نافذة - "الفريجي": الاتصال التنموي يفقد كفاءته إذا كان مفتقرًا لخطة تنتظم أعماله

قال الدكتور رياض بن ناصر الفريجي الحاصل على الزمالة الأوروبية العربية في الاتصال من أجل التنمية: إن الاتصال التنموي يفقد كفاءته إذا كان مفتقرًا لخطة تنتظم أعماله، مضيفًا أنه يتحول من كونه منميًّا للمجتمع إلى مستجيب لمجريات الأحداث وهذا يعكس أهدافه.

وتحدث لـ"سبق" قائلًا: "الارتقاء لا يأتي بالارتجال ولا المصادفة والمجازفة، فجدير أن يتبنّـى اتصالنا التنموي روح الاستدامة بالخطط الحقيقية الطويلة التي يحضر فيها الفعل الإيجابي المتراكم، صناعة "القيمة التنموية" هي الترجمة النمائية للمصطلح الاتصالي "اتجاهات التأثير"، وتكتسب هذه الصناعة مزية نوعيّة متفرّدة، إذ إن المجتمع بكل مكوناته يسهم فيها ويشارك، فأفراده يغرسون الإيجابية وينشرونها ليعم الخير الكون بمن فيه ومن عليه".

وأردف: "نتطلع من القطاع غير الربحي إلى الاستفادة والتوظيف للممارسات المثلى اتصاليًا، وزيادة روح الاطلاع والسعة والاحتكاك بالتجارب الإعلامية الناجحة، ولا مانع من الاستنساخ والمحاكاة بشرط التطوير والمواءمة بما يتوافق مع خصائص هذا القطاع وقيمه؛ ليُستخدم بكفاءة ويبقى التفاعل نابضًا، فالأدوات والأساليب والقوالب حق مشاع بين القطاعات، وإنما يتشكّل الفارق في المحتوى فهو القيمة المضافة لدى الاتصال الإنمائي للقطاع الرابح الذي يسهم الجميع في تغذيته فهو منهم وإليهم".

كما أكد أن الاتصال التنموي يقوم بعدة أدوار؛ من أهمها: تعزيز الصورة الذهنية عبر نقل المخرجات والنتائج والأثر للمجتمع بشكل فعّال ومؤثر على الرأي العام، مع الاهتمام بالنشر بالأسلوب القصصي Story telling، زيادة وعي المجتمع حول القضايا الاجتماعية عبر تكثيف الحملات الإعلامية التوعوية المشتركة بين الجهات أو المؤسسات المتخصصة في قضية معينة، وإبراز شفافية القطاع لصناعة الثقة مع المجتمع وذوي المصلحة من القطاعات الحكومية.

وأضاف: "كذلك تعزيز ثقافة أن الجمعيات الأهلية ملك لعامة المجتمع، والتأييد والمناصرة للقضايا الاجتماعية الدولية والمحلية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية والإنجليزية، وهذا يسهم في وصول صوت المنظمات غير الربحية في السعودية".

وختم حديثه قائلًا: "لا يمكن الارتقاء بأساليب التوعية في القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية إلا بـ 6 توصيات؛ وهي: زيادة عدد البرامج الأكاديمية المتخصصة بالاتصال التنموي، ابتعاث الكوادر البشرية لدراسة العلوم الاتصالية التنموية المتخصصة، تأسيس الجمعيات الأهلية الإعلامية، تحفيز المؤسسات الأهلية في دعم المشاريع الإعلامية، تشجيع المؤلفين لكتابة القضايا العالمية الاتصالية التنموية، إطلاق جائزة خاصة تهتم بتكريم أفضل المنتجات الاتصالية التنموية".