هل تنوي حماس وحزب الله اتخاذ لبنان قاعدة للعمليّات العسكرية القادمة على دولة الاحتلال؟
تتالت ردود الأفعال المحلّية والإقليمية على خلفيّة زيارة إسماعيل هنيّة زعيم حركة حماس الأخيرة للبنان، إذ التقى هنيّة في هذه الجولة عدداً هامّاً من القيادات السياسيّة في البلد، من رئيس الجمهوريّة إلى رئيس الحكومة انتهاءً بزعيم حزب الله حسن نصر الله. بعض الردود كانت مؤيدة لمساعي هنيّة الدبلوماسيّة خارج قطاع غزّة والبعض آخر جاء غاضباً على شكل انتقادات لمخرجات هذه الجولة.
الكثير من اللبنانيّين قد عبّروا عن قلقهم إثر إنهاء هنيّة جولته في لبنان، ويعود هذا القلق بالأساس إلى احتمال شنّ حماس وحزب الله هجوماً مشتركاً على الكيان المحتلّ واتخاذ لبنان قاعدة لذلك. هذا الاحتمال الذي تعزّز بناءً على تصريحات قيادات حماس نفسها.
لم يكن هنيّة وحده في هذه الجولة، إذ رافقه وفد من داخل الحركة ومن بينهم صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس وأحد أبرز الوجوه في مشروع المصالحة الفلسطينية الأخير. العاروري استُضيف يوم السابع من أيلول/سبتمبر في قناة الميادين للتعليق على هذه الجولة ومخرجاتها. في هذا اللقاء، تحدّث العاروري عن اتفاق راسخ بين حماس وحزب الله حول خيارات المقاومة المتاحة أمامهما، وأكّد أنّ خيار المواجهة العسكريّة مطروح بقوّة أمام محور المقاومة وأنّه لا يستبعد أن تذهب حركته في هذا الخيار.
وقد عبّر بعض المسؤولين السياسيّين اللبنانيّين عن قلقهم من تصريحات العاروري الأخيرة، إذ أنّ آخر ما تريده لبنان اليوم في ظرفها الداخلي المتأزم الدخول في حرب مع دولة الاحتلال وهي مدفوعة إلى ذلك دفعاً.
سيظلّ جنوب لبنان منطقة جغرافيّة حسّاسة، إذ من المتوقع أن تتخذه حماس وحزب الله منصّة للعمليات المشتركة بينهما، ما يُقلق لبنان الذي يعيش إحدى أسوأ أزماته في العقود الأخيرة ولا يريد إقحام نفسه في متاعب هو في غنى عنها. سيظل لبنان داعماً لفلسطين قضيّة وشعباً، لكن الدخول في حرب مع إسرائيل لن يكون خيار لبنان الأوّل قطعاً.
أخبار متعلقة :