الأحد 19 فبراير 2023 09:20 صباحاً
محليات
424
تجارة الشيشة الإلكترونية تنتعش في الواتساب
عمرو عبدالرحمن- محمد العقيدي
انتشر في الآونة الأخيرة، تداول وتدخين السجائر والشيشة الإلكترونية في الأماكن العامة، باعتبارها بديلا أوجه وأقل ضرراً من تدخين التبغ التقليدي، على الرغم من أن جميع الأدلة العلمية تشير إلى أن تأثيرات المواد المستخدمة في تصنيع سوائل الشيشة الإلكترونية، يجب أن تحظى بنفس التحذيرات الصحية مثلما هو الحال مع باقي منتجات التبغ المعتادة، لتصبح هذه الظاهرة تحدياً خطيراً على الصحة العامة.
وأصدرت الدولة قوانين تشمل إجراءات عقابية على الموردين والمستخدمين على حد سواء. إذ تنص المادة رقم 7 من القانون رقم (10) لسنة 2016 بشأن الرقابة على التبغ ومشتقاته، على حظر استيراد أو تداول أو عرض أو بيع أو توزيع أو تصنيع السيجارة والشيشة الإلكترونية ومقلدات أدوات التدخين.
وبالنسبة للعقوبة التي نصّ عليها القانون فهي الحبس مدة لا تجاوز ستة أشهر وبالغرامة التي لا تزيد على 100 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خالف أياً من أحكام المادة السابعة من هذا القانون.
كما يمنع القانون التعريف بنبات التبغ ومشتقاته المختلفة واستخدام الوسائل المؤدّية إلى التشجيع على التداول، والسعي إلى زيادة عدد المتعاطين له في صوره المختلفة، وذلك بالنشر في أي من وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة، أو استخدام المطبوعات التي تحث على ذلك، أو بأي أساليب ترويج أخرى. ولكن هل يُطبق هذا القانون على أرض الواقع؟
استطلعت "الشرق" آراء عدد من المختصين حول المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام الشيشة الإلكترونية، وكيفية مواجهة هذه الظاهرة قانونياً وتربوياً، حيث طالبوا بضرورة تشديد الرقابة على صفحات بيع هذه المنتجات، وإطلاق حملات لضبط المروجين داخل قطر، مع تطبيق القانون بحزم عبر المنافذ الحدودية لمنع دخول هذه الأدوات سواء لغرض التجارة أو الاستخدام الشخصي كما ينص القانون، كما أكدوا أن جميع الأبحاث تشير إلى مخاطر صحية جراء تدخين الشيشة الإلكترونية، ولا يمكن اعتبارها بأي حال بديل آمن للتدخين التقليدي.
سلمان السليطي: دور الأسرة والمدرسة للحد من الظاهرة
دعا الخبير التربوي سلمان السليطي، إلى تكثيف الحملات التثقيفية للشباب في المدارس الثانوية، عبر المختصين، من أجل توعيتهم حول مخاطر التدخين بوجه عام، وتدخين هذه الأنواع المستحدثة التي تسمى السجائر الإلكترونية، لافتاً إلى أن انتشارها آخذ في التوسع، وربما نجد صعوبات بالغة في مواجهتها في المستقبل القريب، لذلك يجب أن تقوم المدارس بدورها التربوي في هذه المسألة، مثلما يحدث مع الطلبة حول توعيتهم بمخاطر السويكة والتبغ.
وأضاف السليطي أنه من الملاحظ انتشار محلات بيع التبغ وأدوات التدخين داخل المدن وبالقرب من المدارس الثانوية في بعض الأحيان، وهو أمر غير مقبول، وربما يساعد الطلاب على التدخين، ولكن في النهاية للدور التربوي سواء عن طريق الاسرة في المقام الأول، والمدرسة، دور في حماية أبنائنا من جميع أشكال التدخين، وهو الأمر الذي يجب أن ننتبه له جيداً. وأوضح أنه في حين أن السجائر الإلكترونية قد تكون منتجاً يختاره المدخنون الذين يحاولون التخلص من إدمان التبغ، فإنه يتعين على المرء إدراك أن هذه السجائر يشتريها أيضًا غير المدخنين، وأن جزءاً كبيراً منهم من المراهقين والشباب، الذين تشكل السجائر الإلكترونية تهديداً خطيراً يفتح الباب لهم نحو إدمان التبغ. ولا تعد الزيادة الكبيرة في انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب مفاجئة لأن المنتجين يستهدفون بشكل فاعل فئة الشباب من خلال الإعلان عن منتجاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، لذلك يجب أن تكون الاسرة أكثر حرصاً على الابناء.
د. أحمد الملا: أمراض القلب والسرطان.. أبرز المخاطر
أكد الدكتور أحمد الملا- مدير مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية أن العديد من الدراسات قد أثبتت وجود آثار ضارة للسجائر الإلكترونية على المدخنين ومن حولهم، إذ تشير الأبحاث العلمية إلى أن السجائر الإلكترونية تفاقم إمكانية التعرض للعديد من المواد الكيميائية والمعادن السامة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية وأمراض الجهاز التنفسي، فضلاً عن تسببها في مضاعفات صحية قصيرة وطويلة الأجل.
وأشار إلى أن السائل ذا النكهات المخصص للشيشة الإلكترونية يحتوي على العديد من السموم والمواد مثل الكروم والنيكل بصفتها مواد مُسرطِنة يستنشقها المدخنون، ومن المحتمل أن تسبب إصابتهم بالسرطان، كما توجد العديد من المعادن الثقيلة في السجائر الإلكترونية على شكل جزيئات نانوية تستطيع أن تتغلغل في عمق رئتي المدخن، وتعمل على إتلاف الحويصلات الهوائية "السنخية" التنفسية، لافتاً إلى أن العيادة استقبلت شكاوى عديدة من مستخدمي الشيشة الإلكترونية، إذ تبين بعد الفحص إصاباتهم بالتهابات الفم واللثة والأسنان والمجاري التنفسية وآلام الصدر والقلب.
كما أشار إلى أن مدخني هذا النوع أكثر عرضة للإصابة بالتهابات حادة بالرئة، وكذلك التسمم الحاد بالنيكوتين، فضلاً عن مخاطر حدوث انفجارات ببطاريات الليثيوم الموجودة بها، مقدماً النصيحة لمن يرغب بالإقلاع عن التدخين بجميع أنواعه التوجه لمركز مُكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية، حيث توجد علاجات آمنة وتُستخدم منذ عشرات السنين وتم اعتمادها من قِبل جميع المراجع العلمية بالعالم.
حمد اليافعي: مراقبة الحسابات والقبض على المروجين
طالب المحامي حمد اليافعي بالعمل على مراقبة الحسابات التي تقوم بالترويج عن السجائر الالكترونية وبيعها بشكل علني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة ما ان كان تجارها داخل أو خارج الدولة، وفي حال اثبات وجودهم داخل الدولة تتم مراقبة الحسابات والقبض عليهم، وفي حال وجودهم خارج الدولة يكون التنسيق مع الجهات المختصة في تلك الدولة لعمل اللازم والقاء القبض عليهم أيضا، بما أن القوانين القطرية تمنع دخولها الى البلاد وبيعها، كما ينبغي القاء القبض على كل من يقوم بتوصيل تلك الطلبات الى الزبائن عبر تتبعهم أولا بأول، ومن هنا تتم معرفة ان كانت الحسابات أو تجار السجائر الالكترونية داخل الدولة او خارجها. وأضاف اليافعي ان التجارة لم تقتصر على السجائر الالكترونية فقط بل نجد أن بعض الحسابات تقوم ببيع السويكة والترويج عنها عبر حسابات تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبا بتغليظ العقوبات على كل ما يقوم بالترويج عن السجائر الالكترونية والسويكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن تجارها يدمرون المجتمع والشباب. ودعا إلى وجود حملات توعوية في المدارس حول مخاطر السجائر الالكترونية والسويكة على الفرد والمجتمع وانها سبب في انتشار الامراض بين الشباب، وتوعية الشباب أيضا بالعقوبات القانونية التي تطول المخالفين للقوانين.
مروجون دوليون.. والبيع داخل قطر
الشرق تواصلت مع عدد من مروجي بيع السجائر والشيشة الإلكترونية، وأدواتها، وسوائلها، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر عشرات الصفحات على فيسبوك وانستغرام، وقروبات على واتساب، لتداول وبيع الشيشة الإلكترونية وأدواتها داخل قطر. ولوحظ خلال تحقيق "الشرق"، أن جميع هواتف البائعين من خارج قطر، إذ يتم التواصل معهم عبر تطبيق واتساب، ويتم الاتفاق معهم على الطلبية وأسعارها، ومن ثم توصيلها داخل قطر حتى باب المنزل، ودفع قيمة المشتريات "كاش" لمندوب التوصيل، ليبقى السؤال هنا، كيف لهذه المنتجات الدخول إلى الدولة عبر الحدود البرية والبحرية وتداولها على نطاق واسع رغم حظرها قانوناً؟.
وبحسب مروجي هذه التجارة، تتراوح أسعار الشيشة الإلكترونية ما بين 250 إلى 1000 ريال حسب النوع والماركة، فيما تتراوح أسعار السوائل والنكهات ما بين 100 إلى 250 ريال للعبوة، مع توافر جميع الأحجام والأشكال والنكهات بحسب الطلب، والتوصيل مجاني لأي مكان داخل الدولة.
أحمد البدر: غياب توجيهات الوالدين من الأسباب
أكد أحمد البدر، على ضرورة وجود حملات توعية تتكاتف فيها جميع جهات المجتمع مثل وزارة التربية والتعليم والاخصائيين التربويين والنفسيين والشرطة المجتمعية، وغيرها لتوعية الشباب في المدارس والمجالس، وتوعية الأسرة بدورها حيال أبنائها، إذ ان الأسرة جزء من المجتمع ويقع على عاتقها التوجيه وتوعية الأبناء بخطورة الآفات التي تنتشر بين الشباب سيما الشيشة والسجائر الالكترونية التي تدخل البلاد بكثرة وتنتشر بين أوساط الشباب الذي يعتبرون الفئة الاكثر استخداما لظنهم بانها أقل خطورة من السجائر العادية.
ولفت، إلى وجود عدة طرق مختلفة يلجأ المروجون إليها للترويج عن تلك السجائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل علني عبر حسابات عديدة موجودة على تلك المواقع، ولابد التصدي لذلك بتوعية الشباب. وأوضح ان العالم الافتراضي دخل بقوة على الاسرة وبات الابناء لا يجدون من يوعيهم مع غياب دور الاب والأم عن تربيتهم، فإن لم يكونا في اعمالهم يقضيان ساعات طويلة خلف الشاشات الصغيرة مبتعدين عن دورهم في تربية الأبناء وتوجيههم. ويرى البدر، من الواجب علينا اليوم أن نعيد أيادي الاصلاح لتوعية الشباب في المجتمع ويكون ذلك عبر ايجاد حملات توعية قوية لابد أن تصل الى الفئات المستهدفة في المدارس والمجالس وفي كل مكان. وتابع، أن الشباب هم أساس بناء الأوطان وشغلهم بما ينفعهم وتوعيتهم تعود بالنفع على الشباب أنفسهم وعلى المجتمع والدولة، والابتعاد عن توجيههم عبر حملات التوعية ودور الأسرة ينعكس سلبا عليهم وعلى المجتمعات، إذ اننا اليوم بحاجة للاستعانة بدور الدعاة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودور الإعلام ومتابعة مثل هذه الموضوعات باستمرار في وسائل الإعلام المحلية من خلال الصفحات التوعوية والأخرى الدينية والإرشادية.
د. عبدالله الشيبة: أين الجهات الرقابية من مروجي هذه السموم؟
تساءل الدكتور عبدالله الشيبة، عن اسباب انتشار استخدام وتداول السجائر والشيشة الإلكترونية بين الأفراد في الأماكن العامة والمجالس، على الرغم من حظر تداولها وفقاً لنص القانون، لافتاً إلى أن الجهات الرقابية مقصرة في تطبيق القانون، بدليل انتشار العديد من صفحات الترويج لهذه المنتجات، دون ضبط المروجين داخل الدولة، أو منع المسافرين القادمين من الخارج من إدخال هذه المنتجات إلى البلاد، حتى لو بغرض الاستخدام الشخصي. وأوضح أن الحملات الدعائية تروج للسجائر الإلكترونية على أنها وسيلة مساعدة وفعالة للإقلاع عن التدخين وبديل صحي للسجائر التقليدية. وهنالك تشابه آخر في طريقة الترويج للتدخين على أنه يعكس أناقة الشخص وأنه أحد عاداته العصرية، وكيف يُروج الآن للسجائر الإلكترونية على أنها منتج رائع وأنيق، ونتيجة لذلك، اكتسبت السجائر الإلكترونية قبولاً باعتبارها وسيلة للمسايرة والمجاملات الاجتماعية مع تجاهل آثارها الضارة على المدخنين ومن حولهم.
ولفت إلى وجود أساليب متعددة تقوم بها الشركات لإغواء الشباب واغرائهم للتدخين ومنها إضافة المنكهات كالفراولة والنعناع والتفاح لمنتجات التبغ والتغليف الجذاب لعلب التدخين وتضليل الشباب بأن التدخين هو من مظاهر الرجولة وكذلك من مظاهر الجمال والأناقة للفتيات إضافة للترويج لمنتجات التبغ عبر الدراما والأفلام السينمائية فضلا عن انتاج منتجات جديدة مثل السجائر الإلكترونية التي كان الشباب من أولى الفئات المستهدفة بها. مؤكداً أن جميع هذه الحيل والخدع مكشوفة كون التدخين مضرا للصحة مهما كان نوعه ومهما تم إخفاء سمومه وخطورته على جميع أعضاء ووظائف الجسم.
حسين صفر: كيف دخلت إلى البلاد؟
قال حسين صفر: إن دور الاسرة مهم في توعية الأبناء من مخاطر السجائر الالكترونية والسويكة، خاصة أنها تنتشر بين أوساط الشباب بشكل كبير رغم خطورتها على حياتهم، موضحا أن منافذ الدولة تسمح بدخولها في حال ادخال كمية بسيطة منها كاستخدام شخصي، بينما تمنع دخول كميات كبيرة منها.
وتساءل اين دور الجهات المعنية من مزاولة تجارة مثل هذه الانواع من السجائر والسوكية "اللفت" على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لافتا إلى سبب لجوء عدد كبير من التجار لمزاولة هذه التجارة يعود إلى انها تجارة مربحة تستهدف بشكل مباشر الشباب الذي يتباهون باستعمال السجائر الالكترونية والسويكة بينهم رغم ارتفاع اسعاره، مؤكدا انها تباع في الدول المجاورة بسعر لا يتجاوز 20 ريالا، وتباع لدينا بسعر يصل إلى 300 ريال ويعتمد ذلك على نوعيتها.
وطالب بتشديد الرقابة ومعاقبة كل من يتاجر بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة ايجاد حملات توعية تستهدف الشباب في المدارس والمجالس حول مخاطر استعمال السجائر الالكترونية والسويكة.
حسين الحداد: مواقع التواصل تشجع الشباب على تداولها
قال حسين الحداد، إن السجائر الإلكترونية شديدة الضرر على جسم وعقل الإنسان، وتعمل على تعطيل حياته اليومية، والتأثير السلبي على سلوكياته وتصرفاته مع الآخرين لاحتوائها على كميات كبيرة من التبغ والمواد السمية والمخدرة. وأوضح أن السجائر الإلكترونية تجعل الشباب يعيش في أوهام الراحة والتخلص من الضغوط النفسية ثم يجد نفسه عرضة للإدمان، لذلك يجب على الجهات المعنية أخذ الحيطة والحذر، وتكثيف الحملات الرقابية، والتوعوية للحد من انتشار هذا النوع من التدخين وتحوله إلى ظاهرة قد يصعب السيطرة عليها لاحقاً من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، مثلما حدث مع السجائر على مدار العقود الماضية.
وأشار إلى أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تروج لبيع وتداول الشيشة الإلكترونية ومحلولها المستخدم بكثرة، وهو ما يتوجب رصد تلك الصفحات وتطبيق القانون على القائمين عليها، وذلك لما في الشيشة الإلكترونية من مخاطر جسيمة. قائلاً: " الشيشة الإلكترونية منتشرة بشكل كبير في الدولة وبشكل علني، ولا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في إدخال عدد من الشحنات إلى الدولة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: من المسؤول عن إدخالها للبلاد ومراقبتها؟" مؤكدًا على ضرورة مراقبة مواقع التواصل التي كانت السبب الأول وراء مساعدة الشباب وتشجيعهم على تناول جميع النكهات من الشيشة الإلكترونية.
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : تجارة الشيشة الإلكترونية تنتعش في الواتساب