الأربعاء 15 أبريل 2020 07:45 صباحاً
وأضافت المصادر: "ربما يرى صانع القرار المصري أن رفع يده عن الدعم العاجل لحفتر في الوقت الراهن، هو وسيلة ضغط على الحلفاء الخليجيين، لدعم الاقتصاد المصري بودائع دولارية، لإنقاذ الموقف، خصوصاً بعد اضطرار الحكومة لسحب 5.4 مليارات دولار من الاحتياطي النقدي في البنك المركزي".
وأوضحت المصادر أنه في ظل ما تعانيه فرنسا من اجتياح كورونا، وانشغالها بإجراءات مكافحة العدوى في ظل الأعداد الكبيرة من المصابين والمتوفين، لم تعد باريس قادرة على دعم حفتر بشكل واسع، كما كان يحدث في فترات مضت، وهو ما ألقى بالجانب الأكبر من الدعم على مصر التي ترتبط بحدود مباشرة مع ليبيا، في وقت تتكفل أبوظبي بالتمويل بشكل أساسي إلى جانب الرياض التي موّلت أخيراً عمليات تسليح لمليشيات حفتر، في إطار عمليات محاصرة تركيا في الملفات التي تنشط بها.
"القاهرة تلقت أكثر من استغاثة من حفتر، خلال الشهر الماضي
"
وبحسب المصادر الخاصة، لـ"العربي الجديد"، فإن قوات الوفاق عثرت على كميات كبيرة من الذخائر في مخازن تابعة لحفتر في مدينتي صبراتة وصرمان بعد السيطرة عليهما في عملية عسكرية استمرت عدة ساعات، زوّدت بها مصر حليفها حفتر، موضحة أنه تم العثور على صناديق ذخائر مدون عليها "الهيئة العربية للتصنيع مصنع قادر". كما كشفت المصادر عن اغتنام 4 دبابات روسية الصنع، ضمن عدد من الدبابات زودت بها مصر مليشيات حفتر مطلع العام الحالي، نظرا لكونها شبيهة للمستخدمة في الجيش الليبي السابق إبان عهد العقيد معمر القذافي.
وأوضحت المصادر أن الحصة الكبرى من الذخائر التي عُثر عليها في مستودعات حفتر التي تمت السيطرة عليها بعد فرار مليشياته، مصرية، وغالبيتها عبارة عن صواريخ متعددة الأبعاد. تجدر الإشارة إلى أن مصنع صقر التابع لوزارة الإنتاج الحربي المصرية، يُنتج صواريخ من عيار 122 مليمتراً الخاصة بصواريخ "صقر 18" و"صقر 36" و"صقر 45" مع الأنظمة الصاروخية الصغيرة للقاذف "بي جي 7" بكافة أنواع المقذوفات، إضافة إلى صواريخ "ساتر الدخان" لسلاح الحرب الكيميائية لصناعة سواتر من الدخان لتضليل العدو، كما يُنتج أنظمة صاروخية تدعى "المضيء" و"نيزك السماء" لتضيء ساحة المعركة أثناء الليل، كما ينتج الصاروخ الروسي "سام-7"، وهو صاروخ أرض-جو محمول على الكتف. "
الطائرات التي أسقطتها قوات الحكومة، اثنتان منها من نوع "وينغ لونغ" والثالثة من نوع "مي 35"
"
كما كشفت المصادر تفاصيل بشأن الطائرات الثلاث التي أسقطتها قوات حكومة الوفاق خلال معركة السيطرة على أبوقرين ظهر الأحد، موضحة أن "طائرتين من نوع وينغ لونغ" صينيتَي الصنع، وهما من نوعية الطائرات المسيرة، كانتا ضمن 6 طائرات تسلمتها مليشيات حفتر من الأردن في مارس/آذار الماضي بعد تمويل الإمارات للصفقة، مضيفة أن الطائرة الثالثة هي عمودية من نوع "مي 35" (MI 35) سقطت وقتل طاقمها المكون من ثلاثة طيارين، وكانت ضمن 4 مروحيات قتالية زودت بها الإمارات حليفها في شرق ليبيا في إبريل/نيسان 2015، وذلك على الرغم من القرار الأممي الخاص بحظر التسليح المفروض على ليبيا.من جهة أخرى، أكدت المصادر أن القاهرة تلقت حديث رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، بشأن توجيهه وزارة الخارجية في حكومته بالتواصل مع الدول التي تم أسْر مرتزقة ينتمون إليها، لبحث مصيرهم، مشيرة إلى أن مصر مستعدة لبدء مفاوضات بشأن عدد من العسكريين الذين وقعوا في الأسر، خلال تنفيذهم مهام عسكرية إلى جانب مليشيات حفتر خلال الفترة الماضية.
وكان "العربي الجديد" قد انفرد في تقريرين سابقين بأنباء متعلقة بشأن أسر عسكريين مصريين، بينهم ضباط ومجندون في الجيش المصري. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو، إنها بسطت سيطرتها على المدن المختطفة بمساحة تقدر بأكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع في غضون ساعات، مؤكداً أن قواتها سيطرت على صرمان وصبراتة ودخلت العجيلات ومليتة وزلطن ورقدالين والجميل والعسة، مضيفا أن القوات غنمت 6 مدرعات إماراتية و10 دبابات وعشرات الآليات المسلحة وترسانة أسلحة وذخائر مصرية وإماراتية.
المصدر : أخبار العالم : مصر تقلّص دعم حفتر: مناورة لابتزاز الحلفاء اقتصادياً؟