الاثنين 2 سبتمبر 2024 06:52 صباحاً
نافذة على العالم - ثقافة وفنون
30
❖ طه عبدالرحمن
من الموضوعات التي تطرح نفسها على الساحة الفنية من حين إلى آخر، آليات النهوض بالحركة المسرحية، وإعادتها إلى سابق عهدها، عندما كانت تحفل بنجوم المسرح، وتقديم عروض قوية، تستقطب على إثرها الجمهور إلى المسرح.
وحرصا من "الشرق" على مواكبة تطلعات الفنانين لإعادة الحراك المسرحي إلى سابق عهده، تناقش عبر السطور التالية رؤى الفنانين تجاه النهوض بالحركة المسرحية، والتي تتمحور حول ضرورة إقامة عروض مسرحية طوال العام، وعدم الاكتفاء بإقامة مهرجان سنوي فقط، علاوة على دمج التربية المسرحية في مناهج التعليم. كما يشدد الفنانون على ضرورة تحفيز الأعمال المسرحية بدعمها من قبل المؤسسات المختلفة، بجانب عدم تركيز الحراك على إقامة الورش بنوعها فقط، بالإضافة إلى ضرورة دعم الشباب، وانخراطهم في الحركة المسرحية.
عبدالله غيفان: الفوضوية تهدد الحركة المسرحية
يرى الفنان عبدالله غيفان، الرئيس التنفيذي لشركة دبليون إم ميديا، أن إقامة الورش الفنية هي من الأهمية بمكان للحركة المسرحية، غير أنه يشدد على ضرورة أن يتسع نطاقها لتشمل كافة عناصر العمل المسرحي، وأن يقدمها مدربون على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية، خاصة وأن «لدينا في قطر والوطن العربي أسماء مسرحية لامعة، جديرة بالتعاون معها لتولي مهام تقديم الورش المسرحية في مختلف مجالاتها».
ولا يعتبر تطوير المسرح القطري قاصراً على الورش وحدها، «فهي ليست كافية بمفردها لاستعادة الحراك المسرحي إلى سابق عهده، إذ يتطلب استعادة هذا الحراك أن تكون هناك آليات ومقومات أخرى، تعيد المسرح القطري إلى سابق عهده». وفي هذا السياق، يحذر من خطورة ما يوصف بالفوضوية في الحركة المسرحية، مع ضرورة تجنب الذات والأنا، ليكون العمل مشتركاً، وبروح الفريق، يستهدف تحقيق الإخلاص، وإنجاز أعمال تليق بالوطن، وإعلائه على أي جوانب أخرى، بما يعيد الحراك المسرحي إلى سابق نهضته.
ويشدد الفنان عبدالله غيفان، على ضرورة تطعيم الفرق المسرحية بعناصر شبابية في مجالات العمل الإداري، وبالإضافة إلى ذلك أيضاً يجب الاهتمام بتدريب وتأهيل العناصر الشبابية في العمل الفني، مع أهمية إنشاء بنية تحتية للحركة المسرحية، تستقطب الجمهور إلى خشبة المسرح، وتعيد للمسرح القطري عافيته، مع ضرورة إعادة الموسم المسرحي لخلق منافسة بين الفرق الفنية الثلاث وشركات الانتاج، بجانب زيادة المهرجانات بدلاً من إقامة مهرجان واحد فقط.
علي حسن: الشباب عنصر أساسي للحراك المسرحي
يشدد الفنان علي حسن على أهمية إقامة الورش المسرحية، لتسهم بدورها في إعداد جيل من المسرحيين، وخاصة من الشباب، فإنه يرى ضرورة في أن تتنوع هذه الورش، لتشمل مختلف عناصر الفن المسرحي. ويوضح أن الورش تعد من الأهمية بمكان لنهضة المسرح القطري، نظراً لكونها تعوض المشاركين فيها عن خوضهم للمجال الأكاديمي في مجال المسرح، «غير أنه مع أهميتها هذه، فإنه ينبغي أن تتنوع وتتسع لتشمل جوانب مختلفة في فنون المسرح، من كتابة النصوص والتمثيل والسينوغرافيا، إلى غير ذلك من مجالات الفن المسرحي». ويقول: إن جيل المخضرمين في مجال المسرح، بحاجة إلى عناصر شبابية على خشبة المسرح، ولن يكون ذلك إلا بتأهيل هذه العناصر، لتكون قادرة فنياً على تولي أدوار على خشبة المسرح، الأمر الذي يعكس أهمية الورش في إعداد هذه العناصر، لتكون كفؤة ومؤهلة لتقديم أدوارها على خشبة المسرح.
وحول ما إذا كانت الورش بمفردها يمكن أن تساهم في إحداث الحراك المسرحي، يؤكد الفنان علي حسن أن هناك العديد من الآليات التي ينبغي تبنيها لإحداث حراك مسرحي حقيقي، وذلك بإقامة عروض مسرحية على مدار العام، مع الاستفادة من العروض التي شهدها مهرجان الدوحة المسرحي، ليتم عرضها تباعاً أيضا طوال السنة، حتى تكون فرصة لاستقطاب أكبر قدر من الجمهور إلى خشبة المسرح. ويعرب الفنان علي حسن عن أمله في أن يتبع إقامة الورش المسرحية تقديم عروض فنية، لتكون نتاجاً لهذه الورش، بما يحقق الهدف منها في تحقيق ما حرصت عليه هذه الورش، بملامسة مجالات مسرحية مختلفة.
أحمد البدر: الحراك بحاجة إلى إرادة ومبادرات نوعية
يستهل المؤلف والمخرج المسرحي أحمد البدر، مداخلته بتوجيه الشكر إلى وزارة الثقافة ممثلة في إدارة الثقافة والفنون ومركز شؤون المسرح، لما يتم تقديمه من أعمال لتطوير المسرح القطري، بتقديم أفضل الخبرات لخدمة المسرح، بإعداد الممثلين، ونشر ثقافة المسرح.
ويقول: إن هذه من الأدوات والأفكار التي تساهم في تحريك الركود المسرحي، وليس عودة المسرح الذي يحمل خمسين سنة من أعمال ونجوم وكوادر ساهمت في هذا الإنجاز الكبير، خاصة وأن عودة الحراك المسرحي يحتاج إلى إرادة قوية ومبادرات نوعية، ومن ثم ميزانيات، بجانب توفير المكان المناسب لتقديم العروض.
ويتابع: نحن في دولة قطر لا ينقصنا الممثل أو المخرج، ولكن ينقصنا نجم الشباك وكذلك الكاتب المتمكن من عناصر الكتابة ومعه الناقد الفني المتخصص الذي يجعل همه تطوير الأعمال المسرحية، مع ضرورة توافر خشبة مسرح تساهم بشكل كبير في عودة الحراك المسرحي.
أحمد الفضالة: تحفيز وتشجيع الفنانين بدعم أعمالهم
يقترح الفنان والمنتج أحمد الفضالة، مجموعة من الآليات التي يمكن أن تساهم بدورها في تعزيز دور المسرح القطري وتطويره، في مقدمتها توفير الدعم المالي واللوجستي من قبل المؤسسات المالية مثل البنوك والمؤسسات الثقافية والشركات التجارية، الأمر الذي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تطوير المسرح.
ويفسر ذلك بقوله: إن هذه المساهمات يمكن أن تشمل تمويل الإنتاجات المسرحية وتوفير خشبات المسارح على مستوى حديث وبتقنيات حديثة، مع إعداد متخصصين في مجال الصوت والإضاءة وورش عمل الديكور المسرحي، وتحفيز وتشجيع المخرجين والممثلين من الشباب بدعم أعمالهم المسرحية من خلال تقديم الجوائز والمنح المالية، وإنشاء برامج تعليمية وتدريبية مخصصة للفنون المسرحية في المدارس من مراحلها الأولى الى المرحلة الجامعية.
ويقول المنتج أحمد الفضالة: إن كل ذلك يمكن أن يساهم في إعداد جيل جديد مثقف ومتعلم من المسرحيين الموهوبين، مع ضرورة توظيف وسائل الإعلام الرسمية طوال فترة مهرجان الدوحة المسرحي، لتغطية المهرجان تلفزيونياً، وإذاعياً وصحفياً، وكذلك من جانب المنصات الرقمية، ما يحقق الترويج للأعمال المسرحية.
ويتابع: إن كل ذلك سوف يسهم في وعي الجمهور بالمسرح ويجذب المزيد من المشاهدين لتعزيز مشاركة الجمهور في الأعمال المسرحية سواء من خلال تقديم عروض تفاعلية أو إشراكهم في عملية الإبداع، ما يخلق رابطًا قويًا بين المسرح والمجتمع، كما أن تقديم العروض في الأماكن العامة والأحياء يمكن أن يجذب جمهورًا أوسع بتقديم أعمال مسرحية تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي لمختلف الأجناس والأعمار، ما يعزز من جاذبية المسرح لمجموعة أكبر من الناس، بجانب التعاون مع مسارح ومسرحيين من دول أخرى، ليفتح ذلك آفاقًا جديدة ويتيح تبادل الخبرات والأفكار مما يثري التجارب المسرحية المحلية ويطورها.
ويشدد على ضرورة تشجيع ودعم الكُتّاب المسرحيين بطرح الأفكار الجديدة وغير التقليدية في المسرح سواء في النصوص أو في أساليب العرض، بما يجذب جمهورًا جديدًا ويجدد من روح وحيوية وعودة المسرح. ويقول: إن «كل هذه الآليات مجتمعة يمكن أن تساهم في إعادة إحياء المسرح ودعمه كأداة ثقافية مهمة في الدولة تساهم في ثراء المجتمع من خلال أبو الفنون، فضلاً عما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية من خلال المسرح».
يوسف سلطان: دمج التربية المسرحية بمناهج التعليم
يؤكد الفنان يوسف سلطان، مستشار تعليمي، أن إقامة أي ورشة مسرحية، تساهم بدورها في تطوير الحركة المسرحية، خاصة في ظل حالة «الفراغ» المسرحي الذي يبدو عليه المشهد حالياً، «ما يجعل أي حراك هو من الضرورة بمكان لاستعادة عافية المسرح القطري، بالإضافة إلى ضرورة إقامة عروض طوال العام، وعدم الاكتفاء بتقديم عروض موسمية».
ويشدد على ضرورة توظيف التربية المسرحية بمناهج التعليم، «فقد كان لها دور كبير في إعداد جيل من المسرحيين المؤهلين للصعود على خشبة المسرح، وهو ما يعيد النشاط المسرحي إلى المدارس، الأمر الذي سيفرز بالتالي جيلاً جديداً من الشباب، «يحتاج إليه المسرح، إذ لا غنى عن العناصر الشبابية في أي عمل مسرحي». ويعرب الفنان يوسف سلطان عن أمله في عودة المسرح الشبابي، لتحقيق الهدف المنشود لتطوير المسرح القطري، علاوة على تقديم عروض مسرحية تحمل قيمة ورسالة، بالشكل الذي يعيد الجمهور إلى المسرح.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : فنانون يطالبون بمبادرات نوعية ودمج التربية المسرحية بمناهج التعليم