الليزك ( تصحيح تحدب القرنية بمساعدة الليزر)، و هو إجراء شائع لجراحة الإنكسار قد قام بتغيير حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، يعتبر ليزك طريقة آمنة وفعالة لتصحيح مشاكل الرؤية الشائعة مثل قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم. في هذه المقالة، سوف نستكشف أصول الليزك، والتقنية المستخدمة خلاله، وعدد الإجراءات التي تقوم بها الدولة، وأنواع الأخطاء الإنكسارية التي يمكن أن يصححها الليزك.
أصول الليزك:
يعود مفهوم إعادة تشكيل القرنية لغرض تصحيح مشاكل الرؤية إلى أوائل القرن العشرين، ولكن لم يتم تطوير أول ليزر إكسيمر حتى سبعينيات القرن الماضي، تلك هي التقنية المستخدمة في الليزك. حيث أن ليزر الإكسيمر يصدر شعاعاً بارداً من الضوء فوق البنفسجي يمكنه إزالة كميات دقيقة من الأنسجة دون الإضرار بالأنسجة المحيطة، جعل هذا من الممكن إعادة تشكيل القرنية بدقة، مما مهد الطريق لجراحة الليزك.
تم إجراء أول عملية ليزك في عام 1989 من قبل الدكتور لوسيو بوراتو في ميلانو، إيطاليا. استخدم د. براتو جهاز يدعى مايكروكيراتوم، وهو جهاز يقوم بإنشاء سديلة رفيعة في القرنية، للوصول إلى الأنسجة العميقة، ثم استخدم ليزر إكسيمر لإعادة تشكيل القرنية وتصحيح قصر نظر المريض. كان هذا الإجراء الرائد بداية الثورة في عالم الجراحة الإنكسارية.
التكنولوجيا المستخدمة في الليزك
الليزك هو إجراء يتكون من خطوتين يستخدم تقنية متقدمة لتصحيح مشاكل الرؤية. تتضمن الخطوة الأولى إنشاء سديلة أو طبقة رقيقة رفيعة في القرنية، والتي يتم رفعها بعد ذلك لكشف الأنسجة العميقة، يتم ذلك باستخدام جهاز مايكروكيراتوم أو ليزر الفيمتو سكند، اعتماداً على رأي الجراح.
تتضمن الخطوة الثانية استخدام ليزر إكسيمر لإعادة تشكيل القرنية. الليزر مبرمج بوصفة المريض ويزيل كميات دقيقة من الأنسجة لتصحيح الأخطاء الإنكسارية، تدوم نبضات الليزر بضعة أجزاء من المليار من الثانية فقط، ويتم إعادة تشكيل القرنية دون توليد حرارة أو إتلاف الأنسجة المحيطة، وهذا الإجراء خال من الألم، وتستغرق العملية بأكملها بضع دقائق فقط.
بعد إعادة تشكيل القرنية، تعاد السديلة إلى مكانها، وتترك العين لتلتئم. يشفى سطح القرنية بسرعة، ويلاحظ معظم المرضى تحسناً في رؤيتهم في غضون ساعات قليلة من الإجراء.
عدد الإجراءات حسب الدولة
الليزك هو إجراء شائع في جميع أنحاء العالم، حيث يخضع ملايين الأشخاص للجراحة كل عام. وفقاً للجمعية الدولية للجراحة الإنكسارية، تعد الولايات المتحدة الدولة الرائدة في العالم في عمليات الليزك، حيث يتم إجراء أكثر من 700,000 عملية جراحية كل عام. البلدان الأخرى التي لديها أعداد كبيرة من جراحات الليزك تشمل الصين، والهند، وكوريا الجنوبية.
أنواع أخطاء الإنكسار التي يمكن تصحيحها باستخدام الليزك .
يعتبر الليزك طريقة فعالة لتصحيح العديد من مشاكل الرؤية الشائعة بما في ذلك قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم.
يحدث قصر النظر عندما تكون العين طويلة جدًا أو تكون القرنية شديدة الإنحدار، مما يؤدي هذا إلى تركيز الضوء أمام شبكية العين، مما يؤدي إلى رؤية ضبابية عند النظر إلى الأشياء البعيدة، يمكن لليزك تصحيح قصر النظر عن طريق إزالة الأنسجة من مركز القرنية مما يجعلها أكثر إنبساطاً وذلك يسمح للضوء بالتركيز بشكل صحيح على الشبكية.
يحدث طول النظر عندما تكون العين قصيرة جداً أو تكون القرنية مسطحة بشكل مفرط. يؤدي هذا إلى تركيز الضوء خلف شبكية العين، يؤدي ذلك إلى رؤية ضبابية عند النظر إلى الأشياء القريبة. يمكن لليزك تصحيح طول النظر عن طريق إزالة الأنسجة من محيط القرنية مما يجعلها أكثر انحدارًا و ذلك يقوم بالسماح للضوء بالتركيز بشكل صحيح على الشبكية.
يحدث الأستجماتزم او اللابؤرية عندما تتشكل القرنية بشكل يشبه كرة القدم أكثر من كرة السلة، مما يتسبب في تركيز الضوء على نقاط متعددة في شبكية العين، ينتج عن هذا رؤية مشوهة أو ضبابية على طول جميع المسافات، يمكن لليزك تصحيح الأستجماتيزم عن طريق إعادة تشكيل القرنية و تحويلها الى شكل كروي أكثر، مما يسمح للضوء بالتركيز على نقطة واحدة في شبكية العين.
بالإضافة إلى هذه الأخطاء الانكسارية الشائعة، يمكن أيضاً استخدام الليزك لتصحيح قصر النظر الشيخوخي، وهي حالة مرتبطة بالعمر تؤثر على قدرة الشخص المسن في التركيز على الأشياء القريبة. يتم ذلك عادة باستخدام تقنية تسمى الرؤية الأحادية، حيث يتم تصحيح إحدى العينين للرؤية عن بعد والعين الأخرى للرؤية عن قرب.
لا ينصح باستخدام الليزك للجميع، حيث أن ملاءمة الإجراء تعتمد على عدة عوامل، منها عمر المريض، والوصفة الطبية، وصحة العين بشكل عام، لذلك يطالب بفحص دقيق للعين لتحديد ما إذا كان الليزك هو الإختيار الصحيح للفرد.
