نافذة على العالم

أخبار قطر : أطباء يحذرون المخيمين من التدفئة بالفحم

الخميس 9 نوفمبر 2023 07:22 صباحاً

محليات

46

09 نوفمبر 2023 , 07:00ص

هديل صابر

حذر أطباء مختصون من استخدام الفحم أو الأخشاب للتدفئة في أماكن مغلقة بسبب احتمال التعرض للاختناق أو التسمم أو الإصابة بمضاعفات أخرى قد تسبب الوفاة، بالتزامن مع انطلاق موسم التخييم الشتوي، لاسيما وأن عددا من المخيمين ومع موجات البرد يفضلون استخدام الفحم أو الأخشاب بغرض التدفئة، وقد يتم ذلك في بعض الأحيان بطرق غير صحيحة قد تؤدي للإصابة بالاختناق نتيجة إشعال الفحم للتدفئة في الغرف المغلقة أو في الخيام.

وأوضح الأطباء في تصريحات لـ»الشرق»، أن إشعال الفحم للتدفئة في الخيام أو الأماكن المغلقة ينتج عنه تعبئة المكان بغاز أول أكسيد الكربون السام الذي قد يتنفسه الإنسان ويصل إلى الدم ويرتبط بهيموجلوبين الدم الحامل للأوكسجين مما يتنج عنه إزاحة الأوكسجين من الهيموجلوبين، لذلك فإن أول أكسيد الكربون يقلل من نسبة الأوكسجين التي يحتاجها الجسم في غضون 5-20 دقيقة من إشعال فحم التدفئة أو الخشب، وقد تظهر أعراض التسمم مباشرة وقد تتأخر هذه الأعراض إلى ساعات أو أحياناً لعدة أيام وأسابيع بعد التعرض لاستنشاق أول أكسيد الكربون، وأعراض التسمم قد تكون على شكل صداع ودوخة وغثيان وأعراض أخرى تشبه أعراض الزكام، إلا أنه في الحالات الأكثر خطورة تظهر تشنجات بالعضلات وإغماء نتيجة نقص التروية الدموية اللازمة للقلب وللدماغ، وتزيد خطورة هذه الأعراض على الأطفال والسيدات الحوامل والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة في القلب أو مشاكل في الجهاز التنفسي أو فقر الدم. ودعا الأطباء إلى ضرورة توخي الحذر خلال إشعال الفحم أو الحطب للتدفئة، وعدم تركها داخل الأماكن المغلقة، مع ضرورة عدم ترك الأطفال لوحدهم دون مراقبة، مرجحين استخدام التدفئة الكهربائية مع ضرورة عدم تركها تعمل وهم نائمون، ومشددين على أهمية تجهيز حقيبة إسعافات أولية لأي طارئ.

د. محمد البجيرمي: غاز أول أكسيد الكربون.. سام ولا رائحة له

أكد الدكتور محمد البجيرمي-استشاري أول أنف وأذن وحنجرة- أن إشعال الفحم أو الحطب وإبقائه في الخيام خطر جدا، موضحا أن مع اشعال فحم التدفئة أو الخشب عندما يكون كليا ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون وهذا الغاز بحد ذاته ليس ساما، لكن في حال امتلأ المكان المغلق به سيقلل من الأوكسجين الموجود في الغرفة أو الخيمة وقد يؤدي إلى الاختناق، فعندما يقل الأوكسجين يحدث احتراق جزئي للفحم أو الحطب وينتج عنه غاز أول أكسيد الكربون وهذا الغاز ليس له رائحة ولا أي مؤشرات للدلالة عليه إلا أنه غاز سام ويؤدي إلى التسمم وقد يتسبب بوفاة الأشخاص المتواجدين في الخيمة في حال إبقاء الشعلة مشتعلة، الأمر الآخر هو أن عند الاحتراق الجزئي للفحم أو الحطب ينتج عنه دخان في حال استنشاقه من قبل المصابين بحساسية الصدر ممكن يحدث انقباض في الشعب الهوائية مسببا أزمات ربو وقد تكون شديدة.

ونصح د. البجيرمي بعدم ترك الشعلة في الأماكن المغلقة أو حتى بالقرب من الخيام، فشرارة بسبب الرياح أو الهواء قد تنقلها إلى الخيمة وتؤدي إلى إشعال النار بها الأمر الذي يهدد حياة المتواجدين، داعيا لاستخدام ما يسمى بالـ sleeping bag وهي مفصلة لعزل الحرارة لتدفئة الأشخاص حتى خلال تواجدهم بأماكن باردة، متابعا قوله بأن من يعانون من الربو أو حساسية صدرية أو حساسية في الأنف بعدم التخييم أو التخييم مع عدم اشعال الشعلة، وضرورة أخذ الأدوية والبخاخات الخاصة لاستخدامها في حال أي نوبة ربو مفاجئة، وفي حال عدم الاستجابة لابد من الشخص التوجه إلى أقرب مستشفى وحتى الاطفال يفضل عدم تركهم إلى أن تتفاقم حالتهم سيما وأن مقاومتهم أقل من البالغين.

د. أحمد الخلف: حروق الدرجة الثالثة تتطلب تدخلا طبيا

دعا الدكتور أحمد الخلف - استشاري أمراض جلدية وتجميل- المخيمين الذين يميلون إلى إشعال الحطب أو الفحم أن يحذروا من تركها بالقرب من أي مواد قابلة للاشتعال، كما يحذر من ترك الأطفال لوحدهم بالقرب منها لما قد تنتج عنه من حروق، لافتا إلى أن الحروق تتراوح من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثالثة، فحرق الدرجة الأولى يؤدي إلى احمرار خفيف، أما الدرجة الثانية منه نوعان (A) و(B) فحرق الدرجة (A) يؤدي إلى حدوث احمرار مع فقاعات مائية، أما (B)فيؤدي إلى احمرار الجلد وفقاعات مائية كبيرة الحجم، أما حروق الدرجة الثالثة هو عبارة عن حروق عميقة أثرت على البشرة وقد بلغ إلى الطبقة المولدة للجلد وهو بحاجة إلى علاج فوري في المستشفيات لأن الجلد بهذه الحالة يكون بحاجة إلى ترقيع. ونصح الدكتور الخلف المخيمين في حال إصابات الحروق من الدرجة الأولى والدرجة الثانية استخدام أكياس الثلج لتخفيف الاحمرار، وفي حال كان الحرق عميقا طلب المساعدة الطبية أو التوجه لأقرب مستشفى أو مركز طبي لإجراء العلاجات اللازمة، سيما وأن الحروق ألمها شديد، والبعض يكون بحاجة إلى أبر مسكنة خاصة الأطفال، مرجحا عدم استخدام العلاجات الشعبية والاستعانة بالمراهم الخاصة بالحروق المتوفرة في الصيدليات.

د. حسان الصواف: تأثيرات سلبية على مجرى التنفس

حذر الدكتور حسان الصواف-استشاري أمراض تنفسية وعناية مشددة-، من استخدام الخشب والحطب للتدفئة في الأماكن المغلقة والخيام، لما لها من تأثيرات سلبية على مجرى التنفس لاسيما من مرضى الربو والحساسية، إذ إن المصابين بالربو قد يؤدي اشعال الحطب والفحم إلى تحريض مجرى التنفس لديهم وإدخالهم في نوبة ربو حادة، فيما يزيد استنشاق الغاز الصادر عن اشتعال الفحم والحطب المشكلة التحسسية الربوية، كما بالإمكان أن يصاب الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل تنفسية بتشنج القصبات الهوائية والاختناق.

ودعا المخيمين لاسيما مع بدء فصل الشتاء إلى الحذر من استخدام الفحم والحطب للتفدئة، والاستعانة بالتدفئة الكهربائية ذات الحماية مع عدم تركها بالكهرباء خلال ساعات النوم لحمايتهم أيضا من أي ماس كهربائي قد يحدث، وفي حال الرغبة لاستخدام الفحم أو الحطب ضرورة وضع الشعلة في مكان مفتوح مع التأكد من إخمادها.

د. محمد سامي: 5 نصائح لتخييم المرضى

شدد الدكتور محمد سامي-صيدلاني- على أهمية توفير حقيبة الإسعافات الأولية، كما أن على الأسر أن يتوفر لديهم بخاخات لدغ الحشرات سيما، وأنه يسبب لبعض الأشخاص ارتكاريا.

 أما أدوية الأطفال والأمراض المزمنة، فيجب على هؤلاء أخذ الحيطة والحذر، فمن يعانون من الربو عليهم عدم التعرض لأدخنة شعلات بالتدفئة فقد يحدث لديهم أعراض الانفلونزا، كما أن عليهم استشارة الطبيب المختص حول إمكانية توجههم للتخييم فقد يحتاجون لبخاخات وقائية خلال التخييم، وينصح بتطعيم الانفلونزا الموسمية قبل التخييم بأسبوع إلى أسبوعين للحد من انتقال العدوى، كما أن اللقاحات ضرورية خاصة أن بعد «كورونا» غالبية الأفراد باتوا يعانون من انخفاض المناعة، ويجب على مرضى السكري أخذ جهاز السكر لقياس مستوياته في الدم وأن يضع الإبر في ثلاجة خاصة، مع الالتزام بالأطعمة الصحية، ومن لديهم أمراض قلب يجب استشارة الطبيب.

مساحة إعلانية

المصدر : أخبار قطر : أطباء يحذرون المخيمين من التدفئة بالفحم

أخبار متعلقة :