أخبار العالم : مصور يلتقط استحواذ ملاعب كرة السلة على مساحة هونغ كونغ

نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يقع معرض "Blue Lotus Gallery" فوق سلالم خرسانية بجوار المقاهي العصرية، ومتاجر السلع القديمة في الأزقة الضيقة المليئة بالأشجار في منطقة "Sheung Wan" الفنية بهونغ كونغ.

وتحيط به أيضًا ملاعب كرة السلة في الحدائق، وعلى أسطح المباني، والمخفية بين ناطحات السحاب، حيث يتواجد 22 ملعبًا ضمن دائرة تبلغ مساحة نصف قطرها 600 متر من المعرض. 

ويقدّر المصور الأمريكي أوستن بيل أن المدينة تضم عددًا من الملاعب الخارجية يفوق عدد الملاعب في مدينتي نيويورك أو لوس أنجلوس الأمريكيتين، وذلك بعد البحث في صور الأقمار الصناعية وكجزء من مهمته لتصوير كل ملعب في هونغ كونغ. 

يمثل ذلك بالتحديد موضوع المعرض الذي يستمر حتى 23 فبراير/ شباط، بالإضافة إلى كتابه المصوّر الذي يحمل عنوان "Shooting Hoops".

باستخدام كاميرته وطائرته المسيّرة، التقط بيل أكثر من 58 ألف صورة لـ 2,549 ملعبًا لكرة السلة، وهو مشروع امتد على مدار ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا.

وقال بيل إن المشروع كان وسيلة "لتجربة المدينة" وفحص نهجها غير التقليدي في كثير من الأحيان بالتصميم الحضري، مضيفًا: "لا يتعلق الأمر حقًا بالرياضة، بل بالهندسة المعمارية، واللون، والمناطق المحيطة، وتضاريس هونغ كونغ".

100 ملعب في اليوم

بدأ افتتان بيل بملاعب كرة السلة في هونغ كونغ خلال زيارته الأولى إلى المدينة في عام 2017، عندما زار منطقة تشوي هونغ، وهي عبارة عن مجمّع سكني عام بألوان قوس قزح يضم عدة ملاعب كرة سلة أمام أبراجه السكنية المطلية بألوان زاهية مثل الأصفر القطيفي، والأزرق الملكي، والأخضر الزمردي. وأصبحت هذه المنطقة واحدة من "الوجهات المفضلّة على إنستغرام" في المدينة، حيث تجذب المصورين مثل بيل لالتقاط صورًا لواجهتها المميزة.

بعد التقاط الصورة، لم يُعِر الأمر اهتمامًا كبيرًا، حتى بدأ يلاحظ ملاعب كرة السلة في مواقع أخرى غير عادية ونابضة بالألوان.

وقال بيل: "بدأت في رسم خرائط لها على خرائط غوغل، ثم عدت في خريف عام 2019 لتصويرها، وبعد أسبوعين، قلت لنفسي إنني بحاجة إلى محاولة العثور عليها جميعًا".

تمكن بيل من تحديد مواقع ملاعب كرة السلة المخفية بين المجمعات السكنية، والمتربعة على أسطح المراكز التجارية، ومواقف السيارات متعددة الطوابق، أو المخبأة وسط الأدغال الكثيفة في الجزر النائية، حيث كان يتتبعها بدقة في جداول بياناته.

وعندما بدأ مشروعه بجدية، قال بيل إنه كان يلتقط صورًا لنحو 100 ملعب في بعض الأيام، وهو رقم وصفه بأنه "ليس بالأمر الجنوني" بالنظر إلى كثافة هونغ كونغ السكانية، التي تحتل المرتبة الرابعة عالميًا مع 7,060 نسمة لكل كيلومتر مربع، وفقًا لبيانات البنك الدولي لعام 2021.

في إحدى المرات، تحدى نفسه لتصوير أكبر عدد ممكن من الملاعب في يوم واحد، فخطط لمسار يمر عبر العديد من الأحياء السكنية الأكثر كثافة في المدينة، قائلًا: "كنت أخرج فقط لالتقاط صورة لكل ملعب ومعرفة عدد الملاعب التي يمكنني تصويرها". 

تمثلت العقبة الرئيسية في بطاريات الطائرة المسيّرة، وكان يتوقع تصوير حوالي 200 صورة، لكنه فوجئ عند عودته إلى المنزل بأنه التقط 475 صورة.

ولم تكن جميع الملاعب سهلة الوصول، إذ استغرق الوصول إلى بعضها يومًا كاملًا من السفر، مثل جزيرة "أب تشاو" النائية، وهي أصغر جزيرة مأهولة بالسكان في هونغ كونغ، التي استوطنها المبشّرون المسيحيون الذين أتوا من بكين في عام 1952.

غالبًا ما يغيب العنصر البشري عن صور بيل، حيث يعود ذلك جزئيًا إلى زيارته للملاعب في الصباح الباكر، أو في وقت متأخر من بعد الظهر لتجنب أشعة الشمس الحارقة خلال وقت الظهيرة،

على مرّ السنين، لاحظ بيل العديد من الاستخدامات لملاعب كرة السلة، بما يتجاوز الغرض المقصود منها، إذ قال إنها "مساحة تُستخدم لأغراض متعددة طوال الوقت، وأعتقد أن هذا ما يجعلها جذابة. لكن الأمر يتعلق أيضًا بحقيقة أنه لا توجد العديد من المساحات (العامة) الأخرى للقيام بتلك الأنشطة".