أخبار قطر : رد الدين والاعتبار واجب يالعنابي

رياضة

0

عبد الناصر البار

قبل 48 ساعة من خوض العنابي لمباراة مهمة ومصيرية امام منتخب اوزبكستان بالدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا 2023، سيدخل بطل آسيا هذه المواجهة الحاسمة بثأر كروي قديم يعود لعام 2011، عندما استضافت الدوحة بطولة كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخها، وأوقعت قرعة البطولة وقتها العنابي إلى جانب كل من الكويت والصين واوزبكستان، ومن الصدف ان العنابي خاض مباراة الافتتاح على استاد خليفة الدولي وبحضور ما يقارب 38 ألف مشجع، وشهدت البطولة حفل افتتاح مميزا كالعادة، ولكن ما لم يكن في الحسبان ان العنابي خسر اللقاء الأول في البطولة امام المنتخب الأوزبكي بنتيجة (2-0)، وهي الخسارة التي جعلت منتخبنا يحتفظ بذكريات حزينة وسيئة عن تلك المباراة التي أفسدت حفل الافتتاح وجعلت جماهير العنابي تغادر استاد خليفة وهي في قمة الغضب والحزن في ليلة السقوط القاري بأول المشوار.

خسارة مدوية

كانت كل المؤشرات توحي بأن العنابي سيدخل اللقاء من اجل الفوز وتحقيق النقاط الثلاث في بداية المشوار الآسيوي وقتها، أو على الأقل الخروج بنتيجة التعادل كأخف الأضرار، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان بتضييع اول لقاء والخسارة من المنتخب الاوزبكي بهدفين لصفر، وقاد الفرنسي برونو ميتسو رحمة الله عليه منتخبنا الوطني في البطولة القارية عام 2011 واختار قائمة مكونة من 23 لاعبا، ولكن الحظ لم يقف إلى جانب العنابي الذي سقط في الاختبار الأول أمام المنتخب الاوزبكي الذي حقق وقتها فوزا ثمينا وتجاوز صاحب الأرض والجمهور، وسط حزن كبير في الشارع الرياضي القطري بتلك الخسارة التي كانت مؤلمة في افتتاح البطولة القارية.

الفوز ضروري ومطلب

سيكون فوز منتخبنا الوطني امام نظيره الاوزبكي بمثابة مطلب جماهيري اولا من أجل الوصول للدور نصف النهائي من البطولة القارية للمرة الثانية على التوالي وكذلك لمواصلة المنافسة بقوة والدفاع عن الكأس القارية التي حققها العنابي عام 2019، كما ان فوز العنابي على اوزبكستان سيكون بمثابة رد الدين والاعتبار لمنتخبنا الوطني الذي سقط في ليلة الافتتاح ببطولة كاس آسيا عام 2011، ومحو تلك الذكرى الحزينة والسيئة التي ما زالت تتذكرها الجماهير القطرية جيدا، والاكيد ان اللقاء لن يكون سهلا كما يتوقعه البعض والمنتخب الأوزبكي قوي ومحترم ويلعب كرة جميلة ووصل للدور ربع النهائي بجدارة واستحقاق وسيحاول تقديم افضل ما لديه من اجل الفوز والعبور للدور نصف النهائي القاري.

بلال محمد القائد

ضمت قائمة العنابي التي اختارها المدرب الفرنسي برونو ميتسو وقتها 23 لاعبا من أفضل اللاعبين الذي كانوا في الدوري وهم قاسم برهان، وحامد إسماعيل، ومحمد كاسولا، ولاورانس غوايي، وحسن الهيدوس، بلال محمد قائد الفريق، ووسام رزق، ومسعد الحمد، وجار الله المري، حسين ياسر، وفابيو سيزار مونتيزين، ويوسف أحمد، وإبراهيم ماجد، وخلفان إبراهيم، وطلال البلوشي، ومحمد السيد، وعبد العزيز السليطي، وإبراهيم الغانم، وخالد مفتاح، وعلي عفيف، ومحمد مبارك، وسعد الشيب وسباستيان سوريا، وكان هؤلاء اللاعبون الافضل بالنسبة للاعبين الموجودين على مستوى الدوري.

أداء مخيب للآمال

قدم لاعبو العنابي عرضا مخيبا لآمال جماهيرهم رغم لعب ميتسو منذ البداية بخطة هجومية اعتمد فيها على عناصر مثل حسين ياسر المحمدي لاعب الزمالك المصري وسباستيان سوريا لاعب نادي قطر، في المقابل، ظهر المنتخب الاوزبكي بشكل جيد ووضح تفوق لاعبيه في المهارات الفنية واللياقة البدنية العالية، وأضاع لاعبو أوزبكستان فرصا محققة للتهديف خاصة بعدما نجحوا عدة مرات في ضرب مصيدة التسلل، بدأ العنابي بهجوم مكثف مستغلا الحماس الجماهيري ومرر حسين ياسر كرة عرضية سددها فابيو سيزار برأسه خارج المرمى في الدقيقة الخامسة وحاول لاعبو العنابي بالمبادرة الهجومية والتسجيل ولكن منتخبنا فشل في هز الشباك خلال الشوط الاول.

سقوط بالشوط الثاني

صمد العنابي بقوة خلال الشوط الاول من المباراة وتمكن من إنهاء المرحلة الاولى بالتعادل السلبي بدون أهداف، ووقع منتخبنا في المحظور خلال الشوط الثاني من اللقاء وتلقى العنابي هدفين عن طريق اللاعبين عادل احمدوف في الدقيقة (59) وسيرفر دجيباروف في الدقيقة (77)، ورغم محاولات منتخبنا العودة للمباراة إلا ان المنتخب الاوزبكي غلق كل المنافذ وحقق الفوز الاول في البطولة على صاحب الارض والجمهور وبثنائية، ليضع نفسه في احسن رواق من اجل المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني في المجموعة الاولى التي ضمت قطر والكويت والصين وأوزبكستان.

برونو ميتسو: يوم سيئ للعنابي

قال الفرنسي برونو ميتسو رحمة الله عليه بعد نهاية المباراة "عملت كثيرا مع المنتخب وبذلت كل ما لدي من جهد طوال الفترة الماضية ولا افكر بمستقبلي بقدر ما افكر في كيفية اعادته الى اجواء البطولة والتعويض في المباراتين المقبلتين من اجل التأهل"، وأقر المدرب بأن فريقه لم يقدم الأداء المتوقع منه وأعرب عن أمله في أن يتدارك اللاعبون الامر "حتى نقدم الافضل في المباراتين امام الصين والكويت اذ نأمل فيهما في التعويض والتمسك بآمال التأهل الى ربع النهائي"، واضاف أنه "يوم سيئ لنا خاصة وان المباراة كانت افتتاحية وحصل فيها ما لم نكن نتمناه، لكنني أتحمل مسؤولية الخسارة"، مشيرا الى ان "المنتخب القطري تعرض إلى ضغوط كبيرة".

الـتأهل للدور الثاني

على الرغم من نكسة المباراة الأولى والخسارة المدوية امام المنتخب الأوزبكي، إلا أن العنابي عاد بقوة لاجواء البطولة ولم يستسلم رفقاء القائد محمد بلال ولعبوا مباراتين في القمة امام منتخبي الصين والكويت بالجولة الثانية والثالثة من الدور الاول، وضرب العنابي التنين الصيني بثنائية في لقاء الجولة الثانية وحصد اول ثلاث نقاط بالبطولة القارية، كما واصل تألقه وتجاوز المنتخب الكويتي بثلاثية في اللقاء الأخير بينهما ليتأهل منتخبنا في وصافة المجموعة ويواجه المنتخب الياباني بالدور الربع النهائي ويخسر أمامه بنتيجة (3-2) ويغادر المنافسات ليتوج الياباني باللقب القاري في الدوحة.