نافذة على العالم

بين متلازمتي «الانسحاب» و«الحساسية الانتقائية».. تدور رحى الانفصال عن الواقع

الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 11:34 مساءً

نافذة على العالم - كلمة "متلازمة" في الطب تستخدم كتعريف واسع النطاق لوصف مجموعة من الأعراض البدنية والنفسية.. وتُسمى المتلازمات غالبا على اسم الطبيب أو مجموعة الأطباء الذين اكتشفوها أو الذين وصفوا الصورة السريرية كاملة لأول مرة.

ومن بين المتلازمات النفسية التي تم تسميتها بناءً على وصفها، "متلازمة الاستقالة" أو "الانسحاب من الحياة" (Resignation syndrome)، وكذلك متلازمة "حساسية الصوت الانتقائية" ( Mesophonia )، فكلاهما يتملك المصاب بهما رغبة في الانفصال عن الحياة أو الواقع المُعاش.

وتم تشخيص "متلازمة الاستقالة"، تحت هذا الاسم لأول مرة في السويد عام 2000 على عدد من أبناء اللاجئين الصغار من أصول سوفيتية سابقاً ويوغوسلافية وتتراوح أعمارهم بين 8 إلى 15 عاما، وأطلق عليهم حينها "اللا مبالين" لعدم تجاوبهم مع كل المحيط بهم، وكان ذلك رد فعل على رفض السلطات السويدية منحهم وعائلاتهم حق اللجوء.

وتصيب هذه المتلازمة الأطفال الذين تعرضوا للصدمات النفسية في مجتمعات المهاجرين تحديدا، حيث يتعرض الطفل لنوبة اكتئاب ثم يبدأ في فقدان وظائفه الجسدية كالقدرة على المشي وتناول الطعام.

أما "متلازمة حساسية الصوت الانتقائية" فهي تتجاوز مجرد الانزعاج من الضوضاء غير المرغوبة، فالذين يعانون منها تصدر عنهم ردود فعل غير اعتيادية تجاه أصوات معينة تثير حفيظتهم وتوترهم، مثل: صوت التنفس، أو مضغ الطعام، أو حتى احتكاك الملابس ببعضها البعض.

ويدرك كل من عمل في بيئة مفتوحة أو شارك زملاءه في أماكن عمل ضيقة، أن الأصوات المحيطة تمثل مصدرا للتوتر.

وقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة "كورنيل" الأمريكية وشملت 40 من موظفي المكاتب الذين تعرضوا للضوضاء في أجواء عمل مفتوحة، أن الأصوات قد زادت من مستويات هرمون الأدرينالين الذي يستثير الجسم لاستجابات التوتر والرغبة في الانعزال، مما يدمر الإنتاجية ويولد الاستياء.

ومع بقاء أوضاع بيئات العمل المفتوحة، وكذلك الحروب وحالات اللجوء، فإن الإصابات بمتلازمتي "الاستقالة" و"حساسية الصوت الانتقائية" ستظل مرشحة للزيادة عالميا.

المصدر : بين متلازمتي «الانسحاب» و«الحساسية الانتقائية».. تدور رحى الانفصال عن الواقع

أخبار متعلقة :