نافذة على العالم

5 أسباب لشرب القهوة يوميًا

 بين الحديث عن الفوائد والحديث عن الأعراض الجانبية السلبية، تتخذ القهوة من نفسها مادة جدليًا منذ قديم الزمان. لكن في هذه المرحلة من التقدم العلمي والبحثي لم يعد هناك شك في توفير القهوة العديد من الفوائد التي لا يمكن إنكارها بسبب ما تحويه من عناصر غنية من منشطات وفيتامينات ومعادن طبيعية وزيوت، فحتى لو كانت هناك آثار جانبية لتلك المواد مع كثرتها، تبقى ذات فوائد كبيرة للجسم وصحته النفسية والجسدية.

تخرج حبات القهوة من عباءتها الحمراء المائلة إلى الوردي كأنها أشبه بالكرز عند قطفها، لتصبح بعد تجفيفها حبات أشبه بكونها مقسمة لنصفين ترتدي اللون الأخضر بدرجاته المختلفة على حسب فصيلتها وزراعتها، ثم تبدأ بعد ذلك رحلة إضافة النكهات المختلفة لمشروباتنا وأطعمتنا بالاعتماد على مكوناتها ذات المذاق المميز، لكن خلف ذلك المذاق هناك تركيبة خاصة من العناصر الغذائية التي تتواجد بها.

فمثلًا تمنح كل 100 غرام قهوة عند شربها ما نسبته 24% من الدهون أو الزيوت منها 16% من الدهون المشبعة في الوقت الذي لا تحمل فيه أي كوليسترول للجسم، كما تضيف هذه الكمية الصوديوم، والبوتاسيوم، والكربوهيدرات، والبروتينات، والسكريات، بالإضافة إلى توفيرها عناصر غذائية أخرى مثل المعادن الطبيعية كالحديد والكالسيوم والفسفور والنحاس والزنك والماغنيسيوم والمنغنيز، وبعض العناصر الأخرى الريبوفلافين (فيتامين B2) والنياسين (فيتامين B3) والثيامين (فيتامين B1)، فضلًا عن المادة الفعالة الرئيسية الكافيين، وبعض مضادات الأكسدة.

لذا، يُعد شرب القهوة فعالًا في الكثير من الأحيان لمساعدة الجسم على القيام بالمهام اليومية من خلال مده بالطاقة والنشاط اللازم، وزيادة التركيز والإدراك للقيام بمثل هذه المهام، خاصة عند تناولها باعتدال وبطريقة صحيحة. لكن يظهر التساؤل الآن حول الأسباب المهمة لشرب القهوة، والحقيقة أن هناك الكثير من الأسباب التي يمكن الحديث عنها هنا.

 

فما هي أهم 5 أسباب لشرب القهوة بشكل يومي؟

رغم أن هناك الكثير من الأسباب التي تشجع شرب القهوة، إلا أننا سنحاول جمع الأهم منها في 5 اختيارات، وربما بعد ذلك ستبدؤون بشربها يوميًا بشكل منتظم خاصة لو لم تكونوا من محبي وعشاق القهوة.

1.      تحسين نشاط الجسد والعضلات

بسبب وجود المعادن والفيتامينات في حبوب القهوة، فإنها تساعد العضلات بالحصول على دفعة قوية لتحسين الأداء وزيادة الجهد في الوقت الذي تمنح الجسد فيه قدرة أكبر على التحمل تمنع بدورها الشعور بالتعب، كذلك يساعد وجود الكافيين على زيادة نسبة الأدرنالين بالدم وبالتالي زيادة النشاط خاصة عند شرب القهوة قبل نصف ساعة لساعة من القيام بنشاط جسدي.

تقول الدراسات إن شرب القهوة قبل ممارسة الرياضة بنصف ساعة لساعة يساعد على تحسين الأداء بنسبة 11-12% مقارنة مع المستوى الطبيعي للشخص، وهو ما يعني التفوق في الأداء خاصة بالحديث عن الرياضيين، كون هذه النسبة تمثل فارقًا كبيرًا أثناء المنافسة، خاصة وأن بعض المنافسات تحسم بأجزاء من الثانية وفروقات لا تتجاوز 1% مع الوضع الطبيعي.

2.      زيادة التركيز والادراك

تساعد القهوة وفقًا للدراسات المختلفة على زيادة التركيز والإدراك عند شربها باعتدال على مدار اليوم، كما تساهم في تحسين الصحة النفسية ما يعني البقاء متصلًا بأفضل شكل ممكن مع العالم والمحيط، وهو الأمر الذي ينعكس بدوره على تعزيز تعامل العقل مع الجسد وتعزيز نشاطه، فضلًا عن تحسين اتخاذ القرارات بسبب التركيز العالي.

3.      تحسين صحة القلب

لعل أكبر دراسة أجريت على القهوة عن طريق البروفيسور فرانك هو، من جامعة هارفارد، وشملت نحو 210 ألف شخص على مدار 20 سنة متواصلة، أثبتت بشكل قاطع الفوائد التي يوفرها شرب القهوة للقلب والأعصاب، حيث أشارت إلى مساعدة القهوة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والعصبية. وأشارت دراسات أخرى أيضًا إلى قدرة القهوة على خفض نسبة الإصابة بالسكتات القلبية بسبب قدرتها على تحسين الجسم بشكل عام ومساعدته بعملية التمثيل الغذائي السليمة وزيادة حساسية الأنسولين في الجسم وتقليل الالتهابات وغيرها من الأمور.

4.      قدرتها المذهلة على المساعدة في خسارة الوزن

بفضل الكافيين الموجود فيها تمنح القهوة الإنسان على حرق السعرات الحرارية بطريقة سليمة بسبب قدرتها على تحسين عملية التمثيل الغذائي (الأيض)، وكذلك تحسين النشاط الجسدي والتركيز، وبالتالي المساهمة في منع تراكم الدهون في الجسم بالوضع الطبيعي، في الوقت الذي تساعد فيه الجسم على حرق الدهون المتراكمة سابقًا عند بدء حمية تتناسب مع الجسم، لكن ذلك يستلزم شربها بدون الإضافات المختلفة من منكهات وسكريات مختلفة أو حليب كامل الدسم، لتجنب استهلاك المزيد من السعرات الحرارية عند شربها.

5.      الوقاية من عديد الأمراض

ربما يكون هذا هو الاختيار الأخير من اختياراتنا، لكن هل من الممكن معرفة كم مرض يمكن للقهوة المساعدة في الوقاية منه؟ في الأغلب لا، لذا سنتحدث عن هذه الأمراض مجتمعة هنا.

·         السرطان

تتحدث الكثير من الدراسات عن قدرة القهوة على مقاومة السرطان ومنع ظهوره بسبب العناصر المختلفة الموجودة فيها، لاسيما مضادات الأكسدة. وتتفق الدراسات في أغلبها على مقاومة سرطان الكبد، ثالث أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، وسرطان القولون والمستقيم، رابع أكثر أنواع السرطان انتشارًا.

ووفقًا للدراسات، فإن الأشخاص الذين يشربون القهوة باستمرار أقل عرضة بنحو 40% للإصابة بسرطان الكبد، في الوقت ذاته فإنهم أقل عرضة بنسبة 15% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وعلى نفس الجانب، فإن بعض الدراسات أشارت لتقليل القهوة عند شربها بمعدل 4 فناجين يوميًا لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال بنحو 20%، وخفض خطر إصابة النساء بسرطان بطانة الرحم بنحو 25%. كذلك أشارت دراسات أخرى لخفض القهوة الإصابة بسرطان الجلد.

·         الزهايمر والخرف

الزهايمر أو مرض فقدان الذاكرة، هو مرض يظهر في الغالب مع التقدم بالسن وربما يصل لمرحلة خطيرة تفقد الإنسان على التذكر والوعي تُسمى بالخرف، وهو أمر لا يوجد علاج حقيقي له لكن الدراسات تشير إلى كون الأشخاص الذين يشربون القهوة بشكل منتظم أقل عرض للإصابة به بفضل الكافيين، وذهب بعض الدراسات للحديث عن كون شرب القهوة يخفض الإصابة بهذا المرض بنحو 65%.

·         مرض باركينسون

يُعد من أشهر الأمراض العصبية التي لا علاج لها، وهو مرض اشتهر به الملاكم العالمي محمد علي كلاي في سنواته الأخيرة، لكن هذا المرض رغم عدم وجود علاجات له، إلا أن الدراسات أثبتت نجاعة القهوة في التصدي له وتقليل المخاطر المتعلقة به وسرعة انتشاره، وقال الدراسات إن القهوة تقلل من هذه الأعراض بنحو 32% إلى 60%.

·         النوع الثاني من السكري

يظهر النوع الثاني من سكر الدم بسبب وجود مستويات عالية من سكر الجلوكوز في الدم، ويعد النوع الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري في العالم. ويتسبب هذا المرض بمقاومة الجسد للأنسولين بسبب عدم استجابة خلاياه للهرمون، وبالتالي يمنع خلايا الدم من الحصول على سكر الجلوكوز بطريقة صحيحة بسبب عدم قدرتها على تخزينه في الخلايا. وقد أشارت الدراسات إلى تقليل القهوة للإصابة بهذا المرض بنحو 23-50%.

·         حساسية الأنسولين

تساعد القهوة في زيادة حساسية الجسم لهرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، وهذا الأمر يساعد بدوره في تحسين مستويات السكر في الدم من خلال مساعدة خلايا الجسم على تخزين السكريات الأولية (الجلوكوز) في الخلايا، الأمر الذي يمنع بدوره كذلك الإصابة بالمرض الثاني من السكري.

·         أمراض الكبد

هناك الكثير من الأمراض المرتبطة بالكبد؛ بعضها يمكن تجاوزه وبعضها الأخر من الصعب تجاوزه، لكن ما يمكن قوله هو أن كلاهما يمكن تقليل مخاطره وتخفيض نسبة الإصابة به عند شرب القهوة، حيث تشير بعض الدراسات إلى تقليل القهوة لنسبة الإصابة بمرض تليف الكبد الذي يعد من أخطر أمراض الكبد ويظهر نتيجة إصابة هذا العضو في الجسد بأمراض مختلفة بنسبة 80% عند تناولها بمعدل 4 أكواب يوميًا.

·         الاكتئاب

بجانب قدرتها على مقاومة الزهايمر والخرف، فإن شرب القهوة يساعد في مواجهة الاكتئاب وتحسين الصحة العقلية، وهذا بدوره يساعد وفقًا لبعض الدراسات على خفض حالات الانتحار.

ويعود السبب في محاربة القهوة للاكتئاب إلى تعزز الكافيين من إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، مما يحسن من الحالة المزاجية وبالتالي الصحة النفسية ككل.

نُذكِّر في النهاية أن شرب القهوة يجب أن يكون باعتدال للحصول على مثل هذه الفوائد العظيمة السابق ذكرها حتى لا ينقلب الأمر بشكل عكسي على صحة الجسم أو كما يقول المثل "ينقلب السحر على الساحر". فإذا كنت من محبي القهوة حاول المتابعة في طريقك، أما إذا كنت من الفريق الآخر فربما عليك التفكير مجددًا وتغيير رأيك بشأن هذا المشروب الرائع خاصة مع تجربتها مع ماكينة قهوة مثل ديلونجي ديديكا لتحصل على مذاق رائع يشجعك على الاستمرار.

أخبار متعلقة :