نافذة على العالم

حوادث : «الاختيار2».. زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود الذي سقته سامية شنن «مية نار»: «عاوزة أفجّر نفسى في إرهابيي كرداسة»

الأحد 18 أبريل 2021 05:40 صباحاً

اشترك لتصلك أهم الأخبار

بعد عرض الحلقة الـ5 من مسلسل «الاختيار 2» والتي تناولت فض اعتصام رابعة 2013، تعيد «المصري اليوم» نشر حوارها مع نجلاء سامي، زوجة العميد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور مركز شرطة كرداسة، والذي تعرض المسلسل لبشاعة التمثيل بجثته وسقيه مياه نار من قبل المتهمة سامية شنن، وهو صائم.
وكانت «المصري اليوم» أجرت الحوار مع زوجة الشهيد في الذكرى الأولى لـ«مذبحة كرداسة».

«إنت وحشتنى جدًا، إنت توأم روحى، إنت الكيان كله، ليس بعدك أحد، وكل ما هو سيئ رأيته في الدنيا بعد غيابك، من الأقارب قبل غيرهم، مرت سنة على استشهادك، وحقك لم يأت بعد، والقتلة يمرحون، ويحاكمون ببطء ليس له مثيل».

كلمات لخصت بها نجلاء سامى، زوجة العميد الشهيد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور مركز شرطة كرداسة- حالتها. الكلمات خرجت منها متتابعة، بينما كانت تحيى يوم ذكرى استشهاده المعروفة إعلاميًا بـ«مجزرة كرداسة»، على قبره بمنطقة السيدة عائشة، وهى تبكيه، فطالما تمنت الموت معه، «لأن الحياة مستحلية بدونه»، على حد تعبيرها.

نجلاء جلست في شقتها الكائنة بشارع الثلاثينى بمنطقة الهرم، تستقبل مكالمات هاتفية لتعزيتها في زوجها بعد مرور عام على استشهاده، كما استقبلت عددا من الأهالى والمواطنين الذين كانوا على صلة وثيقة وحب بزوجها الشهيد، وصممت على تدشين حفل لتأبينه بنادى «الترسانة»، حيث كان لاعبا شهيرا في فريقه الكروى في الثمانينيات، متنمية أن تخلد ذكرى «عامر» مدى الحياة، وليس مجرد يوم هذا العام، فحسب.

جلست زوجة الشهيد أسفل صورة مرسومة له بالزيت والألوان، تقول إنها تحب دائمًا النظر إليها، لدى دخولها من باب الشقة، كأن الزوج لم يغب، و«يمكن ساعات بأقوم أفتح الباب وأسمع طرقًا خفيفًا عليه، ظنًا منى أنه عامر»، يتمالكها الحزن فجأة، ودموعها تنسال على وجنتيها، توضح: لدىّ رسالة لرئيس الجمهورية- عبدالفتاح السيسى: «يا سيادة الرئيس، أنت خلصتنا من إرهابى لعين حكمنا بالحديد والنار، لكن حق شهداء الواجب لم يأت، وأريد مقابلتك شخصيًا لأجل هذا الغرض».

تعتدل نجلاء في جلستها، وتلوح بيديها يمينًا ويسارًا، وتقول إنها ترى أمامها كل يوم الثلاث ساعات التي تعرض خلالها زوجها، للتعذيب، بالضرب المبرح بالمواسير الحديدية فوق رأسه وتهشم جمجمته، بعد أن جرى إطلاق الرصاص عليه في مناطق متفرقة من جسده، والتمثيل بجثمانه على الأرض حتى منطقة ناهيا، فضلاً عن تعدى سيدة تدعى «سامية شنن» عليه بالضرب بـ«الشبشب» وإلقاء مياه حارقة على جثمانه.

وتقول: «كلما أتذكر تلك المشاهد أصاب بحالة انهيار، تجعلنى أريد مفارقة الحياة»، وتتساءل بخيبة أمل: ما جدوى محاكمة أناس إرهابيين أمام قضاء مدنى، ولم ير أهالى الشهداء أحكامًا رداعة بعد مرور عام على استشهادهم بصورة بشعة».

كان ابنا الشهيد «أحمد»، و«علاء» قد استأذنا والدتهما للنزول إلى أصحاب لهما أمام المنزل، وظلت توجه لهما النصائح خشية تعرضهما للخطر، وتقول: إن نجلها الأخير، طالب الثانوية العامة، تعرض خلال شهرى نوفمبر وديسمبر الماضيين لمحاولتى اختطاف من منطقة شارع الهرم، من قبل أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، الذين كانوا ينظمون مسيرة بالشارع عند مرور «علاء» لحضور أحد الدروس الخصوصية، وهرولوا نحوه مرددين عبارات: ابن عامر عبدالمقصود أهه امسكوه.. لولا أنه تدارك الأمر بسرعة، وفر بدراجة بخارية كان يستقلها نحو منزلنا، أما نجلى الأكبر «أحمد» فكان الإرهابيون يكتبون بالاسبراى على زجاج سيارته «مرسى راجع غصب عن أبوك يا ابن الشهيد»، وبعد هاتين الواقعتين اختفيت من المنزل ونجلى لعدة أشهر، خاصة عندما كنا نفاجأ بوضع صور كف «رابعة» الإخوانى على باب الشقة.

نجلاء تشير إلى أنها ارتبطت بزوجها الشهيد عامر عبدالمقصود، عن قصة حب، بخلاف أنه ابن خالتها، وتزوجت منه وقتما كانت تدرس بالفرقة الثانية بكلية الآداب، قسم اللغة العربية، وبينها وبين الشهيد زواج دام 21 عامًا، وارتباط عاطفى 4 سنوات، وعندما تتذكر بطء المحاكمات تهم بالذهاب إلى أروقة القضاء للقصاص بيديها، لكنها تتماسك في اللحظة الأخيرة «لأننى لو رأيت سامية هقطع من جسمها أمامى، وأصاب بحالة تشنج شديدة، وسأفقد السيطرة على نفسى».

تهدأ زوجة الشهيد، وتتحدث بلهجة أقل انفعالاً، وتشير إلى أن زوجها كان محبوبًا بين الناس في كرداسة لفعله الخير معهم، ولا أدرى سبب وضع المتهمة الإرهابية سامية شنن مياه النار على جثمانه، وتروى نجلاء أن الإرهابى الذي لقى مصرعه في تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة منذ عدة أشهر أعلى محور 26 يوليو، ويدعى محمد رشيدة، كانت والدته تشكو لزوجى منه، لأنه يتاجر في المخدرات، فطلبه عامر للحضور إلى مركز الشرطة، وحدثه كأخ أكبر، وطالبه بالكف عن الأذى لأسرته، وفتح له كشكًا أمام مركز الشرطة، وملأه بالبضائع على نفقته الخاصة، ثم فوجئنا بهذا الإرهابى القتيل ضمن الذين عذبوا زوجى، وسحلوه على الأرض، قائلين له: «موت ياكافر»، رغم أنه كان صائمًا ستة شوال البيض.

«عاوزة أفجر نفسى بقنبلة في إرهابى كرداسة»، قالتها نجلاء، بينما كانت تصرخ بأعلى صوتها، وهى تتذكر أن الشهيد كان يخدم كل الناس، وسبب قتله أنهم كانوا يلحون عليه لإبداء رأيه بعد يوم من عزل محمد مرسى من منصبه، 3 يوليو.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    185,922

  • تعافي

    143,575

  • وفيات

    10,954

المصدر : حوادث : «الاختيار2».. زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود الذي سقته سامية شنن «مية نار»: «عاوزة أفجّر نفسى في إرهابيي كرداسة»