أخبار قطر : مواطنون لـ الشرق: مواقف قطر تجاه فلسطين مستلهمة من قيم المؤسس

محليات

38

هديل صابر

أكد مواطنون أن الفرحة والاحتفال باليوم الوطني في قطر سيكون له نكهة مغايرة وطعم لو أن شعب غزة كان ينعم بالاستقرار والأمن وذلك لأن أهل قطر جزء من أخوتهم في العروبة والإسلام يتأثرون بما يتأثر به غيرهم ويتفاعلون معه.. وقالوا إن إلغاء مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني هذا العام تضامناً مع غزة يجدد مكانة دولة قطر دولياً، ويرسِّخ لدورها الثابت حيال القضية الفلسطينية وشعبها الذي يرزح تحت وطأة الاحتلال منذ 75 عاماً.

وأشار مواطنون في استطلاع لـ«الشرق» إلى أنَّ ما قامت به دولة قطر في حصر الاحتفالات تضامناً مع الأحداث الدامية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ليس بالغريب على «كعبة المضيوم»، الأمر الذي يؤكد أنَّ دولة قطر صاحبة المواقف، ومواقفها مستلهمة من أخلاق وحكمة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، الذي كان قائدا عسكرياً وقاضياً مفتياً، كما كان فارساً شاعراً، وصاحب نخوة وشهامة، ورث جميل مبادئه وقيمه للأجيال التي توالت من بعده على حكم وقيادة دولة قطر بذات النخوة والشهامة.

ورأى المواطنون أنَّه ليس بالاحتفالات يجدد الولاء والانتماء، بل بدور المواطنين الفاعل في خدمة وطنهم ومجتمعهم، وفي التفاني بمواقع عملهم، وبالالتفاف حول القائد في مواقفه الجليلة.

مواقف قطر مشرفة

قال سلطان النعيمي «إنَّ قرار دولة قطر تخفيف مظاهر الاحتفال  تضامناً مع الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة يزيدنا فخراً بالقيادة الحكيمة التي لطالما كانت ولا تزال ناصرة للمظلوم أينما كان، وهذه المواقف فرصة للأجيال المقبلة على أن ينشأوا على مواقف وطنهم حيال القضايا العادلة، وبالرغم من أنَّ الاحتفالات المصاحبة لليوم الوطني فرصة لإظهار معاني الولاء والانتماء إلا أنَّ في هذا التوقيت سيصبح الأمر غير منسجم مع رؤى ومواقف دولة قطر المشرفة.»

وأكدَّ سلطان النعيمي أنَّ ما قامت به دولة قطر هو النزر اليسير للتعبير عن التضامن الحكومي والشعبي مع سكان قطاع غزة، وهذه إشارة على أنَّ دولة قطر جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية وأنها صوت مسموع وذراع فاعلة في القضايا الإقليمية والعالمية.

أكدَّ أحمد الجاسم أنَّ تجديد الولاء والانتماء لدولة قطر ليس حصرا على الاحتفالات، بل يظهر بالأزمات، وبدعم الشعب القطري من مواطنين ومقيمين لموقف القيادة في كل ما تتخذ من قرارات، ولاسيما في قضية كالقضية الفلسطينية التي نشأ وتربى عليها الشعب القطري وتوارثتها الأجيال التي تؤمن بعدالة القضية. وتابع أحمد الجاسم قائلا « إنَّ دولة قطر آثرت الاحتفال على إظهار موقف مشرف يضاف إلى سجل مواقفها الداعمة والمؤيدة للقضايا العادلة، وهذا الموقف سيسجله التاريخ لدولة قطر بأحرف من نور، والذي ليس بالغريب على قيادتها وشعبها وخاصة حيال القضية الفلسطينية ومقدساتها.»

 القرارات تزيدنا فخراً

قال راشد النعيمي  إن القرار تجاه الاحتفالات أقل ما تقدمه الدولة لمؤازرة الشعب الفلسطيني في محنته، كما أنَّ القرار يأتي منسجما مع الرأي العام في دولة قطر، سيما وأنَّ الاحتفالات التي تصاحب اليوم الوطني لا تنسجم مع رؤى ومواقف دولة قطر لاسيما حيال القضية الفلسطينية، وهذا الموقف تكرر عام 2016 عندما ألغت دولة قطر الاحتفالات باليوم الوطني تضامنا مع مدينة حلب السورية، الأمر الذي يزيد كل قطري فخرا بهذه المواقف التي تتبناها القيادة وخاصة عندما يكون الأمر متعلقا بفلسطين التي تحتضن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم. ودعا راشد النعيمي الأهالي لاتخاذ من هذا الموقف فرصة لتوعية أبنائهم، وتوضيح مدى دور دولة قطر المهم والمشرف، وموقفها حيال القضايا العادلة، والتأكيد أنَّ هذا الموقف ما هو إلا جزء أصيل مما يتحلى به آباء وأبناء المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، لافتا إلى أنَّ صور المواطنة تختلف باختلاف الموقف.

أهل قطر يحبون فلسطين

أوضح عبد العزيز الشرشني قائلا « إنَّ قرار إلغاء جزء من مظاهر الاحتفالات المصاحبة لليوم الوطني جاءت على قدر التوقعات، خاصة وأنَّ قطاع غزة يشهد منذ السابع من أكتوبر حرباً غير متكافئة، سقط خلالها ولايزال يسقط عشرات الآلاف من الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء، وقد يعلم الجميع مدى العلاقة التي تربط دولة قطر بالقضية الفلسطينية، فنحن كقطريين تربينا على أهمية القضية الفلسطينية، وعلى أنها من القضايا المركزية، ونشأنا على دعم وإغاثة شعبها الذي يعد من المسلَّمات التي لا يختلف عليها اثنان في مجتمعنا القطري، لذا كان القرار محاكيا لرغبة الشعب ومنسجما مع القيادة التي كانت من أولى الدول التي أرسلت مساعداتها لإغاثة الشعب الغزي الذي يقصف منذ أكثر من 70 يوما، فكيف نحتفل أو نظهر مظاهر الاحتفال وهناك أطفال تقتل وأسر تُشرد من أراضيها.»