الاثنين 21 سبتمبر 2020 01:52 صباحاً
نافذة على العالم - اشترك لتصلك أهم الأخبار
قضت الطفلتان «فيروز» و«فريدة» توأم، عامان و9 أشهر، أول يوم بين أحضان جدهما لوالدتهما، بعد مقتل والدتهما، مُدرسة اللغة الإنجليزية، على يد زوجها، مهندس زراعى، في منطقة عين شمس، ضربها زوجها وعذبها، لدفاعها عن ابنتهما فريدة، عندما اعتدى على الصغيرة.
يقول الجد، وهو يُدارى دموعه: «لم يرحم ابنتى.. ولا عمل حساب لرعب الطفلتين»، بصعوبة تنطق الصغيرتان كلمات بسيطة، وهما تمرحان في شقة جدهما بمنطقة مصر الجديدة، وترددان: «معاذ ضرب أميرة.. ليه؟».. «بابا عور ماما جامد».. لم تبرح مشاهد الاعتداء ذاكرة الطفلتين، وفقًا لخالتهما أسماء فخرالدين، التي تحدثت لـ«المصرى اليوم».
تدخل الأهالى بالمنطقة، محل الجريمة، لتعيش الطفلتان رفقة جدهما لأمهما.
«المتهم مارس كل أنواع التعذيب بحق الطفلتين ووالدتهما»، ورغم أن التوأم فقدتا جدتهما للأم، إلا أن جدهما استأجر مربية أطفال لرعايتهما.. «مستعد أنفق دم قلبى عليهما، لأنهما قطعة من قلبى، آخر ما تبقى من ابنتى أميرة».
مثلما اندهش أصدقاء «أميرة»، لنهايتها المأساوية.. «لا تستحق ما حدث» أصابهم الرعب من رسائل استغاثة بعثتها لهم أميرة قبل موتها.. «إلحقونى بموت من الضرب.. جسمى كله كدمات وجروح».. اندهش والد المجنى عليها، لنهاية ابنته الصغرى «دلوعة البيت» بتلك الطريقة: «تعارفا في الجامعة، وحضر إلينا وطلب يديها».
«أميرة» 31 سنة، وزوجها، مُعاذ، كانا عضوان باتحاد الطلبة في جامعة عين شمس؛ الأولى طالبة بكلية آداب قسم اللغات الشرقية، والثانى بكلية الزراعة، هكذا كانت بداية تعارفهما، وبعد تخرجهما انقطعت علاقتهما حتى عادت في 2016 بتقدم المهندس الشاب لخطبتها، والزواج بعد سنة.
تذكر «أسماء»، شقيقة المجنى عليها، تفاصيل الارتباط الذي انتهى بمقتل أختها بطريقة بشعة «سلمناها لزوجها عروس، مثل القمر، وأعادها إلينا جسد بلا روح».
«لا تذهبى لأهلك، قاطعى أختك وأبوكٍ، لا تتحدثين مع صديقاتك، فيما تتحدثين في التليفون؟».. سلسلة طويلة من الأوامر التي لا تنتهى، يوجهها «معاذ» إلى زوجته وتتقبلها حفاظًا على عش الزوجية، تبعًا لحديث شقيقة المجنى عليها.. «أبونا لم ير ابنته منذ زواجها سوى مرتين، أحدهما: كان مُسافرًا وسلم على أميرة، وكانت حاملا في التوأم، والثانية في المستشفى، قبل وفاتها».
يغطى الأب، وجهه بكفيه، كأنه يستعيد الذاكرة، يعاود الأب حديثه.. «لم أحزن لقطيعة ابنتى لىّ، تنفيذًا لأوامر زوجها، لأننى لم أرد خراب بيتها».. تحامل الرجل الستينى، لأجل ذلك حتى ذهب قبل أيام، إلى المستشفى وتحدث إلى ابنته.. «يا حبيبتى مالك؟ مين عمل فيك كده» لم تجب على سؤاله.. قالت له «بحبك قوى يا بابا» وظلت ترددها حتى قال له الطبيب المُعالج «هىّ قالت لنا زوجها معذبها، لذا رفضنا دخوله غرفة العناية المُركزة».
لم تمر ساعات، حتى توفيت «أميرة»، واتصل والدها بالنجدة ومباحث قسم شرطة عين شمس «بنتى ماتت وزوجها عذبها».. بعد قرار النيابة العامة بتشريح الجثمان، ضُبط المتهم داخل المستشفى.
وحاولت شقيقة المجنى عليها استيعاب ما حدث «جثة أختى راحت المشرحة وزوجها في (الكلابشات)»، سألت ضابطًا بعفوية: «إنتوا قبضتم ليه على مُعاذ، ممكن إحنا كمان يتقبض علينا».. طلب منها الضابط الحضور إلى ديوان القسم لسماع أقوالها.. وتشرح زوج أختى كان بيقول لىّ إنها مُصابة بكورونا، نظرا لارتفاع درجة حرارتها، رغم ملاحظتى تورم ذراعها اليمنى، وتكمل حين سألتها عن السبب، غمزت لىّ «بعدين نتكلم» خوفًا من سماع زوجها حديثنا، وبعد إلحاح قالت.. «زوجى كان بيضرب فريدة، وأنا تحملت الضرب بدلاً منها» وأختى خافت، وقالت إحنا اتصالحنا.
وتحكى أن أختها كانت تتصل عليها فجرًا، وتقول «أريد شربة مياه، ولما تسألها فين زوجك؟ تخبرها بنومه وخوفها من إيقاظه «ممكن يضربنى» ثم تبكى وتؤكد لها ضعفها وسقوطها أرضًا.. بيقول لى أنى عندى كورونا، وأخذ البنتين بعيد عنى».
وقال شهود عيان، عن يوم الجريمة.. «طرقنا باب شقة المتهم لإنقاذ زوجته؛ ففتح الباب وشتمنا».
التقرير الطبى لأحد المستشفيات، الذي شهد وفاة أميرة أفاد بأنها: «تعانى من انخفاض ضغط الدم، وتسارع بضربات القلب وتورم، وتغيرات في لون الذراعين والقدمين وكدمات، نتيجة إدعاء إصابة».
الوضع في مصر
اصابات
102,015
تعافي
89,532
وفيات
5,770
المصدر : حوادث : «بابا عور ماما جامد».. «المصري اليوم» مع أسرة «أميرة» ضحية تعذيب زوجها (صور)