نافذة على العالم

أخبار قطر : دعوة لتأسيس فكر نقدي.. وبيئة تستقطب المواهب الشبابية

الأحد 8 سبتمبر 2024 06:54 صباحاً

نافذة على العالم - ثقافة وفنون

8

08 سبتمبر 2024 , 07:00ص

❖ طه عبدالرحمن

مع بزوغ فجر جديد من إشراقات الثقافة القطرية، تتجلى تطلعات المبدعين خلال الموسم الثقافي المرتقب، بإبداء العديد من الأمنيات ليظل المشهد الثقافي المحلي نابضاً بالإبداع، وفي تطور لافت، يواكب تطلعات المبدعين من ناحية، ويلامس واقع الثقافة القطرية بكل ما تحمله من مآلات، من ناحية أخرى، استناداً لإرث إبداعي، اكتسبه المثقفون عبر مسيرتهم الحافلة بالعطاء.

وفي هذا السياق، ترصد «الشرق» تطلعات المبدعين للمشهد الثقافي، وما يأملون تحقيقه، لإثراء هذا المشهد، بكل ما يستند إليه من حيوية، تعكسها إبداعاتهم، وبنى ثقافية، تعينهم على انجاز أعمالهم الإبداعية المختلفة، بما يدعم الذات الإبداعية نفسها، ويعزز في الوقت نفسه من ثراء هذا المشهد، بكل ما يواجهه من تحديات، لا يقف أمامها بمعزل، بل تشاركه فيها ثقافات أخرى.

د. عبد الملك: تقديم المبدع وإنتاجه إلى خارج الحدود

يقول الأكاديمي والروائي الدكتور أحمد عبدالملك، أكاديمي، إن الحُلم حق مشروع للجميع، خصوصاً المتعاملين مع الثقافة والفن؛ ذلك أن مشاعر ورؤى هؤلاء تبدو أكثر رهافة من غيرهم، بسبب قلقهم وحرصهم على الوصول إلى الأفضل والأكمل، والمشهد الثقافي لدينا يحتاج إلى بعض الترميمات والإضافات، وهذا برأينا ما يمكن أن يُكمله.

ويعرب عن أمله في عودة المهرجان الثقافي السنوي، كونه أمرا حتميا، «وهو سجل شامل للثقافة القطرية، تماماً كما هو مهرجان الدوحة الغنائي، وهو فرصة للمبدعين في مجال الأغنية، وفرصة لتكريم رواد الفن، كما أن عودة المهرجان المسرحي هذا العام، بثَّ في العروق ماء الأمل في تجدد الرؤى، وتشجيع الشباب الجاد للإقبال على العمل المسرحي، والشكر هنا مُقدّر لوزارة الثقافة».  ويلفت إلى أهمية دور النشر القطرية في تقديم الأفضل إبداعياً في مجال الكتاب، فنحن نشهد «فوضى» في مجال النشر، وانتقاء الأفضل والأكمل إبداعياً أمر مهم في مسيرتنا الأدبية، علاوة على دور الإعلام في تغطية النشاطات والأعمال الإبداعية. معرباً عن أمله في أن «تناقش برامج في الإذاعة والتلفزيون، قضيانا الأدبية، بروح من النقد البناء، دونما المرور العابر في تقارير لا تزيد عن الدقيقتين! كما أن الترويج الإعلامي عبر وسائل التواصل الحديثة يُثري الساحة، ويدعم الحراك الثقافي، علاوة على أهمية تقديم المبدع وإنتاجه إلى خارج الحدود، وهذا أمر مهم، لأن الآداب والفنون من القوى الناعمة».

الجفيري: الانتقال من القراءة إلى المشاهدة

يصف الكاتب محمد بن محمد الجفيري الإبداع بأنه يصنعه المبدع، «والمبدع يصنع إبداعه من الحافز والحافز يكون إما مادياً أو معنويا والمخرجات أو الأصدارات الادبية التي على مستوى رفيع لها شركاء يساهم كل بدورة في تشكيل هذا الابداع، ابتداء من الكاتب مروراً بالمسؤول ومن ثم التوزيع ومن بعد القارئ.

وبقول: إن المسؤولين في الهيئات والوزارات المعنية بالثقافة عندنا لا يألون جهداً في توفير المناخ المناسب للأديب أو الكاتب حتى يساهم في إثراء الساحة بكل عمل جديد يكون ذا مستوى، ولكن في الوقت ذاته نجد الكاتب يود ويتمنى على المسؤول أن يعمل ما أمكن لترجمة أعماله حتى تكون في عمل تلفزيوني أو إذاعي ليأخذ عمله الحق في الشهرة والانتشار بين المشاهدين، فهذا حافز له على المزيد من الإبداع والإنتاج، أي ينتقل الإصدار الأدبي الخاص به من القراءة إلى المشاهدة، وهذه نقله يتمناها كل كاتب وهو المحفز له على المزيد من الكتابة.

ويعرب عن أمله في التنسيق والاتفاق مع شركات الانتاج المحلية والخارجية، حتى يرى المؤلف أعماله في المحطات التلفزيونية، وأن تحظى أشعار الشعراء المبدعين بالتواجد والانتشار على منصات التواصل الاجتماعي بدعم من المسؤولين المعنيين بالثقافة.

د. زينب المحمود: التوسع في البنية التحتية الحاضنة للمثقفين

تقول الكاتبة الدكتورة زينب محمد المحمود، جامعة قطر، إن دولة قطر بصفتها راعية الثقافة والجوانب الإبداعية كافة، تسعى دائمًا لتحقيق ما يصبو إليه المثقفون والمبدعون، وما يمكن أن يمثل تعزيزًا للهوية الوطنية والثقافية التي تميز قطر من غيرها، والتي تجعلها رائدة في هذا المجال، بما تقدمه من مساهمات وبرامج ومخططات، وهذا الجهد يحسب للدولة عمومًا ولوزارة الثقافة تحديدًا، وللمؤسسات التي تضع الجانب الثقافي على رأس سلّم أولوياتها.

وتتابع: على الرغم من هذه الجهود العظيمة، فإن المثقفين والمبدعين يأملون دائمًا بتحقيق اختراق أكبر على الصعيد الثقافي، وما زالوا يتوقعون مزيدًا من الاهتمام في هذا الجانب، كوننا نعيش في مجتمع متسارع من حيث التطور الثقافي والحضاري والتكنولوجي، الذي يفرض على الإنسان القطري عمومًا والمثقفين والمبدعين تحديدًا تحديات جديدة، تجعلهم غير قادرين وحدهم على مجاراتها. لذلك فإنهم يرون أن النهوض بالمشهد الثقافي والإبداعي على نحو فعال، يتطلب تحقيق أمور عديدة. وتحدد هذه الأمور في «توعية المجتمع ودوائره ومؤسساته كافة بدور المثقفين والمبدعين في نهضة الأمة والوطن والمجتمع، والتوسع في إيجاد البنية التحتية الحاضنة للمثقفين والمبدعين عبر بناء مراكز ثقافية متاكملة، تحتضن المثقفين والبدعين الحقيقيين الذي يضيفون إلى المشهد الثقافي أدبًا وفنًا حقيقيًا لا زائفًا أو ركيكًا، وتكريم المثقفين والمبدعين ودعمهم معنويًا وماديًّا».

وتأمل في إنشاء مؤسسات حكومية خاصة لمتابعة الإنتاج الثقافي والإبداعي، ودعم طبعه ونشره وإبداء جانب تحفيزي حقيقي يليق بالعمل المنتج وبالجهد المبذول ومستواه، والاهتمام بالندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية والبرامج الإبداعية التي تثير اهتمام المجتمع وأطره جميعًا، وتحفز المواهب والطاقات، وتخلق بيئة ثقافية تليق بالدولة والمجتمع وبالجانب الحضاري الذي يعبر عن تاريخنا وأدبنا وفننا.

فوزية أحمد: إثراء الكتابة بإبداعات مغايرة

تقول الكاتبة فوزية أحمد: مؤخراً ازدهرت المهرجانات الثقافية والملتقيات الأدبية والفنية ومع مواكبة عصر السرعة والتكنولوجيا الحديثة والقوى الثقافية التنافسية على الأفكار الإبداعية الحرّة، ونتفق جميعاً أن الكتابة هي مهمة انفرادية ذاتية نقرأ ونستشف من خلالها أفكار الكاتب وإلى أين سيرحل بالقارئ، لذلك الكاتب بحاجة بعد مرحلته الشاقة بالكتابة والتأليف، دور نشر يسعف عمله ليرى النور، ولا ينتهي دوره هنا ليبقى الكاتب وحده، فهو بحاجة إلى دعم التواصل المستمر من خلال الدار الذي يسانده بكفاءة ويرحب بفكره، لذا على الكاتب الخوض والبحث عن الأماكن الصحيحة الداعمة والتي تسهل عليه الوصول للقراء الذين يشكلون جزءاً من الدعم والحماس.

وتتابع: إن الكثير من المؤلفين والكتّاب لهم تفكير مماثل وخط سير متشابه نوعاً ما، فوجب إثراء البيئة الكتابية بإبداعات مغايرة وبأفكار جذابة مع توظيف لغة الضاد بشكل صحيح واختيار عنوان جذاب مرتبط مع الكتاب، وسلك منحنى جديد يجذب الفئة الشبابية للتوسع بالتفكير والخيال والمهارة. وعادة الكاتب يحتاج إلى النقد البناء والذي يتطلب الشجاعة بحيث يتلقى هذا النقد بتواضع ورشاقة فكر وبرحابة صدر.

وتدعو دور النشر إلى جذب وتشجع الأقلام العصريّة، دون الاحتكار، «حيث نجد على سبيل المثال البعض منهم يرفض عمل ما، بينما يحتكر اعمال كاتب معين حيث إن جميع إصداراته من نفس الدار مما يثير علامات الاستفهام وينفر الكتاب للتقديم بتلك الدور، ويحبذا دور النشر تدعم الفئة الشبابية ومن هم في بداية طريق الكتابة بعيداً عن المادة، ففي النهاية النشر رسالة وليست سلعة تجارية، والكتّاب بحاجة الى سهولة التواصل والتعامل والتجاوب الرشيق وشفافية الانصات والتواصل والاحتضان الفكري خاصة للأقلام القطرية الواعدة لكي لا تهرول لدور النشر الخارجية».

ماجدة الجاسم: نأمل تعزيز الفكر النقدي

تعرب الكاتبة ماجدة الجاسم عن تطلعها إلى تحقيق تقدم ثقافي متكامل يسهم في تعزيز الفكر النقدي بين أفراد المجتمع، حيث يعتبر تعزيز هذا الفكر جزءاً أساسياً من بناء مجتمع قادر على التفاعل مع التحديات المعاصرة، بما يساعد على تشكيل هوية ثقافية تعكس تنوع الأفكار والتوجهات.

وتقول: إن الثقافة تلعب دوراً مهماً في تشكيل هذه الهوية، حيث تساهم في تنمية الوعي الجماعي وتعميق الفهم بين الثقافات المختلفة، «وأتمنى تحسين نظام التعليم، الذي يُعتبر عاملاً محورياً في تعزيز التنمية الثقافية ونشر المعرفة، كما أن الحوار الفعال بين الثقافات هو أساس نبذ التحيز وبناء جسور التفاهم، وكذلك أتمنى نشر الوعي الاجتماعي، مما يساهم في بناء مجتمع مثقف وواعٍ بمسؤولياته الثقافية والاجتماعية».

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : دعوة لتأسيس فكر نقدي.. وبيئة تستقطب المواهب الشبابية

أخبار متعلقة :