محليات قطر : المكفوفون مؤهلون للمناصب القيادية بالمؤسسات

نافذة على العالم - محليات

100

❖ محمد الجعبري

أكد السيد فيصل محمد الكوهجي، رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفي، أن المركز يضم 308 أعضاء من المكفوفين، سواء من القطريين أو من غير القطريين، حيث إن المركز لديه إيمان كبير بحقوق المكفوفين في الانخراط في المجتمع، كما يعمل من خلال العديد من البرامج على إبراز قدراتهم وإمكاناتهم الكامنة، بحيث يكونون عناصر مفيدة للمجتمع ويساهمون في خطط التنمية التي تقوم بها دولة قطر. وأعرب السيد فيصل الكوهجي، خلال حديثه مع «الشرق»، عن أمله أن يكون هناك دور في المراكز القيادية بمختلف الوظائف الحكومية للمكفوفين في المستقبل، لافتاً إلى أن عملية التوظيف مستمرة بشكل جيد في الوظائف الحكومية، ولكن المكفوفين يقفون عند درجة في التدرج الوظيفي، مشدداً على امتلاكهم لقدرات كبيرة تؤهلهم لأداء جميع المهام، كذلك الارتقاء بالمؤسسات التي يعملون بها وتنفيذ جيمع الخطط على أكمل وجه. ولفت إلى أن هناك تعاونا بين جامعة حمد بن خليفة، والمركز القطري الثقافي للمكفوفين لتيسير وصول الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر للفنون البصرية والسمع بصرية، من خلال الوصف الصوتي، وذلك من خلال بنامج (آذان صاغية)، الذي سيمكن المكفوفين من الإطلاع على الفنون البصرية كالأفلام والعروض المسرحية واللوحات، وغيرها من الأعمال الفنية، مشيراً إلى أن البرنامج سيقوم بترجمة المواد البصرية في العمل الفني إلى نص مسموع، مما يمكن الشخص المكفوف الاستمتاع العروض الفنية سواء كانت أفلاما أو مسرحيات.

     - خدمات المركز الثقافي

وعن الخدمات التي يقدمها المركز للمكفوفين، أكد رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفي، أن المركز ومن خلال حرصه على تثقيف المكفوفين، والعمل على شغل وقت فراغ الكفيف بما ينفعه، فلدى المركز مرافق معدة ومهيأة لتلبية احتياجات المكفوفين، مثل مختبر الحاسب الآلي، وغرفة للمعدات الرياضية، بخلاف المكتبة التي تضم الكثير من الكتب التي تساهم في تنمية قدراتهم، كما أنها مجهزة بطريقة قراءة برايل.

وأكد حرص المركز على تقديم برامج تدريبية متنوعة، وتشمل: دورات الحاسب، اللغة الانجليزية، الطباعة بطريقة بريل، التقوية، الأعمال اليدوية والفنية، الرياضة، بما يساهم في تنمية قدراتهم وزيادة معارفهم والتفاعل والاندماج الاجتماعي، مشيراً إلى أن المركز يقوم بتوفير وسائل نقل مجانية لنقل الأعضاء المكفوفين من مقار سكنهم إلى المركز وبالعكس.

    - مواهب وقدرات المكفوفين

وبيّن أن الأشخاص المكفوفين لديهم العديد من المواهب والقدرات المتميزة، مثل التعليق الرياضي وتقديم البرامج، كذلك العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، مشيراً إلى أن المركز يقوم بتوفير الكثير من الندوات والورش لتطوير قدرات هؤلاء الأشخاص والعمل على تنميتها، لافتا إلى أهمية نشر الوعي حول تكنولوجيا القراءة البديلة إضافة إلى لغة برايل المعمول بها، والتركيز على أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة للوصول إلى المعرفة ومصادر التعلم المختلفة، وأهمية مساهمة تلك التقنيات في تحسين حياة الأفراد المكفوفين.

وأوضح السيد فيصل الكوهجي أن المركز قام بوضع خطط شاملة للتطوير للثلاث سنوات المقبلة، حيث تشمل هذه الخطة 23 برنامجا، تضم ورشا تدريبية ومحاضرات وندوات تثقيفية، حيث يعمل المركز على تثقيف المكفوفين وتدريبهم على طرق التخطيط الصحيحة للحياة، واتخاذ القرار، وتعلم الاستعانة بالآخرين، والاستفادة القصوى من الوقت، مشيراً إلى أن المركز يسعى لتنمية مهارات منتسبيه من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من الجنسَين وبمختلف الفئات العمرية، ومنها تنمية المهارات المتعقلة بالمهارات الحياتية، التي تساعد بشكل أو بآخر في سهولة الاندماج بالمجتمع.

   - خطة تدريبية وتثقيفية شاملة

وذكر رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، أن الخطة التي يتم التجهيز لها للسنوات المقبلة، تشمل استضافة نخبة من المدربين والاستشاريين في مجالات مختلفة، منها مجالات تنمية المهارات الحياتية والقدرات الشخصية، كذلك مجالات الصحة النفسية لما لها من أهمية في تطور حياة الكفيف، ولتذليل الصعوبات التي من الممكن أن تواجهه خلال اندماجه في المجتمع، سواء في الدراسة أو العمل، أو في مجالات الحياة المختلفة، مؤكداً أن الهدف من هذه الورش والندوات أن يكون الشخص أكثر استقلالية واعتمادًا على الذات، ويستطيع إيجاد الوظيفة المناسبة بعد التخرج، كذلك في مجال ريادة الأعمال بحيث يكون أكثر قدرة على إدارة أي مشروع.

ولفت إلى حرص المركز على المشاركة في جميع الفعاليات والمناسبات التي تصب في صالح منتسبي المركز، وتعمل على تنمية قدراتهم ومهارتهم والتوعية بقضاياهم الملحة، بما ينعكس على تبني المجتمع لاحتياجاتهم والعمل على تذليل جميع التحديات التي تواجههم، بما ينعكس على تيسير مختلف أمور الحياة، مشيراً إلى مشاركة المركز في فعاليات يوم العصا البيضاء في 15 أكتوبر المقبل، وهو اليوم الذي يحتفل العالم أجمع من خلاله بحقوق المكفوفين في ممارسة نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الآخرون، فيوم العصا البيضاء فرصة لنشر رسالة مفادها قدرة المكفوفين في العالم اجمع ورغبتهم في تحرير أنفسهم من التبعية والعزلة وتبوؤ مكانة مساوية في المجتمع.

    - دعوة للانضمام للمركز

ودعا السيد فيصل الكوهجي، جميع الأسر التي لديها أشخاص مكفوفون إلى أهمية الحصول على عضوية بالمركز، ذلك لما لهذه العضوية من أهمية بالغة في التعريف بحقوقه وتنمية قدراته من خلال المشاركة بجميع الفعاليات والندوات التي يقيمها المركز على مدار العام، مشيراً إلى الإقبال الكبير للفئة العمرية تحت 18 عاما للاشتراك بالمركز، والمشاركة بجميع الفعاليات والندوات والخدمات التي يوفرها المركز، مشيراً إلى أن شروط الحصول على العضوية هي: أن يكون كفيفا أو ضعيف البصر، حيث يستطيع الشخص الحصول على العضوية في غضون ثلاثين يوما.