نافذة على العالم

أخبار قطر : تفاقم أزمة الخبز يدفع قطاع غزة نحو المجاعة

الجمعة 17 نوفمبر 2023 07:14 صباحاً

عربي ودولي

6

17 نوفمبر 2023 , 07:00ص

غزة - محمـد الرنتيسي

بسطت أزمة لقمة العيش سلطتها في قطاع غزة، فباتت طوابير المنتظرين أمام المخابز، تعيد عقارب الزمن لتذكر المواطنين بأيام النكبة واللجوء والتشريد، وسط مخاوف من تفاقم أزمة الخبز الحادة، التي تجتاح القطاع حالياً إلى مجاعة.

قبل طلوع الفجر، تغص الساحات الخارجية للأفران والمخابز، بمشاهد غير معهودة في تاريخ غزة، فيحرص الجميع على الوصول إليها في وقت مبكر، لحجز دور لهم أمام ما تبقى من مخابز، أملاً في الحصول على ربطة خبز، تعينهم على الحياة.

منذ سنوات، ورغيف الخبز مغمس بالدم في قطاع غزة، لكن في هذه المرة، الأزمة مختلفة، فالخبز أصبح عملة نادرة، بعد أن طال القصف الاحتلالي الهمجي غالبية المخابز، فضلاً عن النقص الحاد في الوقود والدقيق، على حد سواء.

"الجوع كافر، والخبز ركن أساسي في مقومات الحياة، ولكن الاحتلال الذي يعاقبنا بالقتل والتجويع أشد كفراً" والكلام للمواطنة رهام الكفارنة، التي نزحت من بلدة بيت حانون شمال شرق غزة، بعد تدمير منزل عائلتها، وكانت تنتظر أمام مخبز في رفح جنوباً، مبينة أنها اضطرت لإعداد وجبة من البطاطا لأبنائها، لكنها لم تتمكن من تأمين الخبز.

وشأنها شأن الكثيرين في قطاع غزة هذه الأيام، فبعد ساعات انتظار طويلة، منيت الكفارنة بخيبة أمل، بعد أن نفدت كمية الخبز دون أن تنال نصيبها، مبينة لـ الشرق: "ليس هذا أول مخبز أنتظر أمامه، ويومياً نقضي ساعات طويلة، للحصول على ربطة خبز، لكننا نعود أخيراً دون الحصول على مبتغانا، ونبقى جوعى لساعات طويلة".

ويشكو أهالي قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير الخبز، وتنعكس هذه الصعوبات على تفاصيل حياتهم اليومية، إذ يوضح رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، عبد الناصر العجرمي، أن 60 في المائة من المخابز في القطاع، أصبحت عاجزة عن الإستمرار في العمل، إما بسبب تعرضها للقصف والتدمير، أو لصعوبة توفير الدقيق، فضلاً عن النقص الحاد في الوقود والكهرباء، وعدم تمكن كثيرين من العاملين في المخابز، من الوصول إليها، بسبب الغارات التي تستهدف أماكن سكناهم، وإمكانية تعرض حياتهم للخطر.

وحسب العجرمي، فقد أدى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى تدمير نحو 40 مخبزاً، ما ضاعف العبء على المخابز التي ظلت على قيد العمل، وجعل الآلاف من النازحين يعانون من صعوبة توفير رغيف الخبز.

ومنذ هجوم 7 أكتوبر، شددت دولة الاحتلال من حصارها المفروض على قطاع غزة، فقطعت امدادات الوقود والكهرباء والمياه ومختلف المواد الغذائية، ما تسبب بأزمة إنسانية، عنوانها الأبرز صعوبة الحصول على أبسط مقومات الحياة، ممثلة برغيف الخبز، إذ يتكرر الاكتظاظ لساعات طويلة أمام المخابز بشكل يومي، والنتيجة واحدة "لا يوجد خبز".

ويشعر خالد قشطة، وهو صاحب مخبز في رفح، بالضيق والحرج، عندما يفشل في تلبية طلب المئات من المواطنين الذين يصطفون في طابور طويل أمام مخبزه، مبيناً أنه يضطر أحياناً لإغلاق فرنه، إما نتيجة لضغط المواطنين، أو نفاد كمية الخبز التي ينتجها، موضحاً: "أحاول توزيع الكمية بمعدل ربطة لكل مواطن، وأعلم أن هذا أقل بكثير من حاجتهم، وغالبية المواطنين، يعودون إلى منازلهم دون خبز.. الاحتياجات أكبر من الموجود".

واستناداً إلى رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة، سلامة معروف، فقد بدأت تنتشر بين الأطفال في قطاع غزة، أمراض عدة سببها سوء التغذية، عازياً السبب إلى النقص الحاد في المواد الغذائية، وعلى رأسها الخبز، محذراً من مجاعة قادمة.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : تفاقم أزمة الخبز يدفع قطاع غزة نحو المجاعة

أخبار متعلقة :