الجمعة 14 فبراير 2025 06:21 مساءً
نافذة على العالم - تعتبر قصة سنوحى (المعروفة أيضا باسم سا نهت) واحدة من أفضل أعمال الأدب المصرى القديم، والتى تشبه بتفاصيلها إلى حد كبير قصة سيدنا موسى كما جاء ذكرها فى القرآن القديم .
يقول أحمد عبد العال مدير عام آثار الفيوم السابق، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن القصة كما جاءت فى الروايات الفرعونية وقعت فى أعقاب وفاة الفرعون أمنمحات الأول، مؤسس الأسرة الثانية عشرة، فى أوائل القرن العشرين قبل الميلاد. وقد تألفت حوالى عام 1875 قبل الميلاد، على الرغم من أن أقدم مخطوطة موجودة تعود لعهد أمنمحات الثالث، حوالى سنة 1800 ق.م. هناك جدل مستمر بين علماء المصريات حول ما إذا كانت القصة مبنية على أحداث فعلية تتعلق بفرد يدعى سنوحي.
إلا أن أغلب الآراء ترجح أنها عمل خيالي، نظرًا للطبيعة العالمية للمواضيع التى تم طرحها فى سنوحى، بما فى ذلك العناية الإلهية والرحمة، فقد تم وصف مؤلفها المجهول بأنه «شكسبير المصرى»، ويوجد لأفكاره نظائر فى نصوص الكتاب المقدس وكانت شعبية العمل كبيرة ويشهد على ذلك وجود العديد من الأجزاء الباقية حتى الآن ويعتقد أن العمل كان مكتوبًا بصورة شعرية، وربما كان يتم إنشادة.
ولفت عبد العال إلى أن الرواية تحكى أن سنوحى كان خادمًا للملك أمنمحات الأول، وأن الملك أرسل حملة إلى التحنو، وهى قبائل ليبية، بقيادة ابنه سنوسرت الأول الذى استطاع هزيمة التحنو. وفى ذلك الوقت جاء أمناء من القصر الملكى إلى سنوسرت ليخبروه عن مؤامرة التى أدت إلى اغتيال أبيه، فعاد سنوسرت مسرعًا إلى القصر الملكى دون أن يُعلم الجيش بذلك، إلا أن سنوحى الذى كان معه فى الحملة قد سمع المحادثة واستبد به الخوف، فقرر الهروب دون أن يذكر أية أسباب لذلك، ويصف سنوحى هروبه وسفره حتى أصابه الظمأ وظن أنه سيموت إلا أنه سمع صوت الماشية ورأى بدوًا قدموا إليه ماء، وأخذوه إلى قبيلتهم التى عاملته معاملة حسنة لينتقل سنوحى بعد ذلك من بلد إلى آخر حتى مكث عند أمير رتنو العليا ويدعى عاموننشي، ويحكى سنوحى أنه طمأنه، ووعده بمعاملته جيدًا.
فسر سنوحى ذلك؛ بأن عاموننشى كان يعلم بحكمته، وصفاته، كما أن المصريين الذين كانوا هناك شهدوا له بذلك. وسأله الأمير عن الأوضاع فى مصر بعد وفاة الملك أمنمحات فأخبره أن سنوسرت الأول تولى الحكم، ويسترسل سنوحى واصفًا، ومادحًا للملك الجديد.
ولفت عبد العال إلى أنه فى الرواية يحكى سنوحى بعد ذلك عن المعاملة الحسنة التى تلقاها من قبل الأمير الذى زوجه كبرى بناته كما منحه أرضًا وافرة الخيرات، وأيضًا أعدادًا كبيرة من الماشية، كما يصف سنوحى حب الناس له حتى أصبح حاكمًا لقبيلة، ويحكى قدرته على كبح جماح المتمردين من رؤساء الصحاري؛ حتى جعله الأمير على رأس أولاده، وعندما كبر أبناء سنوحى أصبح كل منهم يحكم قبيلته، ويحكى سنوحى عن رجل قوى جاء ليبارزه ويسرق ممتلكاته، ويفسر سنوحى سلوكه بأنه على الأرجح كان حاقدًا عليه بسبب المكانة التى حظى بها. ويصف سنوحى استعداده للمبارزة، وعن اجتماع الناس من كل القبائل لمشاهدتها، واستطاع سنوحى قتل خصمه، وفرح الأمير بذلك وضمه إلى صدره.
يتحدث بعد ذلك سنوحى عن حنينه إلى وطنه مصر ورغبته فى العودة إليها، وأن يدفن فى ترابها، ويحكى سنوحى أن الملك سنوسرت قد علم بحاله وأصدر قرارًا بالعفو عنه والسماح له بالعودة إلى مصر، ويصف رحلة عودته إلى الوطن واستقبال الملك له، كما يصف مخاطبة الملك للملكة متعجبًا من أن سنوحى أصبح يبدو «كأسيوى من نسل أهل البدو»، واندهاش الملكة وأبناء الملك من تغير مظهره، قائلين: «حقًا كأنه ليس هو أيها الملك» ليرد الملك: «حقًا إنه هو».
ثم يتحدث سنوحى عن طمأنة الملك له، ويصف جمال المكان الذى أقام فيه فى القصر الملكي، وحالة الرخاء التى عاشها هناك، وتحدث عن بناء مقبرة فخمة له، وعيشه متنعمًا بالكرم الملكى حتى وفاته

البرديات

برديات
المصدر : ثقافة : "سنوحى".. حكاية من أروع قصص الأدب الفرعونى تشبه قصة سيدنا موسى.. صور