فلسطين: أرض متحرّكة وسياسة منفتحة
يتابع الجمهور الفلسطيني عن كثب التغييرات المرتقبة في البيت الأبيض بعد فوز جو بايدن على دونالد ترامب، حيث يراهن الفلسطينيون على سياسة بايدن لإعادة الكفة لصالح الفلسطينيين بعد أن همش ترامب الجانب الفلسطيني طيلة فترة ولايته.
وقد أكّد أحد مساعدي القيادي البارز داخل حركة التحرير الفلسطيني فتح "عزام الأحمد" أنّ المستجدات الأخيرة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية ستؤثّر ضرورة على خيارات حركة فتح والسلطة برام الله بشكل استراتيجي.
ترقّبت الساحة السياسية الفلسطينية الانتخابات الأمريكية التي جرت بالأساس بين المرشحين البارزين جو بايدن ودونالد ترامب. والآن وبعد تؤكّد فوز بادين، تأمل السلطة برام الله وحركة فتح أن يُساهم هذا الأخير في إصلاح ما أفسده ترامب في ولايته فيما يتعلق بالدبلوماسية الفلسطينية الأمريكية، إضافة إلى عديد المسائل الأخرى.
هذا وقد ذهب الكثير من المحلّلين والمعلّقين على مجريات الساحة الفلسطينية أنّ فوز بايدن قد يؤدّي بطريقة أو بأخرى إلى التراجع عن مشروع المصالحة. كيف ذلك؟
يُرجح بعض المتابعين للشأن الفلسطيني أنّ حركة فتح كانت تبحث طيلة الفترة الماضية عن غطاء سياسي لمقاومة العدوان الإسرائيلي ديبلوماسياً.
أمّا الآن، ومع فوز بايدن وبوادر انفراج الأزمة الفلسطينية الأمريكية، بالإضافة إلى استئناف العلاقات الفلسطينية الأمريكية والعودة إلى التنسيق الأمني مع إسرائيل، يُرجح الكثير تراجع فتح عن مشروع المصالحة مع حماس، خاصّة مع المعارضة الحمساوية الكبيرة للتنسيق الأمني بين فتح وإسرائيل.
وبالنظر إلى تصريحات المسؤول المقرّب من عزام الأحمد، هذا القيادي بحركة فتح الذي عُرف في الكواليس بمعارضته للمحادثات مع حماس، يتوقّع المقرّبون من السلطة أن تدخل الضفة الغربية مرحلة جديدة قد تضمن للشعب الفلسطيني الاستقرار السياسي والاقتصاديّ.
هذا ويحذر الوسطاء الإقليميون من استغلال حماس المدعومة من تركيا وإيران لمشروع المصالحة لبسط سيطرتها على الضفة الغربية في سيناريو مشابه لما حصل صيف 2007 في قطاع غزة الواقع حتى الساعة تحت قبضة حماس.
تؤكد جميع المؤشرات الإحصائية أنّ القيادة الفلسطينية تبحث بشكل أساسيّ عن استقرار أمني واقتصاديّ، من أجل التعافي من أزمة الكورونا التي شلت الاقتصاد وأثقلت كاهل الفلسطينيّين. هل تحقق السلطة برام الله مطلب الشعب الفلسطيني الرئيسي؟