الأربعاء 11 سبتمبر 2024 06:54 صباحاً
نافذة على العالم - محليات
6
الصرع أحد أخطر الأعراض التي تصيب المدمنين على الألعاب الإلكترونية
❖ هديل صابر
أكد اختصاصيون أن اضطراب الألعاب الإلكترونية من الاضطرابات التي أدرجت في الدليل التشخيصي للاضطرابات وتم الاعتراف بها دولياً، كما اعترفت منظمة الصحة العالمية عام 2018 باضطراب الألعاب الإلكترونية كحالة طبية رسمية. ويعرَّف اضطراب الألعاب الإلكترونية وفق منظمة الصحة العالمية أنه نمط من سلوك اللعب المستمر، بحيث يواجه الشخص صعوبة في التحكم بالوقت المستغرق في اللعب مما يجعله يفضل الألعاب على المهام الأخرى في حياته. وحذر اختصاصيون لـ "الشرق" من حالة اضطراب الألعاب الإلكترونية لاسيما عند الأطفال والمراهقين لانعكاسها على الصحة البدنية والنفسية والسلوكية لديهم، كما أنها تضعف قدراتهم في حل المشكلات واتخاذ القرارات، فضلا عن أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية يضعف تواصلهم الاجتماعي ويكسبهم سلوكا عدائيا مع أقرانهم وأفراد أسرتهم.
ورأى الاختصاصيون أن من الحلول تغيير نمط حياة الطفل أو المراهق من خلال إدراج بدائل، سيما وأن البيئة الأسرية الفقيرة على مستوى الأنشطة والفعاليات تطفو على السطح مثل هذا النوع من الحالات، مشيرين إلى أن النهي المطلق لا يعد حلاً، كما أن على الأسرة أن تكون يقظة وتتابع أبناءها لاسيما المدمنون على هذه الألعاب لاكتشاف أي أعراض تعد مؤشرا خطرا كالصرع أو العنف أو حتى العزلة.
د. لؤي المهر: أضرارها على الصحة النفسية والبدنية
قال الدكتور لؤي المهر-اختصاصي الطب النفسي- «إن الألعاب الإلكترونية لها ضرر على الصحة النفسية والصحة البدنية، فهي على المستوى البدني ممكن أن يصاب الشخص بآلام حادة في العمود الفقري نتيجة الجلوس لفترات طويلة، كما أنها تصيب رسغ اليد بأضرار وزيادة بالوزن، فضلا عن ضعف التركيز، وأيضا قد يتراجع الطفل دراسياً، كما قد يعاني الطفل من ردود الأفعال العنيفة نتيجة محاكاة الألعاب، فضلا عن قلة مهارات التواصل الاجتماعي ويصبح يعاني من العزلة الاجتماعية، لذا على الأسر أن يدركوا المخاطر، وقبل تحويل الطفل للعلاج المعرفي السلوكي من المهم توعية الطفل بأضرار الألعاب الإلكترونية، وتشجيعه على ممارسة الرياضة وإيجاد البدائل وتخصيص أوقات محددة، وتشجيع التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة حتى يشعر الطفل بالإنتماء، وفي حال فشلت الخطوات من المهم الاستعانة باختصاصي نفسي للبدء بالعلاج المعرفي السلوكي، إلا أن اللجوء للأدوية لا يكون إلا في حال ظهور أعراض اكتئاب أو قلق ناجمة عن إدمان الألعاب الإلكترونية».
محمد كمال: «اضطراب الألعاب الإلكترونية» معترف به دولياً
رأى السيد محمد كمال-باحث واختصاصي علم النفس الاجتماعي- أن اضطراب الألعاب الإلكترونية هو نمط من اللعب المستمر يقضيه الشخص على الألعاب الإلكترونية بطريقة غير اعتيادية سواء الطفل أو الشخص البالغ لفترة قد تستمر لـ16 ساعة، لافتا إلى أنه تمت الموافقة على إدراج هذا الاضطراب في الدليل التشخيصي وتم الاعتراف به دوليا بأنه اضطراب الألعاب الإلكترونية. وأشار السيد محمد كمال إلى أن ليس كل من يلعب بالألعاب الإلكترونية هو مضطرب فمن يلعب على فترات متقطعة وليس على حساب الأنشطة اليومية فهذا ليس مضطربا، فالمصاب بالاضطراب يفضل اللعب بالألعاب الإلكترونية لساعات طويلة وإن كانت على حساب الأنشطة اليومية الضرورية الأخرى، فقد يمتنع عن الطعام والشراب مثلا، أو قد لا يؤدي فروضه المدرسية، كما أن المضطرب قد يشعر بالحزن الشديد وقد يستخدم العنف مع أفراد الأسرة لمحاولتهم ثنيه عن اللعب، فهذه مؤشرات تؤكد أن الطفل أو البالغ بلغ مراحل الإدمان.
وحول العلاج، أوضح السيد محمد كمال قائلا «إن لا يوجد علاج أجدى من آخر، لكن من واقع علم النفس الاجتماعي، من الممكن أن يمارس على الطفل أو البالغ الذي لديه اضطراب ما يعرف بالضغط الاجتماعي مع إظهار أن الوالدين ليسا موافقين على هذا السلوك، وعوضا عن سلوك النهي من المهم أن يكونا الوالدان قدوة لأبنائهما في هذا السياق، أي لابد أن يرى الأبناء آباءهم وأمهاتهم منشغلين فيما ينفع، كما من المهم تدريب الأبناء على تنظيم الوقت، وسبل إدارة الوقت بين اللعب والمذاكرة وممارسة الأنشطة الرياضية، وعلى الأسر أن يحذروا أبناءهم من الفراغ، فيجب الاستفادة من الوقت بطريقة مثمرة، حتى ينخفض إدمانهم على الألعاب الإلكترونية، مع توفير البدائل التي يبدي رغبة فيها كالرسم، أو لعب كرة القدم، أو التصوير أو القراءة، فالمنع المطلق لن يجدي نفعا في حال لم تتوفر البدائل».
د. جميل بابلي: تخطيط الدماغ يكشف بؤر الاضطراب والإدمان
أوضح الدكتور جميل بابلي- المدير الطبي لمركز متخصص بتطبيقات علم الدماغ - قائلا «إن لدينا مركزا متخصصا في تطبيقات علم الدماغ تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة لاكتشاف مثل هذا الاضطرابات بعد إجراء تخطيط الدماغ، فتكون نتيجة التشخيص أن الطفل لديه إدمان ويكون السبب هو استهلاك ساعات طويلة باللعب بألعاب الفيديو، وهذا الإدمان يصيب الأطفال ويصيب البالغين أيضا، فتصبح مراكز الدماغ المسؤولة عن الإدمان تصاب بتغير في الخلايا في تلك المنطقة، ولهذا تعطينا مؤشر الإدمان عند تحليل كهربائية الدماغ الكمي، وعلى الرغم من انتشار هذه الاضطرابات إلا من الجيد أن نخبر بأن التقنية الحديثة تطورت لحل مثل هذه الاضطرابات».
وحول أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية التي تتحول إلى اضطرابات بسببها، أشار الدكتور بابلي إلى أن هؤلاء تظهر عليهم أعراض ضعف في مهارات التواصل الاجتماعي، لأنه يتواصل مع مجموعات افتراضية لا يستطيع أن يراهم أو يرى مشاعرهم أو ردود أفعالهم لذا يسهم الأمر بفقدانه للمهارات الاجتماعية المهمة، لافتا إلى أنه استقبل أحد الأطفال في المركز يبلغ من العمر 12 عاما وقد بدأت أسرته تسمح له باللعب بالألعاب الإلكترونية منذ أن كان عامين، مما أثر هذا على طريقة تواصله، كما أثر على اكتسابه لغته الأم، وسرعة الانفعال».
وأكد الدكتور بابلي أن الاضطراب قد يؤدي بالطفل إلى الصرع، لافتا إلى أن هناك تم استقبالها بالمركز بسبب أن الطفل بات لديه بؤرة صرع بسبب الألعاب الإلكترونية رغم أن لا يوجد لعائلة الطفل تاريخ وراثي بالمرض، وهذا يدل على أن البيئة هي السبب، فهنا الطفل بحاجة إلى علاج وقد يصل الحال إلى تناول علاج للصرع في حال تكررت الحالة، ومن الإدمان قد يتقيأ فهنا دماغه يفقد السيطرة على جسمه فهذا يؤكد أن الطفل يعاني من حالة إدمانية شديدة.
وحول العلاج، أشار الدكتور بابلي إلى ان العلاج متوفر، لكن من المهم تعاون الأسرة مع الطبيب المعالج حتى يتخلص من السلوك الإدماني، وتغيير نمط الحياة للطفل بإضافة أنشطة متنوعة كلعب كرة القدم، أو السباحة، أو ممارسة أي نشاط يفرغ من خلاله طاقته.
د. طارق العيسوي: تخصيص ساعات محددة للعب
أكد الدكتور طارق العيسوي-مستشار نفسي- أن الألعاب الإلكترونية باتت تحتل مساحة كبيرة في حياة الأطفال والمراهقين، محملة بالكثير من السلبيات والمشكلات ذات الأبعاد الجسدية والنفسية والاجتماعية، إذ إن من آثارها السلبية قضاء ساعات طويلة في ممارسة الألعاب والتنقل من مرحلة إلى أخرى، ومن لعبة إلى ثانية دون وعي أو شعور بالزمن مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، وفقدان العلاقات الاجتماعية مع الأهل وأفراد الأسرة، ولربما فقدان الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية المختلفة، والإصابة بالسلوك العدواني اللفظي واليدوي، وجاء في نتائج الدراسات إن الإفراط في ممارسة الألعاب الالكترونية يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي والتفوق العلمي.
وشدد الدكتور طارق العيسوي على دور الآباء الإشرافي على نوعية الألعاب التي يلعبونها، وتخصيص أوقات معينة للعب وأخرى لممارسة أنشطة خارجية أو داخلية مع عدم إغفال ساعات المذاكرة.
د. خالد المهندي: القلق وتشتت الانتباه من أعراض الاضطراب
أشار الدكتور خالد المهندي -استشاري نفسي- إلى أن منذ ثلاث سنوات أدرج الإدمان على الألعاب الإلكترونية إلى دليل الأمراض النفسية والعقلية وهو الدليل العالمي الصادر عن جمعية علم النفس الأمريكية، حيث أصبح مرضا وأضيف إلى حالات الإدمان، ومن لا يأخذ جرعته اليومية أو يتعالج من الاضطراب يصاب بأعراض انسحابية كمن يُعالج من الإدمان على المخدرات أو الكحول -على سبيل المثال-، فقد يصاب بنوبة غضب مع زيادة القلق، وتؤثر على شهيته فإما أن يعاني من سمنة مفرطة أو نحافة شديدة، كما أنها تؤثر على مراكز التركيز في الدماغ والإدراك وتشتت الانتباه وتؤثر على الملكات التعليمية. وتابع الدكتور خالد المهندي قائلا «إن المدمن على الألعاب الإلكترونية يصاب بشيء يعرف بتفكير الجواد، أي أن المدمن على الألعاب يصبح مروضا من صانع اللعبة التي تطلب منه في كل مرحلة من مراحلها أمر ما، مما يؤثر هذا الأمر على اتخاذ القرار وحل المشكلات، كما يصبح هشا وضعيف الشخصية، كما أنها تعزل الإنسان عن الآخرين، ولا يستطيع اكتشاف مهارات الذكاء العاطفي وتقدير وفهم الذات أو التعاطف مع الآخرين». وحذر الدكتور خالد المهندي من أن اضطراب الألعاب الإلكترونية قد يؤثر على مدمنها بالتخلي عن أداء واجباته اليومية كالذهاب إلى المدرسة، أو حتى نسيان أوقات الصلاة، أو ممارسة أنشطة كان يمارسها من قبل، فهذه مجتمعة مؤشر على أن الطفل أو المراهق يعاني من اضطرابات الألعاب الإلكترونية وعلى الأسرة أن تكون واعية لهذه الأعراض قبل استفحالها لاتخاذ الإجراءات المناسبة وعلاجها.
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : اختصاصيون لـ "الشرق": اضطراب الألعاب الإلكترونية حالة طبية تستدعي العلاج