نافذة على العالم

أخبار قطر : شبكة الجزيرة تطالب بالعدالة للشهيد سامر أبو دقة

الجمعة 22 ديسمبر 2023 07:41 صباحاً

ثقافة وفنون

38

22 ديسمبر 2023 , 07:00ص

طه عبدالرحمن

نظمت شبكة الجزيرة الإعلامية أمس وقفة تضامنية للمطالبة بالعدالة للإعلامي الشهيد سامر أبودقة، الذي استهدفه جيش الاحتلال قبل أيام، أثناء القيام بعمله في قطاع غزة. شارك في الوقفة د. مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، وقيادات الشبكة ومديرو قنواتها وإداراتها وصحفيوها، وشاركهم فيها مراسلو الجزيرة وطواقمها في كل من غزة ورام الله وإسطنبول وعمّان. كما شهد الوقفة عائلة الشهيد سامر أبودقة.

ومن جانبه، ندد د. مصطفى سواق، بجرائم القتلة المتوحشين من قتلة الأطفال والرجال والشيوخ والصحفيين والأطفال، وغيرهم والذين يستهدفهم الاحتلال من دون تمييز. وأعرب عن صدمته من التصريحات الأمريكية بشأن الحديث عن عدم وجود دليل على قتل «إسرائيل» للصحفيين. وقال إن القاتل معروف والمقتول ايضاً معروف، كما هو الحال مع الأداة والمكان والزمان.

وقال إنه في حالة المصور سامر أبودقة، فإنه لم يتم استهدفه فقط بالرصاص «الإسرائيلي»، ولكن تعمد الاحتلال عدم إسعافه، رغم نداءات الجزيرة المتكررة لمدة خمس ساعات، وتأكيدها بمنع وصول الإسعاف إليه.

وشدد د. سواق على أن الصحافة ليست جريمة، وأن الجريمة هي قتل الصحفيين، «وهذه جريمة فظيعة بحق المستهدف الشهيد، وكذلك جريمة بحق الشعب الذي ينتظر منه المعرفة، كما أنها جريمة في حق التاريخ. وقال إن سامر ابودقة يجب أن يُخلد في التاريخ ليس باعتباره فقط شاهدًا لما يجري، ولكن لكونه وثق ما يجري بالصورة والصوت».

كما شدد على ضرورة الاعتراف بالجرائم «الإسرائيلية»، ومعرفة المجرم في هذه الحرب. واصفاً سامر بأنه كان مصوراً متميزًا بشهادة كل من عرفه. وقال: إن شبكة الجزيرة الإعلامية لن تتوقف عن المطالبة بمعاقبة المجرمين، وإن ذلك قد يحدث أو لا يحدث في حياتنا وزمانا، ولكن التاريخ سيلاحق القتلة، وسينصف المظلومين. داعيًا إلى ضرورة وقف قتل الصحفيين، ووقف قتل الأبرياء، وكذلك وقف الحرب المدمرة الإجرامية التي تجري في غزة العزة.

وقال: إن «إسرائيل» ليست وحدها المجرمة في هذه الحرب، ولكن كل داعميها، هو مشارك في الجريمة، ويجب محاكمته كمجرم حرب، وكذلك كل من يتغاضى عن جرائمها، أو يحاول أن يبرر بشكل مباشر أو بشكل مباشر هذه الجرائم.

وأكد استمرار الجزيرة في عملها، من أجل إحقاق الحق، في عالم يبدو أن الحق ليس مهماً له، لكنه مهم في هذه الحياة. مشدداً على وفاء الجزيرة لكل العاملين فيها ولجمهورها، «فقد شعرنا بكثير من الأسى لاستشهاد سامر، ولزملائنا الآخرين، الذين فقدوا أعداداً كبيراً من أفراد عائلاتهم بسبب الوحشية الإسرائيلية، سواء في غزة أو لبنان».

إسكات الحقيقة

أما السيد سامي الحاج، مدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، فقال: إن استهداف الصحفيين يأتي بهدف إسكات صوت الحقيقة، وإنه في الوقت الذي يحيي فيه العالم الذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن قضايا الصحفيين وسلامتهم باعتبارهم شهود الحقيقة ما زالت تتعرض للازدراء.

وقال إننا نسعى مع شركائنا في المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان وسلامة الصحفيين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لضمان سلامة الصحفيين، وتذكير الدول بالتزاماتها تجاه تعزيز حرية الصحافة، وحماية الصحفيين وسلامتهم.

وأضاف: سوف نسعى جاهدين مع شركائنا باللجوء إلى العدالة على المستوى الدولي والاقليمي، والعمل على تقوية تمكين حالة التضامن بين المنظمات الحقوقية والإنسانية الفاعلة والمدافعين عن حرية وسائل الإعلام وسلامة الصحفيين، علاوة على دعم وحشد وتعبئة الجهود بما يكفل حقوق الصحفيين وسلامتهم.

وشدد على ضرورة تكاتف وسائل الإعلام، وأن يتكاتف الصحفيون كأفراد بالتضامن مع بعضهم البعض من خلال حشد الجهود لتقليل المخاطر، عبر الالتزام بإرشادات الأمن والسلامة في البيئات الخطرة، وضمان المساءلة لمرتكبي الجرائم ضد الصحفيين، ومنعهم من الإفلات من العقاب.

وجدد التأكيد على أن المركز سيبذل كافة جهوده بالتنسيق مع شبكة الجزيرة الإعلامية بشأن ملاحقة قتلة سامر أبودقة، «فلن تتوقف هذه الجهود، حتى يتم تقديم القتلة إلى المحاكمة، فالصحافة ليست جريمة، ولكن الجريمة هي قتل الصحفيين».

محاكمة القتلة

ومن جانبه، تعهد الصحفي وليد العمري، مدير مكتب الحزيرة في رام الله، بعدم الكلل أو الملل حتى يتم تحقيق العدالة للشهداء من صحفيي الجزيرة، «فالعدالة تعني لهم جلب المجرم الجاني إلى المحاكمة، وعدم إفلاته من العقاب، كما أن العدالة لهم تعني توفير الحماية لباقي الزملاء، سواء كانوا صحفيين أو صحفيات في شبكة الجزيرة، أو الصحفيين الفلسطينيين، الذين استشهد منهم قرابة 100 صحفي في الحرب الإسرائيلية المدمرة والدامية، والتي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي».

وقال إننا عندما نطالب بالعدالة لسامر أبودقة وشيرين ابوعاقلة، فإننا نطالب بها لجميع الصحفيين الذين استشهدوا بنيران قوات الاحتلال، سواء في غزة أو الضفة الغربية، وذلك حتى لا تفقد الأجيال الفلسطينية المقبلة إيمانها بحقها في العدالة. وثمن تضحيات الصحفيين في مكتب الجزيرة في فلسطين بفروعه الثلاثة، غزة ورام الله والقدس، على ما يبذلونه من جهد مميز ومضاعف لنقل الحقيقة إلى العالم. كما ثمن تضامن الصحفيين في غزة والضفة الغربية في هذه المحنة القاسية المؤلمة، التي تسببها هذه الحرب الدامية، والتي لم تستهدف الصحفيين فحسب، وإنما طالت عائلاتهم أيضاً.

قتل الصورة

وبدوره، قال الصحفي وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة في غزة: إن ما يجري في قطاع غزة، غير مسبوق ومؤلم وموجع، وكان واضحاً أن هذا الألم يأتي بسبب إسكات الصحفيين وقتل الصورة، ووقف هذه المسيرة، وإصابة صاحبة الجلالة بالشلل، وأن يتم قتل الرسالة الإنسانية في غزة. وأضاف أن هذا كله أصاب الجميع بألم وحزن لا حدود له، غير أن ما يواسينا في هذه الخطوب، وتلك الأهوال أن الجميع يسيرون على درب سامر أبودقة، إذ استمرت الصورة، وارتفع الصوت، كما تواصلت المسيرة الصحفية والإعلامية، لتقديم الصورة كاملة بكل مهنية، وبكل أشكال الحقيقية، ما يعني أننا مستمرون في غزة، ما دام فينا عرق ينبض، وما دمنا على قيد الحياة، إن لم يكن وقوفًا فجلوسًا أو نيامًا، فما يحدث في غزة، جريمة، وضرب من ضروب الجنون، كما يصفها الجميع، فحتى الآن، وحسب الاحصاءات، استشهد نحو 100 صحفي ومصور فلسطيني، وذلك على مرأى ومسموع العالم، الذي يدعي زيفاً الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. وقال إن الوجع الذي يعيشه الصحفيون في غزة، تحول إلى حافز وقوة دفع إضافية للصحفيين.

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : شبكة الجزيرة تطالب بالعدالة للشهيد سامر أبو دقة

أخبار متعلقة :