الأربعاء 11 مارس 2020 11:00 مساءً
أكد الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في أكثر من فتوى له عدم مشروعية مصافحة الجلوس، سواء في مجلس أو مكتب أو غيرهما.. مبينًا أن مصافحة مَن في المجلس ليست من هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا من هدي صحابته الكرام، ومشيرًا إلى أن ذلك عمل مُحدَث، وأن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي ويجلس حيث انتهى به المجلس.
وتفصيلاً، رد الشيخ "ابن العثيمين" في جوابه عن سؤال أحد المستفتين: هل مصافحة الداخل على الجالسين لها دليل من الكتاب والسنة أو فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ وقال - رحمه الله -: لا أعلم فيها شيئًا من السُّنة؛ ولهذا لا ينبغي أن تُفعل. بعض الناس الآن إذا دخل المجلس بدأ بالمصافحة من أول واحد إلى آخر واحد، وهذا ليس بمشروع، وإنما المصافحة عند التلاقي. أما الدخول إلى المجالس فإنه ليس من هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه أن يفعلوه. كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأتي ويجلس حيث ينتهي به المجلس، ما يمر على القوم فيصافحهم، ولم نسمع أيضًا أنه إذا جلس حيث انتهى به المجلس أنهم يقومون ويصافحونه. فالمصافحة على هذا الوجه ليست بمشروعة، وقد سألتُ عنها من نعتمدهم من مشايخنا فقالوا: لا نعلم لها أصلاً في السنة.
وسُئل - رحمه الله - في الباب المفتوح برقم (232): في الصباح نداوم على السلام والمصافحة، ما رأيك فيها يا شيخ؟! فقال الشيخ: إذا لقيت أخاك فصافحه. هذا طيب، لكن الشيء الذي أحدثه الناس، ولا أعلم له أصلاً في السنة: أنه إذا دخل المجلس قام يصافحهم واحدًا واحدًا يمرُّ عليهم، هذا ليس من السنة؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يدخل المجالس ولا يصافح الناس، وإنما يجلس حيث ينتهي به المجلس، وخير الهدي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وأردف: مشايخنا السابقون لا يفعلون هذا، ولا يُفعل عندهم أيضًا، لكن حدث هذا من بعض الإخوة المستقيمين ظنًّا منهم أن هذه المصافحة كالمصافحة مع الملاقاة، وليس كذلك. الملاقاة كل واحد يلاقي الثاني، أما هذا فرجل دخل على أناس جالسين، فهل كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا دخل يسلم على الناس واحدًا واحدًا؟!
وتابع: مَن كان عنده سُنة في هذا فليخبرنا بها، ومن ليس عنده سُنة فخير الهدي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي هذا الصدد طالب متطوعون في جمعيات التوعية بتطبيق السُّنة، وترك مصافحة الجلوس في المجالس والمكاتب وغيرها، لاتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أولاً، والإسهام في محاربة الأوبئة، والحد من انتشارها.
وقالوا: إذا ثبت أن فيروس كورونا ينتقل باللمس، وثبت أن مصافحة الجلوس غير مشروعة، وأن المشروع السلام دون مصافحة، كان الأخذ بالسُّنة أمرًا ضروريًّا، تطبيقًا للسنة، ودفعًا للضرر والأذى.
وأضافوا: مع أن المصافحة لا تشرع إلا عند التلاقي، فهي أيضًا سُنة في هذه الحالة بلا خلاف، فلا مانع أن تُترك السنة لدفع الضرر والأذى عن المسلمين في حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
وكان "التجمع الصحي بالقصيم" قد نشر "بروشر" توعويًّا لترك المصافحة تحت مبادرة "سلام نظر" لترك المصافحة باليد في سبيل الإسهام في منع انتشار فيروس كورونا. واستهدفت المبادرة الدوائر الحكومية، والمرافق العامة، والحدائق العامة، والأسواق، والمولات، والمستشفيات، والمراكز الصحية، وقصور الأفراح، والجامعات والمدارس، وأسواق المواشي والطيور والخضار، والمطاعم والبوفيهات.
الشيخ محمد بن عثيمين مصافحة الجلوس المصافحة فيروس كورونا الجديدالمصدر : أخبار العالم : ترك "المصافحة" مطلب اجتماعي.. ومبادرة "سلام نظر" لمنع انتشار كورونا