نافذة على العالم

أخبار قطر : شعراء لـ الشرق: المسابقات الأدبية دليل الموهوبين إلى تنمية الإبداع

الأربعاء 6 مارس 2024 07:14 صباحاً

ثقافة وفنون

32

06 مارس 2024 , 07:00ص

الأمسيات الشعرية تحظى بحضور جماهيري كبير

❖ طه عبدالرحمن

كثيراً ما تفرز المسابقات الشعرية العديد من المواهب، التي سرعان ما تتلمس طريقها إلى منصات الإبداع، فتنظم قصائد يشار إليها بالبنان، بعدما تكون قد أصقلتها هذه المسابقات، وأرشدتها إلى بوصلة الشعر وأصوله.

وفي استطلاع لـ "الشرق"، يصف عدد من الشعراء المسابقات الشعرية بأنها تستهدف تنمية المواهب الأدبية، لاسيما مسابقة «مثايل» والتي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخراً، وذلك لما يمثله الشعر من مكانة وتأثير كبير في المجتمع العربي، جعلته يوصف بـ «ديوان العرب».

وتصف الشاعرة والكاتبة د. زكية مال الله العيسى الشعر بأنه «أيقونة الحكمة وأصل التراث ومصدر المعرفة، وأنه تاريخ العرب وأنسابهم ووسيلة للدفاع عن الدين والمبادئ والقيم وحفظ اللغة وإثراء البلاغة وتفصيح اللسان وتهذيب النفوس وتربية الأذهان وتنمية المهارات اللغوية والفنية والحسية».

وتقول د. زكية مال الله : لذلك احتل الشعر المكانة العليا في الفنون الأدبية وتصدر مجالس الحكام والولاة منذ القدم وكان الشاعر عريف قومه والناطق باسم قبيلته والقلم والدواة لتأريخ البطولات والمعارك وتعزيز الهوية والانتماء وترسيخ قيم التسامح والتآلف بين الشعوب والجماعات. وتصف مبادرة وزارة الثقافة بإطلاق مسابقة «مثايل» بأنها حدث ثقافي مميز يختص بالشعر النبطي ليتنافس حولها الشعراء من داخل وخارج قطر.

وتؤكد أن المسابقة تستهدف إثراء الحركة الشعرية في قطر ودعم المواهب الشعرية وتسليط الضوء على أكثرها تميزاً واستكمالاً للمبادرات السابقة التي قدمتها الوزارة لتعزيز الارتقاء بالمستوى الفكري والأدبي للشعراء والحفاظ على الهوية الثقافية وبث روح القيم والأخلاق والصفات الحميدة في المجتمع. لافتة إلى أن الشعر النبطي هو الشعر العربي المنظوم باللهجة المحكية في الجزيرة العربية وما جاورها من البلاد ويعتبر أكثر صور الأدب الشعبي ثراء ومرآة لواقع الحياة اليومية وتدوين الوقائع والأحداث المحلية والعربية.

وتنوه إلى رواد شعراء النبط في قطر، وفي مقدمتهم: المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، والشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، ومحمد الفيحاني وماجد الخليفي وغيرهم، الذين كانوا اللبنة الأولى في تأسيس الشعر الشعبي القطري وما زالت قصائدهم نابضة في الابداعات النبطية الحديثة والمبادرات التثقيفية. موجهة التحية لوزارة الثقافة على مبادرتها. داعية إياها إلى الالتفات أيضاً إلى شعراء الفصحى ودعم الشعر العربي الفصيح وإقامة مسابقات مماثلة له لتبقى اللغة العربية الفصحى ناهضة في قصائد الشعراء وخالدة في كلمات المبدعين.

أهمية الشعر

وبدوره، يوجه الشاعر حصين بن غانم الخيارين الملقب بـ «بن علم» الشكر لوزارة الثقافة على إطلاقها مسابقة «مثايل»، لما لها من دور كبير في دعم المواهب الشعرية المختلفة محلياً وعربياً.

ويقول: إن «للشعر النبطي في المجتمع أهمية كبيرة، وفي مقدمتها حضوره في المناسبات الوطنية، من خلال الشعر الوطني الذي ينظمه الشاعر مضمناً إياه المعاني والمشاعر الوطنية، من إعجاب وحب واحترام وإجلال للوطن، بالإضافة إلى إظهار مدى تعلق الشاعر بوطنه بكل تفاصيله نوعاً لافتاً وبات بارزاً ويردده الجميع ولاءً وحباً، وللشعر الوطني أهمية في حث الناس على الدفاع عن أوطانهم وبعث الأمل في نفوس الشعوب بقوتها وبيان أهمية قيم الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال والإرادة وهو الاستخدام الأمثل للقصيده بكل أشكالها مغناه أو عرضه أو شله وهذا ما يدفعني كشاعر لتقديم قصائد وطنيه تبقى مدى التاريخ».

ويتابع الشاعر حصين بن غانم الخيارين: «كلنا يعلم أن الحرب سابقاً كانت تقوم بقصيدة حماسية وتنتهي أيضا بقصيدة ما يعني أهمية الشعر وتأثيره، وأنه الكلام الذي يختلف ويتميز عن باقي الألوان الأدبية بأن له وزناً وقافيةً وحاملاً للمعاني العميقة والجميلة في الوقت نفسه وهو وسيلة إبداعية ليست جديدة للتعبير عن أحاسيسه والمواقف المحيطة والمؤثرة به والتي يؤثر فيها بدوره».

 آفاق إبداعية

أما الشاعرة سعاد الكواري فترى أن إطلاق أي مسابقة لإثراء الحركة الإبداعية هي من الأهمية بمكان، كونها تدعم الإبداع، ويكون لها تأثير قوي لدى الجميع في ترغيبهم في خوض العديد من التجارب الشعرية بتفاؤل للوصول إلى أهداف بعيدة المدى.

وتقول: إن وزارة الثقافة تسعى دائماً إلى غرس القيم النبيلة لدى المبدعين الشباب ودفعهم بقوة للنجاح والمثابرة، ما يعكس أهمية مثل هذه المسابقات وتأثيرها القوي في أوساط الموهوبين، الأمر الذي يتطلب مقابلتها بالدعم والمؤازرة لكي تثمر نتاجها في صالح الثقافة القطرية بأن تكون نبراسًا للتميز والانطلاق إلى آفاق إبداعية رحبة. معربة عن أملها في اهتمام جميع وسائل وأجهزة الإعلام بمثل هذه المسابقات لتأثيرها الكبير في المشهد الشعري والأدبي محلياً وعربياً.

منطلقات شعرية

وبدوره، يقول الشاعر محمد حسن المحمدي: إن للشعر أهمية وقيمة كبيرتين، فالشعر النبطي أثبت وجوده في الكثير من المناسبات، وله تأثير كبير في أوساط المجتمع، ومن خلاله انطلقت العديد من الأغاني الشعبية، التي تتناول العديد من المواضيع الهادفة، علاوة على حضوره اللافت في المناسبات الوطنية.

ويتابع: إن الشاعر هو لسان المجتمع، ما يجعله ضمير مجتمعه، والمعبر عن بيئته، وكثير من الأغاني الشعبية تتم كتابتها وتلحينها من خلال الشعر النبطي، وجميعها حققت نجاحاً جماهيرياً لافتاً، ولا تزال راسخة في الوجدان الشعبي. مشدداً على أهمية مثل هذه المسابقات التي تحفز أصحاب المواهب الشعرية، خاصة أنها تتناول وتطرح قيماً ثقافية واجتماعية مهمة، تعود بالفائدة على المجتمعات.

«ديوان العرب»

أما الشاعر عيسى الشيخ حسن فيقول: أعرف الشعر، عاملًا في محرابه، ومعلما يسعى أن يحظى طلابه بحمل ما خف وغلا، فالشعر ديوان العرب كما قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، «عرفت أمهاتنا يستحضرن أبياتًا من الشعر الشعبي في مواقف كثيرة، يستعنّ بها ويتعزّين بها، وسمعت من آباءنا وأجدادنا قصائد بدوية كثيرة فيها حكمة القوم، وسمعت من مدرسين وشيوخ وشعراء قصائد كثيرة ألهمتنا وعرّفتنا وأخبرتنا. الشعر ماعون قيم، إضافة إلى منتجع جمالي لا ينقطع».

ويتابع: قبل أعوام بادرت إلى تحفيظ طلابي مائة بيت شعر في العام، أقرؤه عليهم وأناقشهم في جمالياته وحضوره اللغوي والتاريخي، واخترت مائة بيت من عيون الشعر العربي، وطلبت منهم كتابتها، والتعبير عنها بالرسم والخط العربي وعلوم الآلة العربية، وكانت تجربة رائعة، استبقيت فيها بعض دفاتر طلابي لأفاجئهم بها عندما يكبرون، والآن خرج بعضهم إلى الحياة العملية أطباء ومهندسين، والدفاتر أمامي.

ويصف مثل هذه التجربة بأنها «أكدت لي أن الشعر وسيلة تواصل بين الأجيال، وهذه التجربة كررتها العام الفائت مع طلابي في مدرستي الجديدة، وكلي عزم ألا تفوتني التجربة في كل عام، وربما تحتاج تجربتي مع طلابي إلى حديث آخر، ولكن ما ترسخ عندي أن الشعر مدرسة إذا وعاها المجتمع فقد بنى بيتًا جميلًا يحتضن مكارم الأخلاق ورفيع القيم».

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : شعراء لـ الشرق: المسابقات الأدبية دليل الموهوبين إلى تنمية الإبداع

أخبار متعلقة :