الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:24 مساءً
نافذة على العالم - عربي ودولي
176
230 إعلاميا يتهمون هيئة الإذاعة البريطانية بالانحياز لإسرائيل..غزة.. عدوان إسرائيلي متواصل
❖ لندن - هويدا باز
تعكس الرسالة التي وقع عليها أكثر من 230 من العاملين في قطاع الإعلام في المملكة المتحدة، ووجهت إلى المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية تيم ديفي حجم الاستقطاب الذي بات يسببه العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، ومدى الضغوط التي باتت ترزح تحتها المؤسسة المعروفة بأنها تعكس جميع الآراء وتلتزم بمعايير دقيقة في مجال الحيادية وعدم الانحياز لطرف دون آخر، ومن بين المائتين والثلاثين من رجال الإعلام الموقعين على الرسالة كانت المفاجأة أن هناك أكثر من مائة من موظفي البي بي سي نفسها يتهمونها بالانحياز لإسرائيل في تغطيتها للحرب التي تشنها على غزة ويطالبونها بـ «إعادة الالتزام بالنزاهة والدقة والنزاهة» بشأن التقارير المتعلقة بغزة.
وتحمل الرسالة، انتقادات واضحة للبي بي سي لفشلها في معايير التحرير الخاصة بها من خلال افتقارها إلى «صحافة عادلة ودقيقة ومستندة إلى أدلة ثابتة في تغطيتها لغزة». كما تدعو البي بي سي إلى تغطية اخبار غزة «دون خوف أو محاباة» و»إعادة الالتزام بأعلى معايير التحرير - مع التركيز على العدالة والدقة والنزاهة الواجبة»، وتدعو الرسالة أيضًا البي بي سي إلى تنفيذ سلسلة من الالتزامات التحريرية بما في ذلك «التأكيد على أن إسرائيل لا تمنح الصحفيين الخارجيين حق الوصول إلى غزة» وكذلك «توضيح متى لا توجد أدلة كافية لدعم الادعاءات الإسرائيلية؛ وإبراز حقيقة أن إسرائيل هي الجاني في العديد من عناوين المقالات ؛ بما في ذلك السياق التاريخي المنتظم الذي سبق أكتوبر 2023؛ وتحدي ممثلي الحكومة والجيش الإسرائيليين بقوة في جميع المقابلات».
- رد على الادعاءات
من جانبها نفت هيئة الإذاعة البريطانية هذه الادعاءات، وأصرت على أنها «تسعى جاهدة للوفاء بمسؤوليتنا في تقديم الأخبار الأكثر موثوقية وحيادية»، وقال متحدث باسم البي بي سي: «عندما نرتكب أخطاء أو نجري تغييرات على الطريقة التي نغطي بها الأخبار، فإننا نكون شفافين، كما أننا واضحون جدًا مع جماهيرنا بشأن القيود المفروضة على تقاريرنا - بما في ذلك عدم الوصول إلى غزة والوصول المحدود إلى أجزاء من لبنان، وجهودنا المستمرة لإدخال المراسلين إلى تلك المناطق».
ومن بين الـ 237 الموقعين على الرسالة، وقع مائة وواحد من موظفي البي بي سي دون أسماء، ومنذ بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة تواجه هيئة الإذاعة البريطانية اتهامات متواصلة بعدم التزام الحياد الذي يعد من المبادئ الرئيسية والمهمة المؤسسة لها عبر الانحياز لإسرائيل في تغطية أخبار الحرب، وكانت الهيئة قد نفت في سبتمبر الماضي، مزاعم تفيد بأنها انتهكت مبادئها التوجيهية أكثر من 1500 مرة في أعقاب تقرير مثير للجدل زعم أن بعض مراسلي هيئة الإذاعة البريطانية قد أعذروا أو قللوا من أهمية أنشطة حماس. وقال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية في ذلك الوقت إن الهيئة «ستدرس بعناية» البحث، لكنه نفى مزاعم التحيز.
وبجانب حديثهم عن أمور تحريرية تتعلق بإغفال إدراج اسم إسرائيل في العناوين الرئيسية وتحميلها المسؤولية حين تكون هناك أعمال قتل في غزة يتحدث العاملون في البي بي سي عن جوانب اخرى، مثل الفشل في بث وقائع نظر قضية الإبادة الجماعية في جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في 11 يناير الماضي، واختيار بث دفاع إسرائيل في اليوم التالي، ورغم أن الرسالة تتناول أوجه القصور في تغطية محطات بريطانية أخرى مثل تليفزيون سكاي وتليفزيون ITV إلا أنها تركز كثيرا على أوجه القصور في تغطية البي بي سي. وفي معرض ردها على ما ورد من اتهامات في الرسالة تقول هيئة الإذاعة البريطانية: «يعد هذا الصراع أحد أكثر القصص استقطابًا للتغطية الإعلامية، ونحن نعلم أن الناس يشعرون بقوة تجاه كيفية تغطية هذا الأمر، ليس فقط على هيئة الإذاعة البريطانية ولكن عبر جميع وسائل الإعلام. وتلتزم هيئة الإذاعة البريطانية بمعايير عالية جدًا، ونحن نسعى جاهدين للوفاء بمسؤوليتنا في تقديم الأخبار الأكثر موثوقية وحيادية - وزن وقياس الكلمات التي نستخدمها، والتحقق من الحقائق، والسعي إلى مجموعة واسعة من المقابلات وآراء الخبراء».
- ضغوط يهودية
بينما أقر المتحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية بأن «هيئة الإذاعة البريطانية لا تعكس ولا تستطيع أن تعكس أي وجهة نظر عالمية واحدة»، مؤكدا أنها تتلقى قدرًا متساويًا تقريبًا من الشكاوى التي تؤكد التحيز تجاه إسرائيل على أنه تحيز ضدها، وتتعرض هيئة الإذاعة البريطانية إلى ضغوط شديدة من قبل الدوائر اليهودية في بريطانيا تبدو وكأنها حملة منظمة وكان تقرير عرف بـ «تقرير أسيرسون» قد اتهم في سبتمبر/ أيلول الماضي هيئة الإذاعة البريطانية بـ«الانحياز واسع النطاق ضد إسرائيل» و«انتهاك المبادئ التوجيهية التحريرية مرات عدة» في تغطية العدوان على غزة، وادّعى التقرير الواقع في 199 صفحة وغطى الأشهر الأربعة الأولى للحرب أنه في تحليل لعينة عشوائية شملت 253 مقابلة أجرتها خدمة BBC بنسختها العربية، تبيّن أنّ «أكثر من ربع المقابلات كانت مرتبطة بحركة حماس أو جماعة أخرى أو لأشخاص نشروا آراء معادية للسامية بشكل متطرف عبر الإنترنت»، كذلك تضمّن التقرير مثلاً رصداً للصور المستخدمة من قبل الهيئة، فأي صورة لمقاتلي كتائب القسام اعتبرت «مسيئة»، ولم يخلُ تحليل المحتوى الذي ضمه التقرير من التحريض على الصحفيين العاملين في الخدمة العربية، وبطريقة واضحة ومنهجية صنّف التقرير كل الضيوف الذين استقبلتهم الشبكة، وانتقدوا الإبادة الجماعية في غزة، بأنهم «محرّضون على إسرائيل.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار العالم : تغطية غزة تضع مصداقية «بي بي سي» على المحك
أخبار متعلقة :