الأحد 16 فبراير 2025 09:49 مساءً
نافذة على العالم - حار وخشبي وحلو هذا مزيج روائح المومياوات المصرية القديمة اليوم، حيث استخدم الباحثون كل من الأنوف البشرية والأدوات العلمية لاستكشاف رائحة المومياوات، وإلى أى مدى تعكس الروائح المواد المستخدمة أثناء عملية التحنيط، وفقًا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال البروفيسور ماتيجا سترليتش، المؤلف المشارك في البحث من جامعة ليوبليانا وجامعة لندن كوليدج: "من وجهة نظر علماء التراث الذين يعملون مع المواد التاريخية، فإن عدم لمس أي شيء وتحليله يشبه الكأس المقدسة".
وفي مقالة نشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية، أفاد سترليتش وزملاؤه أنهم درسوا تسع مومياوات مخزنة في المتحف المصري بالقاهرة، يرجع تاريخها إلى الفترة من المملكة الحديثة إلى العصر الروماني، وهي الفترة الزمنية التي تتراوح من حوالي 1500 قبل الميلاد إلى حوالي 500 بعد الميلاد، وفي حين كانت بعض المومياوات ملفوفة، كانت بعض المومياوات محفوظة في توابيت حجرية أو خشبية أو من الطين.
استخدم الفريق أنابيب صغيرة ومضخات لاستخراج الهواء من حول كل مومياء، وتم استنشاق كل عينة من كيس بواسطة ثمانية خبراء مدربين، قاموا بتقييمها من حيث شدة 13 نوعًا مختلفًا من الروائح.
وبينما تباينت الروائح بين المومياوات، فقد حُكِم عليها عمومًا بأنها ذات رائحة طيبة، ومن بين النتائج الأخرى، اعتُبرت سبع من المومياوات التسع ذات رائحة "خشبية"، وستة ذات رائحة "حارة"، وخمس ذات رائحة "حلوة"، وثلاث ذات رائحة "تشبه البخور"، حُكِم على بعضها بأنها ذات رائحة "كريهة أو فاسدة" أو حتى رائحة عفن.
ثم استخدم الفريق نظامًا يُعرف باسم كروماتوغرافيا الغاز - قياس الشم لتحديد المركبات المتطايرة الفردية المختلفة داخل العينات، وبمجرد عزل هذه المواد، يتم استنشاقها أيضًا بواسطة خبراء مدربين.
توصل الفريق إلى أن الرائحة العامة للمومياوات لا تتوافق بالضرورة مع تلك المتوقعة من هذه المواد، مما يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لإدراك الرائحة البشرية.
وأضافوا أن هذه المكونات الفردية جاءت من أربعة مصادر رئيسية: المواد المستخدمة أثناء عملية التحنيط، والمواد التي تطلقها الميكروبات، والمبيدات الحشرية الاصطناعية والمواد الطاردة، والزيوت النباتية المستخدمة في الحفظ.
وقال سترليتش إن إحدى الصعوبات تكمن في أن بعض الزيوت النباتية المستخدمة في الحفظ كانت تستخدم أيضًا في التحنيط.
وأضاف أنه سيكون من المثير للاهتمام الآن إجراء تحليلات على المومياوات التي لم تخضع للعلاج من أجل الحفظ، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تختلف رائحتها بناءً على جودة تحنيطها.
المصدر : ثقافة : حار وخشبى وحلو.. باحثون يستنشقون رائحة المومياوات المصرية القديمة