أخبار قطر : اختصاصيون ومواطنون لـ الشرق: إدمان الألعاب الإلكترونية آفة تهدد صحة أطفالنا

محليات

2

محمد العقيدي

الإدمان على الألعاب الالكترونية والاجهزة اللوحية لاسيما الأيباد والهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر التي تحتوي على مئات الألعاب الالكترونية يدق ناقوس الخطر، وبات ينذر بخلق وظهور العديد من الامراض التي تتطلب فترة علاجها وقتا طويلا للتخلص من ذلك الإدمان، ولعل أبرز ما تسببه هذه الألعاب والإدمان على الاجهزة اللوحية الإصابة بالسمنة وداء السكري الذي ينتشر بين الأطفال بشكل كبير ويفتك بهم لكونهم يحرمهم الكثير من الأمور ومنها الاستمتاع بطفولتهم التي لا تخلو من اللهو واللعب وتناول الوجبات والمفرحات بأنواعها، ولكن البعض فقد المتعة بسن الطفولة مبكرا بعد إصابته بالسمنة والسكري.

"الشرق" استطلعت آراء أولياء امور ومختصين حول هذه المشكلة التي عادة ما يكون سببها الرئيسي البيئة المنزلية في ظل غياب دور الوالدين ومتابعتهما وتوجيههما للأبناء، علاوة على منح الأبناء أجهزة لوحية تحتوي على الكثير من الالعاب الالكترونية التي سببت لهم الإدمان اليومي عليها.

وأكدوا خلال حديثهم، أن ابتعاد الأبناء عن الالعاب الالكترونية يجعلهم يعيشون أسوة بأقرانهم الطبيعيين، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من الأبناء أصبحوا مدمنين للألعاب الالكترونية واستخدام الاجهزة اللوحية بأنواعها، الامر الذي يتسبب لهم بخلل في نموهم ونضوج عقولهم علاوة على التوتر المستمر ويصل بعض المرات إلى الإصابة بالتشنجات نتيجة مواصلة اللعب واستخدام تلك الادوات لساعات طويلة وبشكل يومي.

خولة البحر: آلام في الظهر وإصابات الديسك تصيب الأطفال

قالت خولة البحر خبير صحة عامة: تنقسم مشاكل الإدمان على الألعاب والاجهزة إلى قسمين، صحية ونفسية، حيث إن الأضرار الصحية تكون بالتأثير على البصر سواء في سن الطفولة أو في المستقبل مع الاستمرار باللعب، وكذلك التأثير على العمود الفقري الذي يتأذى نتيجة كثرة الجلوس وقلة الحركة وينتج عنه آلام في الظهر وإصابة الديسك، إذ ان الكثير من الأطفال اليوم مصابون بألم الظهر والديسك رغم صغر سنهم، مشيرة إلى أن قلة الحركة تصيب الاطفال بالسمنة وتبعاتها مثل الإصابة بمرض السكري والضغط، لافتة إلى أن الإصابات بهذه الانواع من الأمراض تزايدت بين الاطفال بسبب نمط الحياة غير الصحي الذي يعيشونه، علاوة على قلة الحركة بسبب الجلوس خلف الاجهزة اللوحية لساعات طويلة يوميا.

وأضافت: أما المشاكل النفسية لدى الاطفال فمن المعروف انهم يتأثرون في أي لعب، ويزيد ذلك من العصبية لديهم وتوترهم وخلق مشاحنات مع أقرانهم من الأطفال، وتجعلهم في عدوانية وعزلة لتأثرهم بما يرونه من هذه الالعاب التي تؤثر على شخصيتهم ويتعلمون ألفاظا لا تناسب سنهم.

واوضحت أن الحلول في مثل هذه الامور تكون بتواجد الآباء والامهات وجلوسهم مع أبنائهم باستمرار والنقاش معهم والانصات لهم وتحذيرهم من الأضرار المترتبة على جلوسهم أمام الاجهزة الالكترونية وممارسة الالعاب لساعات طويلة، إذ ينبغي تحديد الساعات للأطفال في مشاهدة التلفاز أو استخدام الاجهزة اللوحية، تنظيم الوقت حيث يكون جزءا للدراسة وجزءا للعب وجزءا للجلوس مع الأسرة.

محمد الدرويش: ضرورة ممارسة الأنشطة الحركية مع الأبناء

يرى محمد سالم الدرويش، أن الالعاب الالكترونية انتشرت بشكل كبير بين الاطفال وتكاد تصل جميع المنازل وانتشرت بين الأبناء في وقت يغيب به أولياء الامور عن أبنائهم او متابعتهم، مما جعلهم يتأثرون بهذه الألعاب والوصول إلى حد الإدمان عليها، وفي المقابل اصابتهم بالأمراض مثل الضغط والسكري والسمنة.

ولفت إلى انه يحرص على متابعة أبنائه باستمرار والخروج معهم إلى المجمعات التجارية والحدائق حتى يبتعدوا عن الأجهزة والألعاب الالكترونية التي تؤثر عليهم، داعيا أولياء الامور تسجيل أبنائهم في المراكز الشبابية والاندية الرياضية وممارسة الانشطة الحركية معهم بهدف ابعادهم عن الاجهزة اللوحية والالعاب الالكترونية.

وطالب الجهات المعنية بتوعية المجتمع واولياء الامور بخطورة الادمان على الالعاب الالكترونية وتأثيراتها على صحة الأبناء سواء الجسدية او النفسية، حيث إنهم يتعرضون لمشاكل وآلام إما تكون فورية او مع تقدم السن.

حسين صفر: أدعو إلى سحب الأجهزة اللوحية من الأبناء

أكد حسين صفر، ان الألعاب الإلكترونية تجعل الأبناء في عزلة عن العالم الخارجي، ومع الأيام يصبحون من المدمنين على هذه الألعاب ويصعب التعامل معهم لكونهم تأثروا كثيرا بها، داعيا أولياء الامور إلى سحب الاجهزة اللوحية من المنازل، ومتابعة محتوى وطرق ممارسة الألعاب الالكترونية التي بعضها تعتبر خطرا على الأبناء ولا تناسب سنهم من حيث المشاركات الجماعية واللعب مع الغرباء مع امكانية اتاحة الاستماع لهم ورؤيتهم أيضا عبر خاصية الفيديو من خلال تلك الالعاب.