أخبار قطر : مناظرات قطر ينشر الوعي بحقوق الشعب الفلسطيني

محليات

20

الدوحة - الشرق

نظم مركز مناظرات قطر مساء الأحد 29 أكتوبر 2023 ضمن سلسلة لقاءات «واحة الحوار» حلقة نقاشية تحت عنوان «فلسطين الأرض والتحرير» على خلفية تصاعد الوضع في غزة والتي ناقشت السياق الكامن وراء الوضع في غزة، من تشكيل دولة الفصل العنصري إلى النكبة، وعقود من القمع في غزة والأراضي المحتلة، وطبيعة «إسرائيل» كدولة فصل عنصري استعمارية استيطانية واحتكارها للعنف.

تركزت المناقشات حول دور وسائل الإعلام في خلق الروايات عن الضحايا، والاهتمام الإعلامي الانتقائي من جانب واحد، وتساءل المتحاورون عن ازدواجية المجتمع الدولي في المعايير ونفاقه، إضافة إلى تسليط الضوء على كيفية حشد الدعم، واستعادة السردية، والطرق الأساسية لمناصرة القضية الفلسطينية، باستكشاف المزيد عن جوانب القضية وكل ما يتعلق بالشعب والأرض وما آلت إليه الأحداث من مستجدات.

وتناول النقاش مكونات القوة التي تمتلكها إسرائيل المتمثلة في القوة العسكرية، والاقتصادية، والجغرافية، والسكانية، والموارد الطبيعية، والمسار الذي تتبعه إسرائيل مع أهل غزة والبيئة العربية المؤثرة في القضية.

عُقدت واحة الحوار في مبنى الملتقى بالمدينة التعليمية وقدمها مدرب المركز أ. مبارات واسي، حيث أوضح الغرض من الحلقة، متسائلاً عن الفوارق في ترجمة مسببات هذا العنف وما يحدث من جرائم مبررة لإسرائيل وأين المحاسبة القانونية من هذه الجرائم. كما تساءل عن موقف الغرب وتصنيفهم لحماس كمنظمة إرهابية؟ وأين المحاسبة القانونية لهذه الجرائم؟ مشيراً إلى أسباب قمع الصحفيين ودور الإعلام في ظل الوضع المعقد والمُحبط اليوم على الرغم من ازدواجية المعايير بشكل واضح.

نكبة جديدة

وتعليقاً على موضوع الحلقة قالت بورمغارتن: «ما تفعله إسرائيل من جرائم حرب يشارك فيها العالم بأسره وبدعم من الحلفاء الذين يبررون عنف إسرائيل بالدفاع عن النفس كونها بنظرهم ضحية تستخدم سلاح المحرقة وسيلة استعطاف، وفي هذا السياق أصبح من واجبنا أن نثقف أنفسنا وندافع عن حقوق أهل غزة المهددين بالقتل والإبادة الجماعية ونصرخ بأعلى صوتنا من أجل التصويت لإيقاف النار وإنقاذ الناس. أين جمعيات حقوق الإنسان فأنا أتابع وأشاهد ما يحدث وما نسمعه من وزراء في إسرائيل بالإعداد لنكبة جديدة لذلك لابد من حل سريع تشارك فيه كافة الشعوب العربية وغيرها من المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني الدفاع عن أرضه وحماية الأرواح. ورأت أن النظام السياسي الإسرائيلي يحتاج للضغط عليه لوقف إطلاق النار، ويجب إيجاد مخرج من هذه الحرب غير المتكافئة.

وحول أهم معالم الصورة القاتمة للأحداث المروعة في غزة، أكد البروفيسور إلياس بانتيكاس أهمية حشد الجهود للدفاع عن حقوق هذا الشعب الذي يعيش في سجن مفتوح، منوهاً إلى بداية النكبة عام 48 واستمرار إسرائيل في التنكيل وخلق ظروف غير إنسانية إضافة إلى أنها أعطت لنفسها حق الدفاع، وبرأيه فإن المحكمة الوحيدة القادرة على الحل هي محكمة الرأي العام. أما من المنظور القانوني قال الدكتور إلياس: «هناك واجبات للمحتل يجب القيام بها ولكن قوة الاحتلال لا تفكر بهذا الجانب بل استبدلت السلطة بسلطة من عندها على أساس الدفاع عن المستوطنين واستخدمت أسلوب القمع والإبادة والتطهير وإجبار السكان على النزوح والتشرد وهنا نرى نكبة جديدة تعيد معاناة الشعب المظلوم».

قمع إسرائيلي للصحفيين

وتناولت السيدة ليلى العريان – قمع إسرائيل للصحفيين ومنعهم من إيصال الخبر وأكبر مثال قتل 25 صحفيًا منهم وسام عبدالله وشيرين أبو عاقلة وعائلة وائل الدحدوح وغيرهم لأن الصحفي يوثق جرائم الحرب وهذا السبب في القمع. وقالت العريان: «هناك ازدواجية المعايير لاسيما من الإعلام الغربي وما ينقله من مزاعم تجعل المشاهد الغربي يصدق ما يشاهده، وبالمقابل نحن نفتقد للمساواة والعدل في التغطية، فقد قلبت الوقائع والناس ترى النفاق وتقارنه بحرب أوكرانيا». وتابعت: «في غزة لا نريد غير الصدق أو الحياد فالمعاناة لا تُبرر والكثير من الصحفيين تخلوا عن عملهم بسبب ازدواجية المعايير».

أهم مخرجات الحلقة النقاشية

في نهاية فعاليات هذه الحلقة النقاشية أجمع المتحدثون على أهمية التضامن الدولي وعلى كافة المستويات لإيقاف إطلاق النار ضد الشعب في غزة، والعمل المتواصل لتصبح فلسطين دولة قابلة للحياة من خلال الضغط على الحكومات بتكثيف المظاهرات والمطالبة بإيجاد حل لهذه الحرب الطاحنة، إضافة إلى حملات تضامن عالمي وكتابة ونشر كل الأحداث بعدة لغات لتصل إلى العالم، ولابد من أرشفة المواد الإعلامية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلص المتحدثون إلى أهمية تثقيف أنفسنا وتعريف الجانب المناصر لإسرائيل بما تفعله بحق الشعب الفلسطيني وبغزة حصراً.