشين بيوت سكن مولت قطر الخيرية بناءها أحدها خصص لأسرة يعيلها رجل مسكين ذو 6 بنات معهن أطفال صغار والأسر كلها تعيش في عريش (بيت من القش) قد لا تتجاوز مساحته 6 أمتار. فكرنا في مشروع مدر للدخل لمعيل هذه الأسرة ضمن مقاربة جديدة أصبحنا نتبناها في مكتب قطر الخيرية في موريتانيا «أطلقنا عليها المشروع المتكامل الذي يهدف إلى إخراج صاحب الاحتياج من حالة العوز والبؤس بصورة كاملة».

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : المشرف العام على مكتب موريتانيا تركي محمد السبيعي: خطط وإستراتيجيات تطويرية لمكتب قطر الخيرية في موريتانيا تركز على الفئات الأكثر حاجة

أخبار متعلقة :